في يوم القدس.. هجوم سيبراني يخترق مئات المواقع الإسرائيلية
تزامناً مع يوم القدس العالمي، تعرّضت مئات المواقع الإلكترونية الإسرائيلية للاختراق في هجوم سيبراني مخطط. وبحسب تقارير تمّ استبدال الصفحات الرئيسيّة للمواقع المخترقة برسالة تهديد ضدّ “إسرائيل”، وأرفقت بعبارة “العدّ العكسي لتدمير إسرائيل بدأ قبل وقت طويل”، مع مشاهد لمدن فلسطينيّة محتلة وهي تحترق.
صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ادّعت، نقلاً عن شركة الخوادم، أنّ جهات إيرانية هي من قامت بالاختراق، واصفةً إيّاه بـ”حادث قاسٍ جداً”، بينما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى عن شركة السايبر “كليرسكاي” تأكيدها أن فصائل فلسطينية تقف وراء الهجوم.
يذكر أنّ “هيئة السايبر الإسرائيلية” كانت حذّرت مؤخراً من هجوم محتمل بمناسبة يوم القدس العالمي.
بالتوازي، ندّدت شخصيات عديدة بمخططات الضمّ والمشاريع الاستعمارية لكيان الاحتلال، حيث جدّد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية رفض مخططات الاحتلال ضمّ أجزاء من الضفة الغربية ضمن ما تسمى “صفقة القرن” الأمريكية الإسرائيلية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وأوضح أشتية أن إعلان الاحتلال ضمّ أراضٍ فلسطينية ومحاولته عزل القدس المحتلة عن باقي الضفة الغربية ومواصلة حصاره قطاع غزة ينتهك القانون الدولي والشرعية الدولية ويقوّض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 عاصمتها القدس.
وأشار رئيس الوزراء الفلسطيني إلى أن الموقف الدولي الرافض للضمّ و”صفقة القرن” يشكل دعماً للفلسطينيين ولبناء المؤسسات الفلسطينية وحقّ اللاجئين بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مشيراً إلى أن بيانات التنديد والاستنكار غير كافية وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته ووقف تنفيذ مخططات الاحتلال الاستيطانية وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال.
ولفت أشتية إلى أن “صفقة القرن” هي التي أعطت الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي لتصعيد جرائمه وتكثيف مخططاته الاستيطانية التهويدية التي تخالف الشرعية الدولية والقانون الدولي.
إلى ذلك، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن ما تسمى “صفقة القرن” تظهر مدى مكر الأميركيين، مشدّدةً على أن الشعب الفلسطيني هو وحده من يقرر مصيره.
وجاء في بيان للوزارة: “إنّ فلسطين للفلسطينيين وهم من يقرّرون مصيرها، وليس الأمريكيون والصهاينة”.
في سياق متصل، أكد الحرس الثوري الإيراني بهذه المناسبة أن مخططي “صفقة القرن” وضمّ أجزاء من الضفة الغربية مصيرهما الفشل، مشدّداً على الخيار الاستراتيجي باسترداد الحقوق وليس التنازلات والتطبيع والخنوع، فيما أوضح الجيش الإيراني في بيان أن مقاومة المحتل هي الطريقة الوحيدة والأمثل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مؤكداً أنها الطريقة الوحيدة للتعامل مع المحتل وتحرير فلسطين.
كما أكد علي أكبر ولايتي أمين عام المجمع العالمي للصحوة الإسلامية، مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية، أن فلسطين هي القضية الأولى في العالم الإسلامي، وأوضح، في بيان بمناسبة يوم القدس العالمي، أن الأعداء يحاولون دائماً حرف بوصلة نضال الشعب الفلسطيني عن هذا المبدأ الأساسي، مشيراً إلى أن الطريق الوحيد للنصر هو المقاومة من أجل القدس.
وأكد أن التطبيع مع العدو الصهيوني يشجّعه على ارتكاب المزيد من الجرائم بحقّ الفلسطينيين والسير في مخططات أكثر عدوانية كـ”صفقة القرن”، في حين أظهر خط المقاومة للمؤامرات أن أفضل وأنجح أداة واستراتيجية لاسترجاع حقوق الشعوب المضطهدة في العالم هي الوقوف ضد المستكبرين.
في السياق ذاته، أكدت لجنة دعم الثورة الإسلامية الفلسطينية في رئاسة الجمهورية الإيرانية أن يوم القدس العالمي هو محور الاتحاد ضد الاستكبار العالمي قائلةً: “إنّ آخر جمعة من شهر رمضان تجسيد لوحدة وتلاحم الشعوب لمقارعة الاستكبار العالمي”.
ويصادف يوم القدس العالمي في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان كتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن، الذي يقف وراء المبادرة الأوروبية لإحباط مخطط الضمّ الإسرائيلي، حذّر كيان الاحتلال من تنفيذ مخطط ضمّ أجزاء من الضفة الغربية، مؤكداً أنه انتهاك صارخ للقانون الدولي، وأوضح أن مخطط الضمّ سيقوّض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ويجب منع “إسرائيل” تنفيذ هذا المخطط.
وحول ما تسمى “صفقة القرن”، أشار وزير خارجية لوكسمبورغ إلى أنها تنحرف عن المعايير الدولية المعترف بها، مشدّداً على ضرورة احترام القانون الدولي والقرارات ذات الصلة التي أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمعايير الدولية المتفق عليها.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو صرّح أن حكومته ستبدأ مناقشات في الأول من تموز المقبل بشأن مخططات الاحتلال ضمّ أجزاء من الضفة الغربية، بينما جدّدت وزارة الخارجية الفلسطينية إدانتها لهذه التصريحات، مؤكدةً أنها تقوّض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 عاصمتها القدس.
ميدانياً، اقتحمت قوات الاحتلال بلدات وقرى في جنين وقلقيلية ورام الله وبيت لحم والخليل بالضفة الغربية، وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت 23 منهم.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت، أول أمس، عدداً من الفلسطينيين في مناطق متفرقة بالضفة ضمن ممارساتها العدوانية المتواصلة بحقّ الفلسطينيين من خلال الاعتداء عليهم في مدنهم وقراهم وشنّ حملات اعتقال يومية بهدف تهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها.
واقتحمت مجموعة من المستوطنين، تحت حماية قوات الاحتلال، قرية يتما جنوب نابلس واعتدت على منازل الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة فلسطينيين اثنين بجروح.
وأصيب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها مدينة طوباس بالضفة، إذ أطلقت الرصاص وقنابل الغاز السامة على الفلسطينيين، ما أدّى لإصابته بجروح.