“رامز مجنون رسمي”.. لا هدف ولا معنى!!
يتجاوز الفنان المصري رامز جلال في برنامجه لهذا العام “رامز مجنون رسمي” كل الخطوط الحمراء فيستحق لقب المختل العقلي بكل امتياز ويظهر كصبي شوارع بألفاظٍ نابية وسلوك مشين وفكرة هابطة بلا هدف وبلا معنى سوى الانحدار والهبوط في المحتوى.
يتمادى رامز في “الاستفزاز” فبدلاً من أن ينفذ مقلبه كما في برامجه السابقة واقفاً خلف كاميرته، يقوم هذه المرة بمواجهة ضحاياه مباشرة وهذا ما لم يفعله سابقاً، حيث تصل به الجرأة إلى أن يضع عينه في عين الضحية فتراه ويراها، لينتقل بعدها إلى مرحلة إجبارها وابتزازها على فعل وقول أشياء لإرضائه، وإلا فإنه سوف “يعلي العيار” في المقلب. وسواء رضخت الضحية أم لا، فهو سوف يتابع تنفيذ مقلبه “الفظ” وسيقوم أيضاً بالتعذيب والتعنيف النفسي والجسدي متخطياً بذلك كل الحدود، معتمداً أساليب السادية والتحقير والتنمر، دافعاً بالطرف الآخر الذي ينفذ فيه المقلب إلى الظهور بشكل غير لائق وإلى التفوه بألفاظ نابية لا تلائم المشاهد العربي ولايمكن وصفها إلا بالألفاظ الشوارعية. وببساطة، يمكننا القول أن هذا الكائن ومن وراءه يحسبون أنهم يقدمون فناً لكنهم في الواقع لا يملكون إلا المال الذي به يشترون كرامة وسمعة ضيوفهم “الفنانين”، وبرامجه تقوم على فكرة سخيفة تدعو للاشمئزاز والقرف فهو برنامج يتغذى على السادية والشتائم وتعذيب الآخرين، وعنصر المفاجأة فيها غير هادف ومبتذل ومكشوف، ولعل الأدهى أنها على الأغلب ليست سوى كذبة وتمثيلية واستخفاف بعقول المشاهدين، ففي الواقع لم يحسم الجدل حتى الآن حول حقيقة برامج رامز ولا نملك جواباً قاطعاً ولا أحد يعلم كيف لايزال رامز يتابع سلسلة مقالبه “التافهة”، وكيف مازال رغم مضي عشر سنوات على أول برنامج له في عالم الكاميرا الخفية قادراً على إيقاع ضحاياه في “الفخ”؟ على الرغم من أنهم ليسوا ضحايا عاديين فهم بالضرورة يجب أن يكونوا نجوماً ومشاهير كعنصر جذب قوي يحقق جماهيرية أكبر للبرنامج “الفظ”، فما الذي يدفع النجم المشهور، أو الفنانة السوبر ستار، وحتى المغنية الهاي كلاس، إلى أن تشارك في برنامج سوف يقلل من قيمتها أمام ملايين المشاهدين ويضعها في موقف “لاتحسد عليه” ناهيك عن تعرضها للسخرية والتهكم والشماتة من منافسيها وحتى اللوم والعتب من “فانزاتها” ومحبيها، فهل ما يشاع عن أن أرقام الأجور المادية المرتفعة التي يتقاضاها هؤلاء الفنانون لقاء قبولهم المشاركة هي فعلاً أرقام حقيقية، أم هي محض خيال ومزاودةً؟ أم ربما ترجح وجهة النظر الأخرى التي تقول إنه، وبعد وقوع هؤلاء النجوم فريسة لرامز وتعرضهم لـ “البهدلة”، لا يجدون ضيراً في قبول المبلغ المادي كتعويض لهم عما جرى، لأنه بكل الأحوال “الذي ضرب ضرب والذي هرب هرب”، وعندها يرضون ببث الحلقة وعرضها على الجمهور بعد اشتراطهم لحذف مقاطع وإعادة تصوير أخرى، ولاسيما أن بعض الذين اعتبروه برنامجاً فاشلاً وأعلنوا أنهم من المستحيل الظهور والاشتراك معه مالبثنا أن رأيناهم هذا العام في برنامجه!
مايمكننا قوله هو إنه في بداية انتشار موجة هذه البرامج استطاع النجوم إقناع متابعيهم بأنهم ضحايا حقيقون لتلك المقالب السخيفة، ولكن بعد مرور كل هذه الأعوام المليئة بحماقات رامز أصبح من الصعب عليه اصطياد ضحايا جدد دون معرفتها، فرامز بات مكشوفاً جداً لدى الجميع وقسم كبير من النجوم أكد أن مقالبه هي مقالب مفبركة ومجرد تمثيلية، وعند المشاركة فيها يكونون على علم بها، والكثير غيرها من التهم قيلت عن اتفاقيات المقالب المقبوضة بالإضافة إلى الأخطاء والعثرات التي رصدها المختصون تدل على أن هذا المقلب هو تمثيلية بإخراج سمج!!
ولعل الأمر الآخر اللافت أنه عند سؤال الجمهور عن رأيه في مقالب رامز التي تطل علينا في كل موسم رمضاني، ستكون الإجابة بأنها مقالب تافهة ومستفزة ولا تستحق المشاهدة ولا حتى العرض، ولكننا بالتوازي سنجد تناقضاً في سلوك أصحابها، حيث تحقق برامج رامز سنوياً نسب مشاهدة عالية جداً ومتابعة كبيرة وخيالية لدرجة أنها تحولت إلى “تريند” على أغلب مواقع التواصل الاجتماعي، ضاربة عرض الحائط جميع مايقال عنها، فلماذا نقول ما لانفعل؟ ولماذا نرفض تلك النوعية من البرامج ثم نكون أول من يتابعها؟ ما كل هذا الادعاء والازدواجية والتناقض؟ ولعل النقطة الأهم هو متى سنتوقف جميعناً عن “جعل الأغبياء مشاهير”!.
لوردا فوزي