من جنسيات مختلفة.. إرهابيو أردوغان يستوطنون مدينة رأس العين
أكدت مصادر أهلية في الحسكة، أمس الخميس، أن قوات الاحتلال التركي أدخلت 3 حافلات تقل أكثر من 20 عائلة من مرتزقة الاحتلال التركي، ومن جنسيات مختلفة، إلى مدينة رأس العين عبر قرية السكرية الحدودية، قبل أن تتجه إلى أحياء المدينة، حيث شوهد عشرات المستوطنين ينزلون من الحافلات ويدخلون منازل لمواطنين سبق أن استولى عليها الاحتلال التركي وصادرها بعد أن أجبر أصحابها الأصليين على النزوح منها.
ومنذ احتلالها لمدينة رأس العين قامت قوات النظام التركي بنقل المئات من عائلات الإرهابيين وإسكانهم في منازل الأهالي بعد تهجيرهم عنها بالقوة، في إطار التغيير الديمغرافي الذي يعمل نظام أردوغان على تنفيذه في المناطق السورية الحدودية، وخاصة في مناطق شمال الحسكة والرقة وحلب، والذي بدأت تتضح معالمه مع تهجير مئات الآلاف من السوريين من منازلهم وتدمير المستشفيات والمدارس والبنى التحتية برمتها لطمس هويتها ومحو ذاكرتها وتزوير تاريخها، بحسب أهالي المنطقة، الذين أكدوا أن عمليات توطين منظمة للإرهابيين وعائلاتهم تتم بخطط تركية في منازل الأهالي الذين تم تهجيرهم منها بالقوة بهدف إحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة.
سياسة التتريك بدأت منذ اجتياح قوات الاحتلال التركي لمدينة عفرين في الـ 18 من آذار عام 2018، حيث عمد نظام أردوغان إلى إطلاق أسماء تركية على الساحات الرئيسة والبلدات والقرى التابعة للمدينة فاستبدل اسم بلدة قسطل مقداد ليصبح “سلجوقى أو باصي”، وأطلق اسم “أتاتورك” على الساحة الرئيسة في مدينة عفرين، وتعدى ذلك إلى تغيير معالم المناطق فيها بما ينسجم مع أوهام أردوغان العثمانية القائمة على الاحتلال والسلب وانتهاك القوانين والمواثيق الدولية.
وبحسب المصادر الأهلية فإن النظام التركي عمد إلى تتريك المدن والقرى والبلدات السورية الواقعة شمال البلاد مثل أعزاز والباب وجرابلس شمل إطلاق أسماء ضباط أتراك قتلوا خلال اجتياحهم الأراضي السورية على المدارس السورية وفرض المناهج واللغة التركية في المدارس ورفع علم الاحتلال التركي عليها.
ليس هذا فحسب بل عمد النظام التركي إلى فتح فروع للجامعات التركية في المناطق التي احتلتها قواته وكذلك فروع للبنوك ومكاتب الصرافة والتعامل بالعملة التركية ناهيك عن تعيين ولاة أتراك لبعض المناطق السورية وتتبيعها إدارياً للنظام التركي.
كما عمدت قوات النظام التركي إلى بناء جدار إسمنتي في محيط مدينة عفرين لعزلها عن محيطها الجغرافي الطبيعي كجزء لا يتجزأ من الأراضي السورية وتقطيع أوصال المنطقة عن بعضها وذلك كمرحلة أولى من خطة الاحتلال يواصل تنفيذها لبناء نحو 70 كم من الجدار في المنطقة داخل الأراضي السورية مع أبراج المراقبة وهو جدار يحاكي جدار الفصل العنصري الذي أقامته قوات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة لتقطيع مناطقها وحرمان الأهالي من أراضيهم وممتلكاتهم.
المصادر أكدت ان نظام أردوغان الإخواني يستكمل الآن فصول التتريك والاحتلال في منطقة رأس العين التي يعمل على بناء جدار عازل بريف مدينة رأس العين شمال غرب الحسكة بالقرب من الحدود التركية بالتعاون مع مرتزقته الإرهابيين لعزل البلدة عن محيطها، يضاف إلى ذلك جرائم نهب وتدمير الأثار السورية في المناطق التي استباحوها في محاولة لطمس الهوية التاريخية والحضارية السورية.
مواقع إعلامية وصحف معارضة لسياسات النظام التركي كشفت أن نظام أردوغان يحاول ترسيخ احتلاله للمناطق السورية عبر طباعة خرائط جديدة تظهر تلك المناطق على أنها تابعة لتركيا، وهذا ما كشفه أيضاً الكاتب التركي جتين غورر في مقال نشره موقع أحوال التركي، حيث أكد أن الخرائط التي تعرض مؤخراً في وسائل إعلام حزب العدالة والتنمية الحاكم تكشف وجه نظام أردوغان الحقيقي فهي تصور توسع تركيا وتمددها بحيث تضم مناطق من سورية والعراق وغيرها، وأشار إلى أن الجانب الأخطر في سياسة التتريك يأتي من بوابة التعليم بهدف فرض اللغة والتاريخ التركيين على الطلبة السوريين بكل ما يحمله ذلك من عملية تزوير للحقائق والوقائع التاريخية والثقافية والعلمية.