جرائم قانونية!
أكرم شريم
يوجد في حياتنا، كما في حياة كل شعوب العالم، ما يمكن أن نسميه بالجرائم القانونية. ويوجد من هذه الجرائم الكثير في حياة الشعوب، وتستمر في كل مكان والجميع يعتبرها حقوقاً لأصحابها وهم أحرار بما يفعلون. ومن هذه الجرائم القانونية:
أولاً: الابن يحب الدراسة ويريد أن يتابع دراسته في المدرسة، لكن الأب لا يريد ذلك فيخرجه من المدرسة، ويضعه عند معلم مصلحة مهنية، وكثيرون من الأبناء يقبلون بذلك لأنه أبوهم وهو المسؤول عنهم، ولكن بعضهم يظل متعلقاً بالمدرسة والدراسة ورفاق المدرسة مدى حياته، ويظل يعاني في ذلك مدى الحياة!.
ثانياً: يعرض الكثير من شاشات التلفزيون أفلاماً للأطفال يسمونها (أفلام كرتون)، وهي مرسومة رسماً، وتحتوي على حوادث كثيرة كلها ضرب وأذى واعتداء وتفجير وبشكل دائم، فكيف نعرض مثل هذه الأفلام للأطفال؟!.. هل لكي نعلمهم الأذى والتفجير والضرب والاعتداء؟!. إذاً: أليست هذه جريمة قانونية بحق الأطفال.. أطفالنا وأطفال كل شعوب العالم؟! ومن الذي يصنع مثل هذه الأفلام، أليس هؤلاء من المجرمين بحق شعوبهم، أليس ذلك خيانة أيضاً للشعب والوطن، وكل من يصنع أو يعرض هذه الجرائم للأطفال، هو خائن لشعبه ووطنه؟!.
ثالثاً: هؤلاء فقراء يعيشون على حساب فقراء، وأحياناً هم أغنياء أو أموالهم متوسطة ولكن يعيشون على حساب الفقراء، وذلك حين يسرقون الكهرباء أو يسرقون الماء، ودون علم أصحابها، بل إن هناك من المهنيين من هو متخصص بذلك وباستمرار، لأن النسبة العظمى من المهنيين لا يمكن أن يفعلوا ذلك!.
رابعاً: إذا كان عندنا طفل أسود وطفل أبيض، فهل هناك فرق بينهما من حيث براءة الأطفال وطاعة الأطفال؟ وكذلك عند كل الرجال والنساء في كل أنحاء هذا العالم، هل تختلف الأنوثة عن غيرها بسبب اختلاف اللون وهل تختلف الرجولة عن غيرها بسبب اللون، وخاصة مسؤولية الأم المرأة والأب الرجل بسبب اللون، أم إن العنصرية هي جريمة قانونية في هذا العالم أيضاً؟!.
خامساً: هذا الفيتو الأمريكي لصالح الاحتلال الصهيوني وكل ما يفعله في الشعب الفلسطيني وأراضيه المقدسة أليس جريمة قانونية عالمية؟! وذلك لأن القدس هي مكان الحج لكل المسيحيين والمسلمين في العالم هذا ما فرضه الله علينا، وهو رب يعبد، فانظروا ماذا يفعل الاحتلال من قتل وتهجير وتشريد واغتصاب واستيطان وكل ذلك جرائم قانونية تحميها وتدافع عنها أمريكا ترامب وليس أمريكا الشعب الأمريكي أبداً، لأن الشعوب شريفة كلها ومؤمنة وليس فيها أية حماية للاحتلال والقتل والاستيطان وباستمرار!. وسؤالنا الكبير هنا: هل أمريكا ترامب دولة حرة أم هي محتلة بسبب هذه الجرائم التي تدافع عنها أمريكا وتعتبرها قانونية؟!
وهكذا تكون النصيحة اليوم: إن الجريمة هي الجريمة، ومهما أخذت من أشكال وألوان، ومهما كان من يحميها ويشرعها، واحتكم للقضاء في ذلك، ما يعني أن أمريكا ترامب، وليس أمريكا الشعب الأمريكي، هي دولة مجرمة، وتعتبر جرائمها قانونية، وخاصة حين أعطت واهمة القدس والجولان للاحتلال الإسرائيلي المجرم!