5.1 مليون مصاب عالمياً.. وأمريكا اللاتينية بؤرة كورونا الجديدة
تمّ تسجيل 106,1 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا في أنحاء العالم خلال الـ24 ساعة الأخيرة، لتصبح الحصيلة 5 ملايين و103278، حسبما أفادت جامعة “جونز هوبكنز” الأمريكية، مشيرة إلى ارتفاع معدل الإصابات اليومية بواقع نحو 6600 حالة مقارنة مع اليوم السابق.
وبلغ عدد الوفيات 332925، بينما تماثل مليون و949300 شخص للشفاء.
وفي حين تستعيد أوروبا حيث أودى الوباء بأكثر من 170 ألف شخص، إيقاع حياة طبيعية في شكل تدريجي، فان أميركا الجنوبية تشهد تفشياً واسع النطاق للوباء مع تداعيات كارثية على الاقتصاد والوظائف.
وتبقى الولايات المتحدة في المركز الأول من حيث عدد حالات كورونا مع أكثر من مليون و557 ألف إصابة و94702 وفاة، ورغم ذلك كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ارشادات مركز السيطرة على الأمراض والأوبئة لفتح دور العبادة، مضيفاً أنها ستفتح بعطلة نهاية الأسبوع، مهدداً بتخطي قرارات حكام الولايات إن رفضوا ذلك.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي لترامب لم يكن على جدول أعمال البيت الأبيض خلال مشاركته في حفل تكريم الأسرى والمفقودين من قدامى المحاربين.
وخلال ظهور قصير في غرفة الإفادات الصحفية بالبيت الأبيض، قال ترامب إنه أعلن دور العبادة، الكنائس والمعابد والمساجد، أماكن تقدم خدمات أساسية ومن ثم يتعين فتحها بأسرع ما يمكن.
وتم إغلاق دور العبادة في إطار أوامر البقاء في المنزل التي طبقتها معظم الولايات في محاولة للسيطرة على تفشي وباء كورونا. ومع تراجع حالات الإصابة بالفيروس في الكثير من المناطق تتزايد الضغوط لإعادة فتحها.
ووجه ترامب تحذيرا للحكام الذين يرفضون دعوته لكنه لم يقل تحت أي سلطة سيتحرك لإرغامهم على إعادة فتح دور العبادة، وقال “إذا لم يفعلوا ذلك فسوف أتجاوز الحكام. في أمريكا نحتاج مزيدا من الصلاة وليس الإقلال منها”.
ويأتي قرار ترامب هذا بعد تأكيد دراسة طبية بريطانية أن دواء هيدروكسي كلوروكوين الذي يعتبره الرئيس الأمريكي مفتاحا لدحر فيروس كورونا المستجد، يعرض المريض لخطر وفاة مرتفع.
واستدعت هذه الدراسة مزيدا من الانتقادات الحادة في وسائل الإعلام الأمريكية لكيفية تعامل البيت الأبيض مع جائحة كورونا، وخاصة أن الرئيس ترامب روج لاستخدام هيدروكسي كلوروكوين مع المضاد الحوي أزيثرومايسين كـ”أكبر مغير لقواعد اللعبة في تاريخ الطب”.
وتلي الولايات المتحدة بريطانيا التي سجّلت 36 ألفا و393 وفاة من أصل 254 ألفا و195 إصابة، ثم إيطاليا مع 32 ألفا و616 وفاة (228 ألفا و658 إصابة)، فإسبانيا مع 28 ألفا و628 وفاة (234 ألفا و824 إصابة)، ثم فرنسا مع 28 ألفا و289 وفاة (182 ألفا و219 إصابة).
ومن بين الدول الأكثر تضرّراً بالوباء، بلجيكا التي تحتل المرتبة الأولى من حيث أعداد الوفيات بالنسبة إلى عدد السكان (79 وفاة لكل 100 ألف نسمة) تليها إسبانيا (61) ثم بريطانيا (54) ففرنسا (43).
إلى ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية: إن أمريكا الجنوبية صارت بؤرة جديدة لكورونا، وأن البرازيل هي أكثر دول القارة تضرراً، في حين تزيد الإصابات في إفريقيا التي سجلت وفيات بأعداد منخفضة نسبياً، وأضاف الدكتور مايك ريان، كبير خبراء الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفي أمس الجمعة: “إلى حد ما، صارت أمريكا الجنوبية بؤرة جديدة للمرض”، مشيراً إلى أن البرازيل “هي الأكثر تضرراً بشكل واضح”.
وأوضح راين أن “غالبية الحالات أُحصيت في منطقة ساو باولو، لكن مقدار الإصابة وفق عدد السكان هو الأكبر(في ولاية الأمازون، حيث أصيب نحو 490 شخصا من كل مئة ألف شخص وهي نسبة عالية”.
وقالت مجموعة من العلماء البرازيليين إن الأرقام الرسمية لا تعكس إلى حد بعيد واقع تفشي الوباء في البلاد، موضحة أنها أدنى بخمس عشرة مرة على الأقل من الحقيقة ما يعني أن عدد المصابين يتجاوز 3.6 ملايين شخص.
وأشار ريان إلى أن البرازيل أقرت الاستخدام الواسع للعقار المضاد للملاريا “هيدروكسي كلوروكين” علاجا لـ”كوفيد-19″، وجدد التأكيد على أن الأدلة الطبية لا تدعم الاستخدام الواسع غير مؤكد النتائج لهذا العقار ضد المرض الجديد بسبب مخاطره، وأضاف: إن بعض الدول الإفريقية شهدت زيادات في أعداد حالات الإصابة نسبتها 50 في المئة في الأسبوع المنقضي، في حين سجلت دول أخرى انخفاضا أو معدلات مستقرة، وأردف: إن معدل الوفيات المنخفض ربما يرجع إلى أن نصف عدد سكان القارة في سن 18 عاما أو أقل.
وأضاف أنه ما زال يشعر بالقلق إزاء احتمال انتشار المرض في قارة بها “ثغرات كبيرة” في خدمات العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي.