قوى فلسطينية: المقاومة موحّدة في وجه الاحتلال والتطبيع
يحمل يوم القدس هذا العام رسالة قوية لكل العالم بأن المقاومة اليوم موحّدة، وأن “صفقة القرن” ستسقط بفوهات بنادق المجاهدين في فلسطين وما حولها. فقد أكد الناطق الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين محمد البريم، “أبو مجاهد”، أن “يوم القدس العالمي” هو “يوم وحدة الأمة في وجه الاستكبار الصهيوأمريكي وتأكيد على خيارها بتحرير قدسها بالمقاومة”، معتبراً أن الشعب الفلسطيني ومقاومته سيفشلان كل المؤامرات التي تحاك ضد القضية وعلى رأسها “صفقة القرن”، وتوجّه بالتحية لكل من يدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، وكشف أن المقاومة اليوم في غزة وخارجها على أعلى درجات التنسيق لمواجهة “صفقة القرن”، وما تتعرّض له فلسطين من تآمر، داعياً “جميع أحرار الأمة والعالم إلى سرعة الانضمام والالتحاق بمحور المقاومة من أجل مواجهة مؤامرات العدو الصهيوأمريكي”.
وإذ شدد على أن المعركة مفتوحة مع الاحتلال ويجب وقف كل الاتفاقيات مع العدو، فإنه أشار إلى أن المحور التطبيعي مصيره السقوط والاندحار، فيما محور المقاومة قوي ومتناسق، مؤكداً أن “التطبيع يمر في مراحل متعددة وهذا أمر خطير ولكن في المقابل هناك ثورة تجابهه”.
من جهته، قال الناطق باسم ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة في فلسطين، أبو عطايا، إن المقاومة الفلسطينية اليوم بصحبة المجاهدين في محور المقاومة باتت أقوى وأشرس مما يمكن تخيله أو توقّعه وهذا ما سيراه العدو قريباً، وأشار إلى أن المجاهدين في محور المقاومة على أعلى درجة من التنسيق فيما بينهم، لافتاً إلى أنهم تعاهدوا على المضي معاً نحو القدس مهما عظمت التضحيات وحيكت المؤامرات.
هذا وأصدرت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة ومواجهة الصفقة بياناً أكدت فيه التمسك بالأرض الفلسطينية، لافتةً إلى أن “نتنياهو وترامب يسعون لسلخ القدس عن محيطها العربي والإسلامي لتصبح عاصمة للصهاينة المحتلين”، كما أكدت استمرار الفعل الوطني الفلسطيني في مواجهة قرارات الضم والتهويد، داعيةً جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة إلى رفض إجراءات الضم والتصدي لها.
وأصدرت حركة المجاهدين الفلسطينية، بياناً قالت فيه: إن “المقاومة خيار الأحرار والشرفاء من الأمة، لن نتخلى عنه مهما عظمت التحديات وتآمر المتآمرون وهرول المطبعون”، وأضافت: إن يوم القدس العالمي “فرصة حقيقية للملمة شمل الأمة الذي بعثره الاستعمار الغربي وربيبته الصهيونية العالمية”.
رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وليد عساف، أشار إلى أن الاحتلال يعمل على حصر الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة بمدن وبلدات معزولة عن بعضها تحيطها المستوطنات، ولفت إلى أن تنفيذ الاحتلال مخططات الضم يهدد بتهجير 155 بلدة فلسطينية 46 منها في القدس وأريحا ورام الله، “ما يعني نكبة جديدة” ينتج عنها تهجير عشرات آلاف الفلسطينيين عن بيوتهم وأرضهم، في جريمة تطهير عرقي جديدة يتوجب على المجتمع الدولي التصدي لها ومنع الاحتلال من تنفيذها.
من جانبه شدّد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف على ضرورة وقف كل أشكال التطبيع مع الاحتلال من قبل بعض الأنظمة العربية ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني لإسقاط كل المؤامرات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية.
ومن إيران، أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي أنه لا توجد جريمة بحق البشرية في العصر الحديث بحجم وشدة مأساة اغتصاب فلسطين وزرع الغدة السرطانية الصهيونية فيها، مشددا في الوقت ذاته على أن راية تحريرها ستبقى مرفوعة، وأوضح أن الشعوب تحيي يوم القدس تأكيداً على أن واجبها الأول هو إبقاء راية تحرير فلسطين مرفوعة “فسياسة الاستكبار والصهيونية تعمل على تغييب القضية الفلسطينية من ذاكرة المجتمعات”، مشيرا إلى أنه مهما جندت أمريكا وعملاؤها في المنطقة من أموال وقوى لتحقيق ذلك لن تنجح.
ولفت الخامنئي إلى أن هدف الغرب من إيجاد الكيان الصهيوني هو إقامة قاعدة لوجوده ونفوذه الدائم في غرب آسيا ليتمكن من التدخل وفرض الهيمنة على شعوب المنطقة كلها، مؤكداً في الوقت ذاته على مواصلة إيران دعم قوى المقاومة، وشدد على أن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين وعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه التي هجر منها، لافتاً إلى أن المحادثات مع أمريكا والدول الغربية “تجربة مرة خاسرة في مسيرة القضية الفلسطينية”، وإلى تعاظم قدرات قوى المقاومة في المنطقة، وشدد على أن محاولات تطبيع بعض الأنظمة العربية مع الكيان الصهيوني عقيمة “لأنه زائل لا محالة”.
ميدانياً، أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق جراء قمع قوات الاحتلال مظاهرة قرية كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 16 عاماً شرق قلقيلية بالضفة الغربية، وقال منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي: إن قوات الاحتلال اقتحمت القرية وأطلقت قنابل الغاز السام باتجاه المشاركين في المظاهرة التي انطلقت أيضاً تنديداً بإعلان سلطات الاحتلال نيتها ضم أجزاء من الضفة الغربية ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق بينهم ثلاثة أطفال.
كما اعتدت قوات الاحتلال على أراضي الفلسطينيين في قرية ظهر العبد جنوب غرب جنين بالضفة الغربية وأحرقت مئات أشجار الزيتون فيها، وقال طارق عمارنة رئيس مجلس قرويي ظهر العبد: إن قوات الاحتلال اقتحمت القرية وأطلقت قنابل الصوت على أراضي الفلسطينيين ما أدى إلى إحراق 120 شجرة زيتون.
إلى ذلك اقتحم مستوطنون إسرائيليون أراضي الفلسطينيين في بلدتي عوريف وعصيرة القبلية جنوب نابلس بالضفة الغربية وأحرقوا مئات الأشجار، وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس: إن مجموعة من المستوطنين اقتحمت منطقة اللحف الشمالي الواقعة بين بلدتي عوريف وعصيرة القبلية وأضرمت النيران بالأراضي والحقول الزراعية ما تسبب باحتراق مئات الأشجار.