العزب لـ “البعث”: الأسئلة الأولى الأكثر سهولة وسؤال المتفوقين في النهاية
لم تستطع تسع سنوات حرب شرسة أن توقف قطار العملية التعليمية، حيث استطاعت وزارة التربية الحفاظ على ألق الشهادة السورية التي بقيت فارضة نفسها في الميادين العالمية، رغم إمعان الإرهاب في ضرب البنى التحتية وتدمير المدارس، للإجهاز على العملية التربوية.
وفي هذا العام الاستثنائي مع جائحة كورونا التي ضربت العالم، ومنه ىسورية، وأثر على جميع القطاعات والوزارات، إلا أن الفريق الحكومي واجه الوباء باتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية للحيلولة دون انتشار المرض، وكانت وزارة التربية الأكثر في الصف الأول من هذه المواجهة، لاسيما أنها وجدت نفسها أمام امتحانين بآن معاً تخوضهما من أجل إيصال امتحانات الشهادتين للتعليم الأساسي والثانوي إلى بر الأمان.
استنفار وتشاركية
وزارة التربية أعلنت أقصى درجات الاستنفار لجميع طواقمها من دون استثناء بالتعاون والتنسيق مع الوزارات المعنية والجهات المختصة، لضمان حسن سير العملية الامتحانية بالتشاركية مع المجتمع المحلي، وللوصول إلى امتحانات نزيهة وعادلة تضمن حق الطالب المجتهد وتراعي الظروف التي مر بها الطلبة، إضافة إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية للحفاظ على سلامة الطلبة، كونها من أولويات الوزارة، حيث أدرك القائمون على عمل الوزارة أن على عاتقهم إنجاح الامتحانات لتشكل الوزارة خلية نحل حقيقية، مع جولات ميدانية فاعلة على المراكز من رأس الهرم التنفيذي للوزارة والمعنيين للتأكد من جهوزية المراكز لاستقبال الطلبة.
وفي المقلب الآخر، ترك إيقاف الدوام المدرسي – نتيجة الظروف الراهنة – تساؤلات كثيرة من الطلاب وذويهم حول الامتحانات والإجراءات المتخذة ونوعية الأسئلة التي تواكب المناهج المطورة وتتناسب وتراعي جميع المستويات.
شمولية ووضوح
يأتي الجواب على لسان وزير التربية، عماد موفق العزب، الذي خص “البعث” بحديث شامل عن امتحانات الشهادتين، إذ كشف أن الوزارة اتبعت محددات واضحة للنماذج الامتحانية، كطرح الأسئلة الواضحة غير المركبة والتي لا تحتمل التأويل في الإجابة عنها وفي تصحيحها على أن تغطي الأسئلة موضوعات الكتاب المطلوبة (شمولية الأسئلة لمستويات التفكير)، ويمثل كل أنموذج من نماذج بنك الأسئلة الكتاب المقرر للمادة الامتحانية، مشيراً إلى التدرج في طرح الأسئلة أثناء تنظيم الورقة الامتحانية، بحيث تكون الأسئلة الأولى أكثر سهولة من الأسئلة اللاحقة، ويكون سؤال المتفوقين في نهاية الاختبار، إضافة إلى التنويع في طرح الأسئلة من المعارف ومستوياتها والمهارات العقلية (تذكر، تحليل، نقد، تقويم..).
وأكد وزير التربية أن الأسئلة الإمتحانية ستكون من داخل الكتاب المقرر وتطبيقات على ما جاء فيه حصراً، مع اعتماد الطريقة المباشرة في طرح السؤال والبعيدة عن التعقيد، حيث سيتم توزيع كتلة الدرجات على كل سؤال وفق ما يتطلبه من جهد للإجابة عليه، علماً أن الأسئلة شاملة للمعارف والمهارات المتضمنة في الكتاب المدرسي على أن تغطي الموضوعية نسبة من المحتوى التعليمي وحسب طبيعة المادة الامتحانية.
بنوك كاملة
وحول بنوك الأسئلة، بين وزير التربية أنه تم وضع بنوك أسئلة للمواد الامتحانية جميعها، حيث وضعت لشهادة التعليم الأساسي والإعدادية الشرعية بنوك للمناهج المطورة لجميع المواد الامتحانية، وبنوك للمناهج القديمة ولجميع المواد الامتحانية.
أما الشهادة الثانوية العامة بمختلف فروعها، فقد تم وضع بنوك للمناهج المطورة للتعليم العام والمهني والشرعي وبنوك للمناهج القديمة للتعليم العام والمهني والشرعي، مع إنجاز بنوك محتوى للمواد الامتحانية كاملة.
وكانت وزارة التربية قد عممت من خلال موقعها الرسمي نماذج امتحانيه للمناهج القديمة والمطورة تحاكي الأنموذج الامتحاني، من حيث البناء والمنهجية لتسهل على الطالب عملية الدراسة والتحضير.
5 آلاف مركز
وحول الإجراءات الوزارية للوصول إلى امتحانات نزيهة تعطي كل طالب حقه، أوضح وزير التربية أنه تمت زيادة عدد المراكز الامتحانية إلى أكثر من 5 آلاف مركز، لضمان التباعد المكاني بين الطلاب، مع تعميم نصائح وإرشادات للطلاب وتعليقها في المراكز الامتحانية، وعلى أبواب القاعة، توضح السلوكيات المخالفة للتعليمات الوزارية وسبل معالجتها، إضافة إلى زيادة عدد مندوبي الوزارة في كل مديرية، ليتم معالجة المخالفات قبل أن تقع، وبما لا يعرض الطالب للعقوبة وذلك قبل البدء بالامتحان.
وشدد وزير التربية على عدم التهاون باتخاذ الإجراءات التي تتناسب وحجم المحالفة وفقاً للأنظمة المعمول بها، مع عدم السماح بتجمع الأهالي على باب المراكز الامتحانية، على أن ينتظروا بعيداً عن المركز الامتحاني لعدم التشويش على الطلاب، علماً أنه سيتم تأمين حراسة المراكز الامتحانية على مدار الساعة. وحملت التعليمات الامتحانية المشددة المراقب المسؤولية الكاملة عن أي خلل قد يحدث في قاعته الامتحانية، ورئيس المركز الامتحاني المسؤولية الكاملة عن أي خلل قد يحدث في المركز.
خطة عمل صحية
ولم تكتف وزارة التربية باتخاذ الإجراءات الامتحانية وضمان نزاهة الامتحانات بل أكدت على ضرورة الإجراءات الوقائية المتخذة منعاً لانتشار كورونا أثناء العملية الامتحانية، حيث لفت وزير التربية إلى خطة عمل كاملة بالتعاون والتنسيق التام مع وزارة الصحة بالتركيز على تحديد عدد 15 – 20 طالبا ومراقبين اثنين في كل قاعة امتحانية بما يضمن التباعد بين الطلاب، وتعقيم المراكز الامتحانية كلها قبل الامتحان، بحيث يجري تعقيم المبنى بكامله كما يتم بشكل يومي تعقيم الأسطح في المركز الامتحاني وذلك بعد انتهاء الامتحان وخروج العاملين من المركز، إضافة إلى تعقيم الطلاب والمراقبين والمندوبين والزوار عند الدخول للمركز الامتحاني، والتشديد على تنظيف وتعقيم اليدين للمراقبين قبل التفتيش الوقائي للطلاب وتكرار ذلك بعد كل تماس معهم، وتوزيع ملصقات وإعلانات في نواحي المراكز للتوعية عن المرض ووسائل الوقاية منه.
ووجه وزير التربية بإقامة ندوة توعوية لرؤساء المراكز الامتحانية ومندوبي التربية في كل محافظة ويقوم رئيس دائرة الصحة المدرسية بتدريبهم حول المرض ووسائل الوقاية من العدوى به والإجراءات الصحية الواجب اتخاذها في المراكز الامتحانية أثناء الامتحان وآليات التعامل معها، مع تجنب الازدحام عند دخول الطلاب إلى المركز الامتحاني وخروجهم منه، وذلك بإتباع آلية خاصة تنظم ذلك بشكل تدريجي.
وراعت الوزارة ضمن الإجراءات الوقائية التأكيد على توزيع الطلاب على المراكز الامتحانية الأقرب إلى منازلهم لمساعدتهم في الوصول من دون استخدام وسائل النقل والتنسيق التام ما بين وزارة التربية ووزارة الصحة فيما يتعلق بالجوانب الصحية، وقد شكلت وزارة التربية لجنة مركزية في كل محافظة، برئاسة المحافظ وعضوية كل من مدير التربية ومدير الصحة وقائد الشرطة في المحافظة المعنية، مهمتها متابعة تنفيذ الإجراءات الصحية المطلوبة. وأشارت التعليمات إلى اقتصار استخدام الكمامات على الطلاب المرضى الذين يعانون من أعراض تنفسية لمنع انتشار العدوى وسيتم تسليمها لهم مجاناً ضمن المركز الامتحاني حصراً.
إرشادات وزارية
وعن النصائح التي تقدمها الوزارة للطلاب، أكدت الإرشادات الوزارية على التحضير الجيد لامتحانات الشهادات والابتعاد عن القلق والاضطراب الذي يعيق التحضير الجيد والفهم للمحتوى التعليمي المطلوب، ووضع خطة للدراسة تشمل المواد الامتحانية جميعها وحسب الوزن النوعي للمادة و تنظيم برنامج للدراسة، وحسب المواد وتتابعها في البرنامج الامتحاني، مع ضرورة متابعة الندوات التعليمية والتربوية من خلال الفضائية التربوية والمنصات التربوية، للإفادة من توضيح لبعض الجوانب التي تحتاج إلى تبسيط وتفسير وتوضيح وتناول الوجبات الغذائية المتوازنة وتتضمن السكريات واستثمار الوقت والقلق الإيجابي الذي يشكل حافزاً للتحضير والفهم والتعمق في المعارف واتقان المهارات والتدريب الكافي على حل المسائل في الكتاب، لتكون مؤشراً على نقاط القوة لدى الطالب و معرفة نقاط الضعف لزيادة مدة التدريب عليها، إضافة إلى الاطلاع على الإرشادات الوزارية المدونة على بطاقة امتحان الطالب والالتزام بها.
وشددت الإرشادات على مبدأ “تعلم لتكن” ولا تعرض نفسك للعقوبة الامتحانية والتحضير الجيد وقاية وأمان لك، والابتعاد عن محاولات الغش التي قد تؤدي إلى معاقبتك وحرمانك من النجاح.
علي حسون