25 أيار 2000.. المقاومة خيار وحيد لتحرير الأرض المغتصبة
في الخامس والعشرين من أيار عام 2000 استطاعت المقاومة الوطنية والشعب اللبناني، وبعد سنوات من الصمود والنضال، دحر الاحتلال الإسرائيلي، الذي سحب قواته الغازية تحت جنح الظلام، وأخلى مواقعه من عشرات القرى والبلدات في الجنوب، وسط حالة من التخبّط بين صفوف جنوده وضباطه، هرباً من عمليات المقاومة، التي تميّزت بالدقة في تحديد الأهداف، وتأمين خطوط الانسحاب والإمداد، واستعمال الكمائن والعبوات الناسفة والمدافع، إضافة إلى صواريخ الكاتيوشا لدك المستوطنات وقواعد الاحتلال الخلفية، وليكون هذا اليوم رمزاً لانتصار الشعوب وإرادتها على الظلم والاحتلال مهما طال، وبأن الاحتلال زائل لامحالة فـ”لا غرفة التوقيف باقية، ولا زرد السلاسل”.
انتصار وصفه عضو كتلة التنمية والتحرير اللبنانية، النائب قاسم هاشم، بأنه “محطة أساسية في تاريخ الوطن والأمة، حيث أثبت هذا الانتصار أن إرادة الشعوب المقاومة تستطيع أن تنتصر مهما كانت قوة العدو وغطرسته.. إنها حقيقة انتصار لبنان المقاوم، الذي كرّس بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة معادلة الردع مع العدو الاسرائيلي لوضع حد لمغامرات العدو وأطماعه في وطننا، وسيبقى هذا اليوم الوطني ناقص الفرحة إلى أن يستكمل تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من الغجر وكل حبة تراب ونقطة مياه أو نفط محتلة”.
قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، من جانبه، أكد أن الانتصار جاء بعد تحطيم هيبة العدو الإسرائيلي، ونتيجة لصمود الشعب والمقاومة وتمسكهم بحق التحرير الكامل للأراضي المحتلة.. حق لبنان في استعادة ما تبقى من أراضيه المحتلة والتصدي لمخططات العدو الإسرائيلي وخروقاته للسيادة الوطنية.
ويستحضر اللبنانيون وأحرار العرب والعالم هذه الذكرى بفائض من مشاعر الفخر والحنين وغمرة الفرح، وشارك الكثيرون منهم مقاطع فيديو تؤرّخ لحظة دخول الأهالي إلى معتقل الخيام جنوب لبنان لتحرير الأسرى، كذلك فرح الأمهات وهن يرشّن الأرز على المارين في الشوارع مترافقة بأصوات الزغاريد.
وبمناسبة الانتصار الملحمي للمقاومة الوطنية اللبنانية عام 2000، والذي جاء بدعم كبير من سورية والدول الداعمة لمحور المقاومة، يؤكّد اللبنانيون تمسّكهم بنهج المقاومة لتحرير ما تبقى من أراضيهم المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وقرية الغجر وتطهيرها من دنس الاحتلال وإعادتها إلى السيادة اللبنانية.
لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والقومية اللبنانية في البقاع جدّد التمسك بخيار المقاومة كرادع وحيد لتهديدات العدو الإسرائيلي، مؤكداً أن عيد المقاومة والتحرير يستلزم تجذير ثقافة المقاومة كخيار ثابت وإرادة حية حرة لتحرير ما تبقى من أرض مغتصبة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر.
رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية دعا إلى التمسك بخيار المقاومة والثبات والرسوخ على نهجها لحفظ كرامة الوطن وعزته، فيما أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن أن عيد المقاومة والتحرير محطة تاريخية قلبت موازين القوة في الصراع الذي يخوضه محور المقاومة ضد كيان احتلال دموي وعنصري.
وفي السياق أكد اللقاء النيابي التشاوري في بيان أن المقاومين أجبروا قوات العدو الصهيوني على الانسحاب من الجزء الأكبر من أرض الجنوب المحتلة، داعياً إلى استلهام هذه التجربة المشرقة التي أثبتت في مسار الصراع العربي الإسرائيلي أن هذا العدو لا يفهم غير لغة القوة وإلى تكريس رمزية هذا الانتصار عبر تعزيز الوحدة الوطنية لتحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة ولمؤازرة صمود الشعب الفلسطيني.
بدوره شدد الوزير اللبناني السابق حسن مراد على أن نصر ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في الحرب المفتوحة مع العدو الصهيوني أسست لثقافة الانتصار، مشيراً إلى أن انتصارات المقاومة أكدت أن العدو لا يفهم إلا لغة القوة فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
بدوره اعتبر مستشار الرئيس اللبناني للشؤون السياسية النائب السابق أمل أبو زيد أن عيد المقاومة والتحرير تاريخ غير مسار سياسات كبيرة في الشرق الأوسط ورسم معادلات إقليمية جديدة أبرزها أن قوة لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه استطاع تسطير ملاحم النصر في الجنوب ورفع العلم اللبناني عالياً.
أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فدشن الناشطون عدة وسوم احتفاء بالمناسبة وتخليداً لذكرى المقاومين، أبرزها “20عاماً من الكرامة”، و”عيد المقاومة والتحرير”، و”مجد أيار”. وتصدّرت قائمة التريند في لبنان، معظم ساعات أمس الاثنين، صوراً ومقاطع تعود إلى ذلك اليوم المجيد.
كذلك حرص الناشطون على ذكر شهداء الجنوب بالاسم، وعدم الاكتفاء بالإشارة إليهم بالتوصيفات المعممة، وكذلك بالإشارة إلى المعتقلين السابقين في سجون الاحتلال.