من الحدود العراقية إلى حلب مروراً بالحسكة.. الطريق “M4” آمنة!
تمّت، أمس الاثنين، إعادة تأمين الطريق الدولي “إم 4″، الممتد من الحدود العراقية وصولاً إلى حلب مروراً بمحافظة الحسكة، أمام المدنيين وحركة النقل، في ظل انتشار وحدات الجيش العربي السوري على طول الطريق، فيما أنهت البعثة الإنسانية الأرمينية عمليات إزالة الألغام المضادة للدبابات والأفراد وعبوات ناسفة من مخلفات المجموعات الإرهابية في بلدة الزراعة بريف حلب الجنوبي بمساحة إجمالية تقدّر بـ 51.334 متراً مربعاً.
وتمّ تأمين كامل الطريق الممتد من اليعربية وصولاً إلى حلب، وذلك بعد عدة خروقات من قبل مرتزقة الاحتلال التركي لمسار الطريق، الذي تمّ افتتاحه في تشرين الثاني الماضي بعد تمركز وحدات الجيش العربي السوري على محور الطريق خلال انتشارها في مناطق واسعة من محافظتي الحسكة والرقة وريف حلب الشمالي الشرقي.
ويمتد الطريق الدولي من الحدود العراقية انطلاقاً من بلدة اليعربية مروراً بمدينة القامشلي والحسكة وتل تمر ومنها إلى عين عيسى ومن ثم منبج ثم إلى مدينة حلب، ومن حلب يمتد الطريق إلى إدلب ومدينة سراقب ليلتقي مع طريق “إم 5” الدولي، وعبر سراقب يمتد إلى اللاذقية، بينما يمتد “إم 5” إلى حماة وصولاً إلى دمشق.
يأتي ذلك فيما أنهت البعثة الإنسانية الأرمينية عمليات إزالة الألغام المضادة للدبابات والأفراد وعبوات ناسفة من مخلفات المجموعات الإرهابية في بلدة الزراعة، وأشار أرمين سركيسيان، قنصل جمهورية أرمينيا بحلب، خلال فعالية بمناسبة الانتهاء من تطهير أراضي البلدة، إلى جهود البعثة الإنسانية الأرمينية ومساعدة جمهورية أرمينيا للشعب السوري ومساندة سورية لنشر السلام.
ولفت ممثل البعثة الانسانية في القنصلية الأرمينية العامة بحلب أركادي دونويان إلى أن البعثة تضم أطباء يعملون مع المراكز الصحية وخبراء في إزالة الألغام، مضيفاً: إن هدف البعثة ينبع من عمل إنساني لمساعدة الشعب السوري الذي احتضن الشعب الأرميني ولا سيما بعد المجازر التي ارتكبت بحقه وأن الشعبين جزء من نسيج واحد.
بدوره بين رئيس طائفة الأرمن البروتستانت في سورية القس هاروتيون سليميان أن هذه المبادرة الانسانية كانت بهدف إزالة الألغام التي خلفتها الحرب الإرهابية على سورية وإعادة تأهيل الحقول الزراعية وإعادة الأهالي إلى قراهم ومنازلهم كونهم هجروا منها بفعل الإرهاب.
من جانبه أوضح نائب محافظ حلب أحمد الياسين أهمية عملية إزالة الألغام ومخلفات الإرهاب من مناطق ريف حلب الجنوبي التي تم تحريرها على يد أبطال الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الحليفة والصديقة تمهيداً لعودة الحقول الزراعية كما كانت.
ومن سكان قرية الزراعة حسين اسماعيل محمد بين أن كامل المنطقة كانت تحت سيطرة المجموعات الإرهابية التي زرعت الألغام في الحقول ومنعت المزارعين من حراثة وزراعة اراضيهم وتسببت باستشهاد العديد من المدنيين، وقال: إنه بفضل جهود البعثة الإنسانية الأرمينية عادت المنطقة آمنة وعادت الزراعة لهذه الحقول.
بالتوازي، استشهد مدني وأصيب آخر بجروح جراء انفجار لغم ارضي من مخلفات تنظيم “داعش” الإرهابي في قرية مقطوعة مظلوم بريف دير الزور الشمالي، وذكر مراسل سانا في دير الزور أن لغماً أرضياً من مخلفات إرهابيي “داعش” انفجر ما تسبب باستشهاد شاب يبلغ عمره 23 عاماً وإصابة والده 50 سنة بجروح خطرة أثناء قيامهما بزراعة أرضهما في قرية مقطوعة مظلوم بريف دير الزور الشمالي، فيما ذكر مدير مشفى الأسد بدير الزور أنه وصل إلى المشفى شخصان (أب وابنه) تعرضا لإصابات بالغة نتيجة انفجار لغم من مخلفات “داعش” الإرهابي أثناء قيامهما بحراثة أرضهما حيث توفي الشاب وأصيب الأب بجروح وحالته حرجة.
وعمد إرهابيو تنظيم “داعش” إلى زرع الألغام والعبوات الناسفة وتفخيخ المنازل بغية زرع الرعب في نفوس الأهالي ومنعهم من العودة إلى منازلهم.
في الأثناء، أصيب شخص بجروح ووقعت أضرار مادية جراء انفجار عبوة ناسفة ودراجة نارية مفخخة في مدينة الباب ومنطقة عفرين بريف حلب الشمالي اللتين تنتشر فيهما مجموعات إرهابية مدعومة من قوات الاحتلال التركي، وأفادت مصادر محلية بأن عبوة ناسفة مزروعة بسيارة انفجرت وسط مدينة الباب في ريف حلب الشمالي ما أدى إلى إصابة شخص بجروح ووقوع أضرار مادية بالممتلكات.
وفي منطقة عفرين أشارت المصادر إلى أن دراجة نارية مفخخة انفجرت على طريق أعزاز عفرين، حيث تنتشر مجموعات إرهابية تأتمر بأوامر النظام التركي في ريف حلب الشمالي، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية بالممتلكات.
وتنتشر في المناطق التي فيها مجموعات إرهابية مدعومة من النظام التركي مظاهر الفوضى والانفلات الأمني نتيجة صراعات تجري بين تلك المجموعات الإرهابية ومتزعميها لاقتسام النفوذ والتحكّم بمصير المدنيين.
وفي هذا الإطار اندلعت اشتباكات بين ما يسمّى “الفرقة 20″ و”لواء صقور الشمال” في مدينة رأس العين بريف الحسكة، فيما قُتل وأصيب عدد من الإرهابيين إثر اتساع رقعة الاشتباكات بينها في مناطق ريفي حلب وإدلب.