الاحتلال يمنع الفلسطينيين من الصلاة في الحرم الإبراهيمي
شهدت شوارع وأسواق الضفة الغربية حركة وازدحاماً، مع بدء تطبيق قرار الحكومة الفلسطينية إعادة فتح المؤسسات والأسواق ودور العبادة، فيما منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، الفلسطينيين من الوصول إلى الحرم الإبراهيمي لأداء صلاة الفجر، في وقت فتحت كنيسة المهد في مدينة بيت لحم أبوابها أمام الزائرين، لكن بشروط جديدة ومراقبة أمنية مشددة، وذلك بعد إغلاق دام أكثر من شهرين، بسبب كورونا.
فقد نصبت قوات الاحتلال حواجز وشدّدت من إجراءاتها العسكرية على البوابات الالكترونية والطرق المؤدية إلى الحرم، ومنعت المواطنين من الوصول إليه، ولم تسمح إلا بدخول 50 مصلياً، كما أنها حاولت طرد المواطنين المحتشدين ومنعهم من الصلاة في الساحات الخارجية للحرم.
واستنكر مدير أوقاف الخليل حفظي أبو سنينة إجراءات الاحتلال الرامية لإفراغ الحرم من المصلين، وذلك من خلال الإجراءات القمعية والتعسفية بحق المواطنين، والمتمثّلة بإغلاق البوابات الالكترونية وعرقلة حركة المواطنين على الحواجز العسكرية واحتجازهم، معتبراً أن منع المصلين من الوصول الى داخل الحرم الإبراهيمي تعدٍّ على المقدسات الإسلامية، التي ترعاها المواثيق الدولية التي كفلت حرية العبادة، ودعا المواطنين إلى التوافد للحرم وإقامة الصلوات فيه، مشيراً إلى أن الحرم الابراهيمي يتبع للأوقاف الفلسطينية التي أعلنت عن استئناف الصلاة بقرار من الحكومة الفلسطينية.
وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، الاثنين، رزمة من التسهيلات على الإجراءات الاحترازية، من بينها إعادة فتح الكنائس والمساجد ابتداء من صلاة فجر الثلاثاء، بعد اغلاقها لثلاثة شهور متتالية، في إطار الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة لمنع انتشار فيروس كورونا.
يذكر أن قوات الاحتلال كثّفت من اعتداءاتها على المصلين الفلسطينيين، بالتزامن مع إعلان الحكومة الإسرائيلية نيتها البدء في إجراءات الضم.
واعتدت قوات الاحتلال على المصلين في المسجد الأقصى خلال احتفالهم بأول أيام عيد الفطر، وانتشرت على نحو مكثف في باحات الأقصى، وحاولت منع المصلين من الوصول إلى أبواب المسجد، ووضعت حواجز حديدية لتحقيق ذلك.
بالتوازي، أعادت كنيسة المهد في بيت لحم فتح أبوابها أمام المصلّين والزائرين.
وقلّصت الكنيسة، عدد الحاضرين داخلها إلى 50 شخصاً، على ألا يكون لديهم أيّ ارتفاع في درجات الحرارة، وأن يلتزموا بوضع الأقنعة الواقية داخلها.
وقالت وزيرة السياحة الفلسطينية، رولا معايعة، إن “مولد السيد المسيح بعث الأمل في نفوس البشر منذ أكثر من 2000 سنة، وفتح الكنيسة سيبعث في ظني أملاً للعالم كلّه في أنّ هذا الوباء سينتهي، ليس فقط في فلسطين بل وفي العالم بأسره”.
من جهته أشار الوكيل البطريركي في مدينة بيت لحم، المطران ثيوفيلكتوس، أن اليوم “عيد كبير لبيت لحم وللمؤمنين”.
وكانت الكنيسة مغلقة منذ الخامس من آذار الماضي، وهو ما وجه ضربة لقطاع السياحة في بيت لحم.
ويتزامن إعادة فتح دور العبادة والمتاجر والمصانع مع آخر يوم من أيام عطلة عيد الفطر.
كما من المتوقّع أن يستأنف الفلسطينيون أيضاً الصلاة في المسجد الأقصى بالقدس المحتلّة هذا الأسبوع، بعد توقّف دام ما يقرب من شهرين، وذلك وفقاً لبيان نشره مسؤولو دائرة الأوقاف الإسلامية الأسبوع الماضي.
هذا وأبعدت سلطات الاحتلال حارس المسجد الأقصى حمزة نمر عن المسجد ستة أشهر، بعد استدعائه إلى مركز تحقيق القشلة، وذلك بعد اعتراضه على دخول أحد أفراد شرطة الاحتلال إلى مسجد قبة الصخرة.
واعتقلت سلطات الاحتلال نمر الأسبوع الماضي أثناء عمله في مسجد قبة الصخرة، بعد أن منع الجنود الاسرائيليين من اقتحام المسجد من باب الجنة لتفتيشه، واقتادته إلى مركز القشلة في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وسلمته قراراً بالإبعاد عن الأقصى أسبوعاً إلى جانب استدعائه للتحقيق لدى مخابرات الاحتلال.
جدير بالذكر أن قوات الاحتلال اعتقلت نمر أكثر من مرة، وأبعدته عن المسجد الأقصى عدّة مرات، ضمن سياسة الاحتلال في تفريغ المسجد الأقصى من المرابطين والحراس من أجل تمرير مشاريع الاقتحامات الاستيطانية للمسجد الأقصى.
كما أخطرت قوات الاحتلال بهدم 10 آبار لجمع المياه في بلدة الزاوية غرب سلفيت، وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال سلمت إخطارات هدم لآبار في المنطقة الغربية من البلدة لعدد من المواطنين، فيما أقدم عدد من مستوطني “رفافا”، المقامة على أراضي قرية حارس غرب سلفيت، على اقتلاع نحو 200 شجرة زيتون من أرض للمواطن يعقوب عودة، علاوة على إحداث دمار هائل فيها.
وفوجئ أبناء يعقوب بمشهد الأشجار التي سويت بالأرض، وجانب منها مزروع منذ نحو 10 أعوام، وقال إيهاب يعقوب ابن صاحب الأرض: “لقد دأب والدي الراحل على العناية بالأرض منذ سنوات طوال، بالتالي فإن ما حدث يمثل جريمة بكل معنى الكلمة”، وأضاف: “عندما وصلت إلى الأرض، كان المشهد مروعاً، فالأشجار المقطوعة كانت في كل مكان، وقد اختلطت بالتراب.. أخبرنا أحد حراس المستوطنة التي تجاور أرضنا أن عملية التدمير بدأت باستخدام آلية ثقيلة “باغر””، ولفت إلى أنه “لطالما حاول المسؤول عن مستوطنة “رفافا”، مساومة والدي على الأرض ومساحتها 40 دونماً، حتى وصل الأمر إلى عرض شيك مفتوح عليه، لكنه رفض الأمر برمته”، وتابع: “هذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها المستوطنون على العبث بالأرض ومحتوياتها من الأشجار، فخلال سنوات خلت، كانوا يقومون بذلك تارة بحجة وضع أنابيب مياه، وتارة بحجة مد شبكة كهرباء، إلى غير ذلك، لكن في هذه المرة على ما يبدو استغلوا فترة عيد الفطر لتنفيذ فعلتهم النكراء”، وشدّد على أنه “مهما فعلوا فهذه أرضنا، ولن نتخلى عنها، مهما كان الثمن”.