بريطانيا.. تصدعات في حكومة جونسون
استقال وزير في الحكومة البريطانية أمس الثلاثاء لتشكيكه بالتبريرات التي منحها دومينيك كامينغز، مستشار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، حول خرقه تدابير العزل، وأوضح وزير الدولة لشؤون اسكتلندا دوغلاس روس في تغريدة “لا تزال هناك نقاط من التوضيح (الذي قدمه كامينغز) تثير لدي بعض الشكوك”، وذلك غداة مؤتمر صحافي لكامينغز برر فيه أسباب خرقه للقيود.
وقال روس في رسالة إنه تقبل البيان الذي أصدره كامينجز الاثنين وبرر فيه “الأفعال التي أقدم عليها عندما ارتأى أنها الأمثل لمصلحة أسرته. غير أن هذه قرارات يشعر كثيرون أنها ليست متاحة لهم”، وأضاف “لديّ ناخبون لم يودعوا أحباءهم وأسر لم تجتمع للعزاء وأناس لم يزوروا أقاربهم المرضى لأنهم التزموا بتعليمات الحكومة. لا يمكنني أن أقول لهم صادقا إنهم كانوا جميعا مخطئين وإن مستشارا واحدا كبيرا بالحكومة كان على صواب”.
ودافع جونسون الأحد عن كبير مساعديه، رافضا دعوات نواب من حزبه لإقالته على خلفية اتّهامات له بخرق قواعد الإغلاق المفروضة لمكافحة وباء كوفيد-19.
وكامينغز هو العقل المدبّر لحملة بريكست الناجحة في عام 2016 إلى جانب جونسون، ومذّاك تثير شخصيته انقساما في المشهد السياسي البريطاني. وبعدما تولى رئاسة الحكومة العام الماضي عيّنه جونسون كبيرا لمساعديه.
ورفض رئيس الوزراء البريطاني الدعوات لإقالة كامينغز الذي يتهم بأنه انتهك قواعد العزل بقيامه برحلة داخلية مع زوجته التي كانت تعاني من عوارض المرض.
وقال جونسون في مؤتمر صحافي إن كامينغز “تصرّف بمسؤولية ونزاهة وبشكل قانوني” وذلك عقب محادثات ثنائية بين الرجلين.
وأضاف “أعتقد أنه اتّبع غريزة الأب” حين أجرى رحلته لإيجاد الرعاية اللازمة لابنه بعدما كان فيروس كورونا على وشك شل قدراته وقدرات زوجته، معتبرا أن كامينغز “لم يكن لديه خيار آخر”.
في المقابل تزايدت الضغوط على رئيس الوزراء بسبب دفاعه عن مستشاره. وقال الوزير المحافظ السابق بول ماينارد، إن ما حصل “يبدو غير قابل للتبرير، هذا موقف لا يمكن الدفاع عنه”.
أما النائب في الأغلبية الحاكمة سايمون هور فقال “آمل أن يختفي كل هذا خلال 24 ساعة”.
من جهته قال زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر، إن ما جرى “اختبار لرئيس الحكومة وقد فشل فيه”، مضيفا أن ذلك “إهانة لتضحيات الشعب البريطاني”.
وانهال النقد من كل حدب وصوب على رئيس الوزراء حتى من خارج الطيف السياسي.
واعتبر المستشار العلمي للحكومة البروفيسور ستيفن رايشر، أن جونسون “تجاهل جميع النصائح التي قدمناها له حول طريقة ضمان ثقة وتأييد” البريطانيين للإرشادات الضرورية لمكافحة انتشار الفيروس.
وأصدر مسؤولون من الكنيسة تصريحات مماثلة، إذ قال أسقف ليدز على تويتر إن “السؤال الراهن هو التالي؛ هل نقبل أن يُكذب علينا وأن يتعامل معنا رئيس الحكومة كمغفلين؟.”
وصباح الاثنين أظهرت مقاطع فيديو نشرت على الإنترنت كامينغز وهو يغادر منزله ويصعد إلى سيارته ويلوح بيده للصحافيين حتى يبتعدوا، ووصفه البعض بأنه “منافق”.
وشوهد كامينغز مع ابنه الصغير قرب منزل والديه في دورهام في شمال شرق إنكلترا، على بعد أكثر من 400 كلم من منزله في لندن يوم 31 آذار، وذلك بعد يوم من إعلانه أنه هو نفسه يعاني من عوارض كوفيد-19.
والمملكة المتحدة هي ثاني أكثر دول العالم تضررا بتسجيلها أكثر من 41 ألف وفاة باحتساب الحالات التي لم تتأكد إصابتها بالفيروس (36793 مؤكدة)، وهذه القضية تثقل الحمل على أكتاف بوريس جونسون الذي يتعرض أصلا للنقد لطريقة إدارته للأزمة والتأخر في فرض الحجر.
وأفادت صحيفتا “ذي أبزرفر” و”صنداري ميرور”، بأن كامينغز انتهك القواعد مرة أخرى، وشوهد في دورهام مرة ثانية في 19 نيسان، بعد أيام من عودته للعمل في لندن عقب رحلته الأولى، وذلك نقلاً عن شهود لم تكشف هوياتهم. وقال شاهد ذكر اسمه للصحيفتين إن كامينغز شوهد أيضاً في بلدة بارنارد كاسل على بعد نحو 30 كلم من دورهام في 12 نيسان.
وفاقم دفاع جونسون عن كامينغز موجة الغضب في البلاد. ورأى كثر تناقضا بين الدفاع عن كامنيغز وطريقة التعامل مع كبيرة المسؤولين الطبيين في اسكتلندا ومستشار للحكومة اضطرا للاستقالة بسبب خرق قواعد العزل.