دعوة لفتح الحدود بين دول الاتحاد الأوروبي.. وتحذير من “ذروة ثانية”
أودى فيروس كورونا بحياة 349053 شخصاً في العالم منذ ظهوره في كانون الأول الماضي، وفقاً لإحصائية جديدة نشرها موقع وورد ميتر الأمريكي، أمس الثلاثاء، فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الدول التي تشهد تراجعاً في الإصابات بالفيروس لا تزال تواجه خطر “ذروة ثانية فورية” في حال أوقفت إجراءات وقف تفشي المرض بشكل أسرع مما يلزم، في وقت دعا رئيس البرلمان الفرنسي ونظيره الألماني، أمس الثلاثاء، إلى فتح الحدود بين الدول الأوروبية بأسرع وقت ممكن، بعد أسابيع من الإغلاق الهادف للحد من تفشي فيروس كورونا. واعتبر الفرنسي ريشار فيران والألماني وولفغانغ شوبل في إعلان مشترك أنه “على فرنسا وألمانيا العمل لصالح إعادة فورية لحرية الحركة داخل فضاء شينغين حين تتوفر الظروف المناسبة لذلك”.
وفيران عضو في حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الوسطي “الجمهورية إلى الأمام”، أما شوبل فهو من الشخصيات النافذة في حزب المستشارة أنغيلا ميركل المحافظ الاتحاد المسيحي الديمقراطي.
وأكدا في الوثيقة “كان لإغلاق الحدود الفرنسية الألمانية أصلاً نتائج قوية، تتعدى المنطقة الحدودية وتلقي بثقلها خصوصاً على تصور العلاقة الفرنسية الألمانية”، داعيان إلى “تحرك سريع”.
ونشر النص قبل يومين من اجتماع للجنة الفرنسية الألمانية البرلمانية، وهي منصة جديدة تجمع بين البرلمانيين أنشئت لتعزيز العلاقات بين البلدين، وستخصص لدراسة تداعيات وباء كوفيد-19 في أوروبا.
ويفترض كما هو مقرر حتى الآن، أن تفتح الحدود الأوروبية الداخلية اعتباراً من منتصف حزيران، لكن حتى الآن تتخذ الدول الأوروبية قرارات منفصلة بهذا الصدد، رغم دعوات المفوضية الأوروبية إلى مزيد من الحوار.
ورحب رئيسا البرلمانيين الفرنسي والألماني في بيانهما أيضاً بالمقترح الأخير للرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية بشأن خطة إنعاش أوروبية بقيمة 500 مليار يورو لمرحلة ما بعد الوباء، تمول من الديون المستحقة للاتحاد الأوروبي، معربين عن “دعمهما” له.
لكن هذا المشروع يثير الجدل لأنه يكسر حاجزاً بالنسبة للاتحاد الأوروبي من حيث تبادل الديون.
وذهب المسؤولان في إعلانهما أبعد من ذلك بالدعوة إلى “إطلاق عقد استثمارات” عامة في أوروبا، في مجالات الصحة وحماية المناخ والأمن، وأضافا: “يجب أن تكون مبادرة حكومتينا انطلاقة لنسخة جديدة من خطة شومان”، في إشارة إلى النص المؤسس للاتحاد الأوروبي الذي نشر في أيار 1950، أي قبل 70 عاماً.
وكذلك دعا شوبل في مقابلة إلى “اندماج سياسي أكبر” في أوروبا، عبر تعديلات في الاتفاقات الأوروبية إذا تطلب الأمر، وحذر من أن “الأمر لن يكون سهلاً” نظراً للرغبة “المحدودة” لبعض الدول الأوروبية بالتنازل عن مزيد من سيادتها الوطنية ونقلها إلى المستوى الأوروبي. لكن إذا “قامت فرنسا وألمانيا بذلك معاً يوجد فرصة في التوصل لنتائج”، مشيراً خصوصاً إلى مسائل التعاون الاقتصادي والدفاع والسياسة الخارجية.
من جهته قال فيران: “نعتبر أن الوقت حان للنظر في محتوى المشروع الأوروبي ومناقشة ما نريد القيام به معاً وما الذي نريد إعادة بنائه”.
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة الإسبانية أن إجمالي عدد الوفيات بكورونا منذ بدء الوباء بلغ 27119 حالة بينما بلغ عدد الإصابات المؤكدة 236259.
وفي بريطانيا أعلن مسؤولون صحيون أن حصيلة الوفيات بين حالات الإصابة المؤكدة بكورونا ارتفعت خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية 134 حالة لتصل إلى 37048 حالة.
وسجلت السلطات الصحية في إيطاليا 397 إصابة جديدة بالفيروس، ليرتفع إجمالي الإصابات في البلاد إلى 350 ألفا و555 إصابة، فيما بلغ إجمالي الوفيات منذ ظهور الفيروس 32 ألفا و955 حالة وفاة، وهو ثالث أعلى عدد في العالم بعد الولايات المتحدة وبريطانيا.