نصر الله: المقاومة لديها قدرات عسكرية لم تكن موجودة قبل العام 2006
أكد أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، أن “الروح التي انتصرت على العدو ما زالت موجودة وثقتنا كبيرة جداً بالمقاومين، وببيئة المقاومة”، وأضاف، في مقابلة عبر إذاعة النور في الذكرى الـ20 لعيد المقاومة والتحرير، أن “الظروف الصعبة التي تحملتها المقاومة لم تكن على المقاومين فقط بل أيضاً على بيئة المقاومة”، مشيراً إلى أنه “رغم كل محاولات سلخ المقاومة عن بيئتها سيبقى الجانب الروحي في صلب ماهية المقاومة، والعامل الأول في أصل المقاومة هو الحفاظ على روحها بكل أصالتها وقوتها”.
وأضاف السيد نصرالله أن “وزير الحرب الإسرائيلي اليوم لديه تجربة كبيرة من الخيبة في جنوب لبنان خلال فترة الاحتلال، وعبارة “إسرائيل” أوهن من بيت العنكبوت جاءت في وقتها تزامناً مع هزيمة قوات الاحتلال”، لافتاً إلى أن “الانسحاب الإسرائيلي عام 1985 نحو الشريط الحدودي المحتل لم يكن منّة من الكيان الصهيوني”، وشدد على أن “الردع الموجود ضد العدو هو نتيجة المعطيات الواقعية وليس نتيجة خطابات”، معتبراً أنه “منذ عام 1982 كانت المقاومة ترى ما جرى عام 2000 من بداياتها المتواضعة، وأداء المقاومة عام 2000 جنّب لبنان حرباً أهلية طائفية خطط الإسرائيلي لإشعالها”، كما شدّد على أن المقاومة “لديها اليوم قدرات عسكرية لم تكن موجودة قبل العام 2006 ولديها تطور في حرب الأدمغة وفي الخطط والبرامج والكم”، مؤكداً أن “إسرائيل” تعرف وتقول إن المقاومة ازدادت قوة بأضعاف مضاعفة.
السيد نصرالله لفت إلى أنّ “ما حصل من 1982 شارك فيه مجموعة كبيرة، واللائحة طويلة، الأحزاب الوطنية والحركات وكل من شارك في المقاومة في السنوات الأولى، وانهيار جيش لحد كان مفاجئة لجيش العدو”، وأشار إلى أن “إسرائيل” قبل الـ 2000 ليس كما بعد 2000 وهذا باعترافهم أيضاً، وستُقهر في أي معركة مقبلة إن شاء الله، وعندما يضعف العامل الخارجي الذي تستند عليه “إسرائيل” فهي ستنهار، معتبراً أن “حضور أميركا المباشر إلى المنطقة هو تعبير عن ضعف حلفائها وهو مؤشر قوة لمحور المقاومة”.
وفي سياق آخر، قال السيد نصر الله متوجهاً للأردنيين إن “إسرائيل” كانت تتآمر على الأردن عام 1982 واليوم تتآمر عبر ما يسمّى “صفقة القرن”، وما زال مشروع الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن قائماً لدى “إسرائيل”، التي لا يهمها إلا مصلحتها، والمشروع الحقيقي بالنسبة لها هو كل فلسطين بما فيها الضفة، وأكد أن “الكيان الإسرائيلي هو كيان عنصري، هو ليس دولة دينية هو دولة عنصرية وتتصرف بشكل عنصري”.
السيد نصر الله شدّد على أن “مستوى التأييد لخيار المقاومة لدى الشعب الفلسطيني هو أعلى من أي وقت مضى”، معتبراً أن “قوة المقاومة اليوم في فلسطين المحتلة عنصر قوة استراتيجي في صالح محور المقاومة”، وأضاف: إن “المقاومة والعدو يملكان القدرة على المبادرة لكن نتيجة التوازن بينهما يحسبان كل الحسابات، و”إسرائيل” تعرف أن أي قصف للبنان لا يمكن أن يمر من دون رد وهذه قاعدة من قواعد الاشتباك، والإنجاز اللبناني بعد التحرير هو الحماية والردع وهذا موجود باعتراف العدو”.
كما أشار السيد نصرالله إلى أنه “منذ اعتداء المسيّرات في الضاحية لم يعتدِ العدو مجدداً بهذه الطريقة”، مشدداً على أن “معادلة إسقاط المسيرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية ما زالت قائمة”.
وفي سياق آخر، قال السيد نصر الله: “نحن لدينا فوبيا من الحرب الأهلية وهذه مفخرة لنا، ورفضنا للحرب الأهلية يأتي انطلاقاً من حرصنا على لبنان”، وأضاف: “نحن لا نريد حرباً أهلية في لبنان ولا نريد أن نحكم لبنان، وليس في عقلنا ولا قناعتنا أن نحكم البلد حتى لو أعطانا اللبنانيون فرصة لذلك”، مشدداً على أن “أدوات التغيير في الداخل اللبناني يجب أن تراعي تركيبة البلد والمخاوف الموجودة فيه”.
ولفت السيد نصرالله إلى أن “التجويع والوضع الاقتصادي كانت وما زالت أدوات لتأليب البيئة الحاضنة للمقاومة على المقاومة، معتبراً أن المقاومة “على رأس لائحة الاستهداف وهذا ما يعطينا حق النظر في كل معطى جديد”.