خطر محدق بسلتنا الغذائية..!
نعتقد أن الانسياق وراء ما يسوقه الغرب من منتجات غذائية مجففة ومجمدة سريعة التحضير، والانزياح الحاصل بالعادات الاستهلاكية نحو تلقف نظيراتها خاصة تلك القادمة من الغرب أيضاً، ينذر بخطر يحدق بنا وبأطفالنا سواء على مستوى الصحة العامة، أم على مستوى الاجتماعي والثقافي، أم على المستوى الاقتصادي..!.
إن طقوس تناول هذه السلع والمنتجات أبعدتنا عن طقوسنا الاستهلاكية الأسرية المفعمة بروح المودة والتواصل، كما أبعدتنا عن سلتنا الغذائية الشرقية المعروفة بتكوينها الطبيعي، وأفضت إلى سيطرة السلع المستوردة على الأسواق المحلية على حساب منتجاتنا المحلية، مع الإشارة هنا إلى أن أصوات مراكز وجمعيات صحية أهلية غربية بدأت تحذر من تناولها على المدى القصير والبعيد..!.
وفي خضم هذا المشهد المؤسف يتبجح البعض بذرائع تسوغ هذا الانسياق الأعمى وراء الغرب، من قبيل أننا في عصر السرعة الذي بدأ يفرض إيقاعه على كل مفصل من مفاصل النشاط الإنساني اليومي، ولابد من مواكبة هذا التسارع كي ننسجم مع التطورات الحاصلة ولا نبقى خارج دائرة أضواء القرن الحادي والعشرين..!.
ذرائع تجهل أو تتجاهل نتاجنا الوطني ببعديه الاقتصادي والاجتماعي، وتجهل إمكانية أن نصبح تابعين للمنتجات الغربية رويدا رويدا…فحلت نسكافيه الصباح محل الحليب الطازج، وأبعدت كنتاكي الأمريكية طبق الفروج البلدي عن سفرتنا، واستعضنا بمسحوق الشراب المنكه ذي الألوان الزاهية عن عصير البرتقال والليمون الطبيعي…الخ وكأن هناك سياسة تغيير مقصودة تستهدف قلب منظومتنا الغذائية رأسا على عقب…!.
سبق لنا وأن أشرنا وبأكثر من مناسبة إلى نجاح العولمة بالتغلغل في تفاصيل حياتنا اليومية والتأثير على عاداتنا الاستهلاكية من خلال نشر ثقافة الوجبات السريعة كالهمبرغر والهوت دوغ مع المشروبات الغازية المرافقة لها كالكوكا كولا والبيبسي وغيرها لدرجة بات التعاطي الشبه يومي معها أمرا لا مفر منه تحت ذرائع وحجج من قبيل لا وقت للطعام والشراب في زمن ضاق ذرعا بشباب تائه أمام مغريات سلوكيات وعادات غريبة عن مجتمعه..ولكن لا حياة لمن تنادي..!.
حسن النابلسي