86 مليون طفل إضافي مهددون بالفقر
حذّرت دراسة أعدتها منظمتا الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف وأنقذوا الأطفال سايف ذي تشيلدرن من أن التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا قد تدفع ما يصل إلى 86 مليون طفل إضافي إلى وهدة الفقر بحلول نهاية العام، فيما حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المجتمع الدولي على تحرك جماعي في سبيل مواجهة التبعات الاقتصادية للوباء، محذّراً من العواقب الكارثية في حال عدم فعل ذلك.
وقالت المنظمتان في بيان مشترك: إن الدراسة أظهرت أن إجمالي عدد أطفال الكوكب الذين يعانون من الفقر سيبلغ بحلول نهاية العام 672 مليون طفل بزيادة بنسبة 15 بالمئة عن العام الماضي مشيرتين إلى أن ثلثي هؤلاء الأطفال تقريباً يعيشون في دول أفريقية تقع جنوب الصحراء الكبرى ودول أخرى في جنوب آسيا.
ووفقاً للدراسة التي استندت إلى تقديرات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وإلى معطيات ديمغرافية في نحو مئة دولة فإن الزيادة الأكبر في عدد الأطفال الذين سيعانون من الفقر بسبب الجائحة ستحدث في أوروبا وآسيا الوسطى.
ونقل البيان عن هنرييتا فور المديرة التنفيذية لليونيسيف قولها “حجم الصعوبات المالية التي تواجه الأسر يهدد الإنجازات التي أحرزت منذ سنوات في مجال الحد من فقر الأطفال وحرمانهم من الخدمات الأساسية”.
بدورها قالت إنغر آشينغ رئيسة منظمة أنقذوا الأطفال إنه من خلال تحرك فوري وفعال يمكننا احتواء الخطر الذي تشكله هذه الجائحة على الدول الأكثر فقراً وعلى بعض الأطفال الأكثر ضعفاً محذرة من أن هؤلاء الأطفال ضعفاء للغاية في مواجهة فترات جوع حتى وإن كانت قصيرة وسوء تغذية والتي قد تؤثر عليهم طوال حياتهم.
وناشدت المنظمتان الحكومات بتعزيز أنظمة التغطية الاجتماعية والتغذية المدرسية للحد من آثار الجائحة على الأطفال.
من جانبه، شدد غوتيريش، في كلمة ألقاها خلال فعالية خاصة بتمويل التنمية خلال فترة الجائحة وما بعدها، على أن تفشي الفيروس المعروف بـ”كوفيد-19″ سيتسبب بـ”دمار ومعاناة لا تصف” في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك “مجاعة تاريخية النطاق”، في حال فشل دول العالم في اتخاذ الإجراءات اللازمة الآن.
وذكر غوتيريش أن 60 مليون شخص إضافي سيواجهون في هذا الحال الفقر المدقع، فيما سيخسر ما يصل إلى 50% من العمالة على مستوى العالم (نحو 1.6 مليار شخص) موارد التمويل.
وحسب تقييمات الأمم المتحدة، قد يشهد الاقتصاد العالمي، في حال عدم اتخاذ التدابير اللازمة، خلال العامين المقبلين تراجعا بمقدار 8.5 مليار دولار تقريبا، ما قد يدفع 34.3 مليون شخص إلى الفقر المدقع حتى نهاية العام الجاري، وقد يرتفع هذا العدد بمقدار 130 مليونا خلال السنوات العشرة القادمة.
وشدد الأمين العام على ضرورة تفادي هذا السيناريو واتخاذ خطوات جماعية في ستة محاور ذات أهمية قصوى، بغية تفعيل التمويل المطلوب لمحاربة الجائحة وعواقبها فيها.
ومن بين تلك المحاور، زيادة السيولة في الاقتصاد العالمي وتخفيف المخاطر المتعلقة بالديون وصد التدفقات المالية غير المشروعة وتكثيف التمويل الخارجي لتحقيق النمو الشامل وخلق الوظائف، ووضع استراتيجية لمساعدة الدول في تجاوز تبعات الجائحة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى مواجهة تحطي تغيرات المناخ واستعادة التوازن بين الطبيعة والاقتصاد.