الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

أردوغان يخطط لتمرير قانون يعرقل مشاركة المعارضة في الانتخابات

يخطط حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان للدفع، مع حلفائه القوميين، بإجراءات من شأنها أن تؤثّر على طريقة خوض المجموعات السياسية للانتخابات، ويمكن أن تقف حجر عثرة أمام مشاركة أحزاب المعارضة الجديدة في أي انتخابات مبكرة، وخاصة بعد إعلان وزير العمل التركي الأسبق، ياشار أوكويان، عزم 63 برلمانيا الانشقاق عن حزب رئيس النظام التركي للانتقال إلى صفوف حزب الديمقراطية والتنمية الذي يقوده نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان.

وتأتي الخطوة بعد أن شكّل اثنان من أبرز حلفاء أردوغان السابقين، وهما رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، والمسؤول السابق عن تنسيق الشؤون الاقتصادية في الحكومة باباجان، حزبين سياسيين منفصلين خلال الأشهر الماضية لمنافسة حزب العدالة والتنمية الحاكم.

ويسعى أردوغان في ظل تراجع الدعم للحزب الحاكم، وفق استطلاعات الرأي الأخيرة، لإنقاذ شعبيته المتآكلة عبر تحجيم أصوات المعارضة عن طريق قانون يقلّص مشاركتهم بالانتخابات، فضلاً عن ممارسات القمع ضد كل من يشكلون خطراً على هيمنة حزبه في الانتخابات القادمة.

وكان حزب الشعب الجمهوري قد أشار إلى أنه سيقدم الدعم للأحزاب الجديدة، مما دفع ناجي بستانجي أحد كبار مسؤولي حزب العدالة والتنمية، للقول: إن حزبه يعمل مع حلفائه في حزب الحركة القومية لمنع محاولات “تسويق” مشرعين بطريقة مخالفة للديمقراطية، حسب تعبيره.

وللمشاركة في الانتخابات، حسب تعديلات أردوغان، يتحتم على الحزب أن يكون قد عقد مؤتمراً وشكل هيكلاً حزبياً في نصف الأقاليم التركية، أو أن يكون لديه بالفعل مجموعة من 20 نائباً على الأقل في البرلمان، وهي معايير لا يستوفيها الحزبان الجديدان بعد.

وقال مسؤول رفيع في حزب (دواء) الجديد الذي يتزعمه باباجان، “من الواضح أن أي تشريع قانوني بخصوص الأحزاب السياسية، يتم طرحه لمنع الأحزاب الجديدة كحزبنا من دخول الانتخابات”.

وقال سليم تمرجي المتحدث باسم حزب المستقبل الذي يتزعمه داود أوغلو، إن حزبه على وشك استيفاء شروط القانون وسيعقد مؤتمراً في آب.

وتأتي مخططات حزب العدالة والتنمية التركي المنافية للعملية الديمقراطية، في ظل تقلّص مناصريه وتراجع حظوظه السياسية في البلاد، خصوصاً بعد فشله المتكرر في إدارة الأزمات، لاسيما أزمة فيروس كورونا، التي فاقمت المشاكل الاقتصادية المتراكمة نتيجة السياسات الخاطئة التي ينتهجها أردوغان.

وفي سياق متصل سلط قبل نحو أسبوع استطلاع رأي حول شعبية الأحزاب السياسية في تركيا الضوء على تراجع شعبية حزب العدالة والتنيمة 10 بالمئة، حيث بات نحو 25 بالمئة من المصوتين له غير مؤيدين له ولسياسييه، وفق ما أفادت به صحيفة زمان التركية نقلا عن مؤسسة “ماك” للدراسات المجتمعية واستطلاعات الرأي.

وأكد نائب رئيس حزب الديمقراطية والتنمية مصطفى يانار اوغلو في وقت سابق أن ظلم أردوغان وحزبه وصل إلى مستويات غير مسبوقة لا يمكن تحملها.

وكان باباجان أكد منذ أيام أن أردوغان دمر النظام الديمقراطي في البلاد بعد قيامه بتغيير النظام السياسي من برلماني إلى رئاسي وأنه ارتكب أخطاء فادحة على جميع المستويات والسياسات الداخلية والخارجية وأفسد كل شيء بعد أن سيطر على جميع أجهزة الدولة، معتبراً أن الشعب التركي ضحية لسياسات أردوغان الطائشة.