بكين: لن نسمح لواشنطن بأخذ مجلس الأمن رهينة
واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسته القائمة على تأجيج التوترات مع الصين، ومحاولته التدخل في شؤونها الداخلية، وأعلن، أمس الجمعة، تعليق دخول صينيين “يشكّلون خطراً” محتملاً على الأمن إلى أراضي بلاده، وبدء عملية إلغاء الإعفاءات التجارية الممنوحة لهونغ كونغ، واصفاً التشريع الصيني الجديد للأمن في هونغ كونغ بأنه “مأساة للعالم”، بحسب زعمه.
وتأتي تصريحات ترامب بعد أن أكدت الصين، عبر سفيرها لدى الأمم المتحدة جانغ جون، أن أي محاولة لاستخدام هونغ كونغ من أجل التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد مصيرها الفشل، وأضاف، في بيان خلال جلسة غير رسمية عبر الفيديو لمجلس الأمن الدولي، “إن على الولايات المتحدة وبريطانيا وقف توجيه اتهامات لا أساس لها ضد الصين”.
وكان مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي روبرت أوبراين أعلن أن التشريع الجديد للأمن في هونغ كونغ يمكن أن يؤدي إلى “فرض إجراءات أمريكية ضد بكين”، وسرعان ما جاء الرد من الصين، إذ أكدت أنها ستتخذ إجراءات مضادة في حال أصرت الولايات المتحدة على التدخل في شؤونها الداخلية وقامت بتحرّك رداً على قانون الأمن القومي الخاص بهونغ كونغ، والذي أقره البرلمان الصيني الخميس.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان خلال إيجاز صحفي: “الصين عبرت عن استيائها للولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا رداً على بيان مشترك أصدرته الدول الأربع ينتقدها لإصدارها هذا القانون”.
كما شدد تشاو على أن بلاده لن تسمح لواشنطن بأخذ مجلس الأمن “رهينة” في مسألة هونغ كونغ، وذلك بعد تقديم الولايات المتحدة طلباً لعقد اجتماع للمجلس، إثر موافقة البرلمان الصيني على قانون الأمن القومي الخاص بهونغ كونغ، وأضاف: “إن مجلس الأمن ليس أداة يمكن للولايات المتحدة أن تتلاعب به كما تشاء، ولن تسمح الصين، ودول أخرى تتمسك بالعدالة على المستوى الدولي، بأن تأخذ الولايات المتحدة مجلس الأمن رهينة لغاياتها الخاصة”.
كما رفعت الصين من مستوى التصاريح، إذ اعتبرت أن واشنطن سكبت الزيت على النار عبر دعمها علناً المتظاهرين، واتّهمت المحتجّين المتطرفين بالقيام بأعمال إرهابية، ودان المتحدث باسم الخارجية الصينية المقاربة الأميركية “غير المعقولة تماماً” ليحذّر: “هذه الدول ليس لديها مؤهل أو أساس قانوني لإبداء ملاحظات غير مسؤولة بشأن هونغ كونغ”، وأكد أن “أي محاولة لعرقلة قانون الأمن القومي الصيني الجديد في هونغ كونغ محكوم عليها بالفشل”.
وكانت وزارة الخارجية الصينية حذّرت الاثنين الماضي من محاولات واشنطن الإضرار بالأمن القومي الصيني، ومن إثارة بعض سياسييها ضجة حول دورة المؤتمر الوطني الشعبي حول هونغ كونغ، مؤكدة موقف الصين الثابت بشأن عدم السماح لأي دولة بالتعدي على مصالحها الوطنية وتعريض الاستقرار فيها للخطر.
في الاثناء، أكد رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني لي تشان شو معارضة بكين الشديدة ““لاستقلال تايوان”، مشدداً على أن الأخيرة جزء من الصين وفقاً للقانون والتاريخ، وقال في ندوة بقاعة الشعب الكبرى بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لتنفيذ قانون مناهضة الانفصال: إن القانون جزء مهم من الأنظمة والمؤسسات التي تهدف إلى دعم مبدأ “دولة واحدة ونظامان”، وكذلك تعزيز إعادة التوحيد السلمي للصين، مضيفاً: “إن القانون قاعدة مهمة تدعم الجهود للوفاء بالمسؤولية السياسية ومهمة معارضة استقلال تايوان وتعزيز إعادة التوحيد”.
وتابع.. إن القوات الانفصالية التي تدعو إلى استقلال تايوان أساءت الحكم لبعض الوقت واستمرت في استفزازها، مبيناً “أنهم عرضوا المصالح الحيوية للمواطنين على جانبي مضيق تايوان والمصالح الأساسية للأمة الصينية للخطر الشديد كما أنهم قوضوا السلام والاستقرار عبر المضيق وتحدوا بشكل خطير الخط الأساسي لحماية سيادة الصين وسلامتها الإقليمية”، مشدداً على “الخطوات الحاسمة لاحتواء هذه الأعمال ومكافحتها”، وأردف: إن الحقيقة التاريخية والقانونية بأن تايوان جزء من الصين لا يمكن تغييرها أبداً بغض النظر عن كيفية تواطئهم هم والقوات الأجنبية.
وكان تقرير عمل الحكومة المقدم إلى الهيئة التشريعية الوطنية الصينية أعلن في الـ 22 من أيار الجاري أن “الصين ستعارض بحزم وستحد من أي نشاطات انفصالية تسعى وراء استقلال تايوان”، مؤكداً أن “الصين ستحسن الترتيبات النظامية والسياسات والإجراءات لتشجيع التبادل والتعاون وتعزيز التنمية المتكاملة عبر المضيق وحماية رفاهية أبناء تايوان”.