استياء أوروبي من إنهاء واشنطن الإعفاء النووي على إيران
انتقدت فرنسا وألمانيا وبريطانيا، أمس السبت، قرار الولايات المتحدة إنهاء إعفاءات من العقوبات كانت تتيح لشركات أجنبية العمل في مواقع نووية إيرانية.
وقالت الدول الأوروبية الثلاث في بيان مشترك: “نأسف بشدة لقرار الولايات المتحدة إنهاء الإعفاءات الثلاثة”، مشدّدة على أن هذه “المشروعات التي أقرت بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2231 تخدم مصالح الجميع في عدم الانتشار النووي وتوفر للمجتمع الدولي تأكيدات بشأن الطبيعة السلمية والآمنة المحضة للأنشطة النووية الإيرانية”، واعتبر البيان، الذي وقّعه أيضاً وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن الاتفاق النووي “لا يزال الطريق الأفضل والوحيد لضمان سلمية برنامج إيران النووي”، وأضاف: إن الدول الثلاث، الموقّعة مع روسيا على الاتفاق النووي، تتشاور مع شركائها “لتقييم عواقب القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة”.
وكانت الإعفاءات تتيح لشركات روسية وصينية وأوروبية العمل على تحويل نشاط مفاعل آراك الإيراني، الذي يعمل بالماء الثقيل، وعلى تزويد مفاعل أبحاث في طهران باليورانيوم المخصب، وعلى نقل الوقود المستنفد للخارج، لكن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو قد أعلن قبل ثلاثة أيام قرار الولايات المتحدة إنهاء الاستثناءات من العقوبات الأميركية التي كانت تستفيد منها بعض الدول الموقعة على الاتفاق النووي، وباتت هذه الدول عرضة للعقوبات الأميركية في حال استمرارها بالتعاون مع إيران، ومنح بومبيو مهلة 60 يوماً لهذه الدول من أجل وقف التعاون الكلي.
يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في الثامن من أيار عام 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقع بين إيران ومجموعة “5+1” عام 2015، بينما أعلنت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق تمسكها به وتنفيذه بالكامل.
إلى ذلك، أدانت وزارة الخارجية الإيرانية القرار الأميركي الأخير بفرض عقوبات ضد التعاون الدولي مع البرنامج النووي الإيراني السلمي، مؤكدة أنه انتهاك واضح وصارخ لقرار مجلس الأمن الدولي 2231 ولميثاق الأمم المتحدة ويتجاهل الحقوق الذاتية لإيران.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي: “سنرصد تداعيات القرار الأميركي عن كثب وسنتخذ خطوات عملية وحقوقية في حال انعكاسه سلباً على حقوقنا النووية”.
واعتبرت طهران أن إنهاء واشنطن الإعفاءات من العقوبات “خطوة يائسة”، ورأت أن قرار الولايات المتحدة وضع حد للإعفاءات من العقوبات المفروضة على إيران بشأن برنامجها النووي “ليس له أي تأثير فعلي على عمل الجمهورية المتواصل”، وقال المتحدث باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي إن وضع حد لهذه الاستثناءات يهدف إلى “تحويل أنظار الرأي العام عن هزائم واشنطن المتواصلة بمواجهة طهران”.
بالتوازي، أعلن المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور في إيران عباس علي كدخدائي التصديق على قرار مجلس الشورى الإيراني التصدي لإجراءات الكيان الصهيوني ضد الأمن والسلام.
وقال كدخدائي في مؤتمره الصحفي: إنه تم التصديق خلال اجتماع مجلس صيانة الدستور على مشروع القرار الصادر عن مجلس الشورى الإيراني بصفة عاجلة جداً حول التصدي لإجراءات الكيان الصهيوني ضد الأمن والسلام وتم اعتباره غير مناقض للشرع والقانون. كما أشار إلى موافقة مجلس صيانة الدستور على اتفاقية تشجيع ودعم الاستثمارات بين حكومتي الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية العراق، وكذلك اتفاقية الخدمات الجوية بين حكومتي الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودولة الكويت.