أمريكا تعد العدة للتدخل العسكري في ليبيا
محمد كنايسي
يتباهى أردوغان بأن التدخل العسكري التركي في ليبيا قد قلب الموازين لصالح حكومة السراج التي يدعمها، والتي عقد معها اتفاقية أمنية لتحقيق أطماعه المعلنة في ليبيا، رغم أن هذه الاتفاقية غير قانونية، وترفضها أغلبية الليبيين، لأنها مُوقعة من قبل رئيس حكومة الوفاق التي لا تُحظى بالمشروعية أصلا.
وقد بات من الواضح أن هذه الحكومة راهنت على الاستقواء بأردوغان وإرهابييه الذين يرسلهم إلى ليبيا لمحاربة الجيش الليبي، كما أنها تتطلع إلى دعم عسكري أمريكي مباشر من خلال دعوتها واشنطن إلى التدخل، بالرغم من أنه يصعب على أي مراقب للوضع الليبي أن يصدق أن أمريكا تكتفي حتى الآن بالتفرج، فالتدخل التركي على هذا النحو العدواني السافر لم يكن ممكناً لولا الموافقة الأمريكية بل والتنسيق التركي مع إدارة ترامب. هذا من جهة ، ومن جهة أخرى، فإن هناك شعوراً متزايداً لدى بعض المراقبين بأن التدخل الأمريكي المباشر بات وشيكاً، ويدرجون في هذا السياق إعلان القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” أنها “تدرس توسيع التعاون العسكري مع تونس على خلفية تدهور الوضع الأمني في المنطقة بما في ذلك تعاظم الصراع في ليبيا”، ويشمل هذا التوسيع نشر لواء مساعدة أمنية لتونس المعرضة لخطر أعمال القوى المعادية والشبكات الإرهابية كما أوضح الإعلان أيضاً. وكأن أمريكا لا تعرف أن الإرهابيين التي تزعم أنهم يهددون شركاءها في المنطقة قد جاؤوا إلى ليبيا من تركيا في مهمة قذرة اعتاد أردوغان على القيام بها ليس في سبيل تحقيق أطماعه الخاصة فقط، بل وخدمة لمصالح أسياده الأمريكيين أولاً…
وإذا كان صوت أمريكا وتلويحها غير المباشر بالتدخل العسكري قد بدأ كما يبدو عندما دخلت روسيا على الخط في محاولة منها لوقف الصراع العسكري ، و من أجل حل سياسي وطني يخدم مصلحة الشعب الليبي، فإن الحقيقة هي أنها قد تدخلت عبر وكيلها الليبي، وهي الآن تعد العدة للتدخل المباشر بحجة التدخل الروسي والخوف على شركائها الأفارقة…
ومن المؤسف أنها تجد في انحياز بعض القوى التونسية وعلى رأسها “حركة النهضة” لحكومة الوفاق وللتدخل التركي الإرهابي في ليبيا من يسهّل لها أمر التواجد العسكري في تونس لتنفيذ مخططها العدواني ضد الشعب الليبي وجيشه…
فهل ستنجح أمريكا في تحويل تونس إلى جسر تستخدمه لتحقيق غاياتها الدنيئة في ليبيا؟. الجواب هو في رفض الشعب التونسي وقواه الوطنية السياسية والشعبية لأي نوع من أنواع التواجد العسكري الأمريكي في تونس، ومعارضته القوية لدور حركة النهضة ومن لف لفها في دعم حكومة السراج وسيده أردوغان. ذلك لأن الخاسر الأكبر من التدخل العسكري الأجنبي ولا سيما التركي والأمريكي في ليبيا هو الشعب الليبي أولا والتونسي ثانياً و المغرب العربي كله .