“البالة”.. إقبال محفوف بمخاطر كورونا ووجهة مشتركة لمختلف الشرائح!
حاجة المواطنين إلى ألبسة صيفية في موسم جديد رافقها غلاء جنوني وكاو لأسعار الألبسة الجديدة في جميع المحال التجارية والأسواق في محافظة طرطوس، حتى إن الباعة يقومون بالمنافسة في رفع أسعار القطع لا تخفيضها، وبالمقابل فإن الألبسة المستعملة “البالة” تلبي حاجة شرائح كبيرة في المجتمع، لكن جائحة كورونا أحدثت قلقاً للمواطنين المستهلكين، وتخوفاً من إمكانية نقل الملابس المستعملة للفيروس!
ارتفاع جنوني
جولة “البعث” في أسواق محافظة طرطوس سجلت ارتفاعاً نارياً غير مسبوق في أسعار الملابس الجديدة، ويبرر الباعة تلك الحالة من الغليان من أصحاب المعامل والمنتجين، حيث زادت أسعار القطعة أضعافاً مضاعفة وسط حركة خجولة في الأسواق التي لا ترحم، ويكون المواطن مغلوباً على أمره حائراً لتبقى وجهته محال الألبسة المستعملة “البالة” التي إن ارتفعت أسعار القطع فيها فهي أرحم من التجار، ومن الأسعار المسجلة في الأسواق، حتى الشعبية منها!.
العديد من المواطنين الذين التقينا بهم يختارون بضع قطع من ألبسة البالة، مؤكدين ضعف القدرة الشرائية باقتناء ثياب جديدة، والغلاء “أتعب” الناس، فالوالدان يمكن أن يحرما نفسيهما من شراء قطعة ملابس، ولكن لا يستطيعان أن يحرما أولادهما الفرحة والبسمة والبهجة.
حركة مقبولة
بالحديث مع بعض أصحاب محال البالة في طرطوس أكدوا عدم تسجيل 1% من إصابات كورونا بسبب ارتداء ملابس مستعملة، والحركة الشرائية جيدة بحسب العديد من الباعة، وبحسب ما رأيناه بأم العين، فمع قدوم الموسم الصيفي، ونتيجة غلاء أسعار الملابس في المحال بشكل جنوني وغير مسبوق، تكون وجهة العديد من المواطنين لمحال الألبسة المستعملة، فالناس تود لبس قطع مميزة، لاسيما أن مرتادي البالة هم من كافة طبقات المجتمع، وحتى الطبقة ميسورة الحال “نوعاً ما” تشتري من البالة، وتبقى من روادها الدائمين عند تنزيل أي قطع جديدة بالاتفاق مع صاحب المحل.
تعقيم على البخار
أبو ساري، صاحب محل لبيع الألبسة المستعملة، أكد أن ثياب البالة ترد إلى معامل بلبنان، وتعبأ بأكياس مضغوطة، وتبقى لأشهر قبل أن يستلمها التجار والباعة في سورية، وعلى كل “رصة” ثياب اسم الشركة اللبنانية، ورقم هاتف، وما إن تدخل المحل حتى تعقم جميع القطع على البخار، ولا تعرض أية قطعة في المحل دون تعقيمها، لافتاً إلى أنه لا مصلحة لتاجر أن يسيء لسمعة محله، أو أن يصاب أحد المواطنين بالفيروس لأنه سينتقل حكماً لجميع أفراد المجتمع، ولن يقتصر الأمر على شخص بعينه.
الأسعار عادلة
بدوره أشار البائع موفق معروف إلى عدم خطورة ارتداء الملابس المستعملة، ولو كان هناك من خطر على الصحة العامة لكانت الجهات المعنية أغلقت جميع المحال، لافتاً إلى ارتفاع أسعار ملابس البالة إلى الضعف نتيجة ارتفاع الدولار، وبعد أن كانت “رصة” الثياب نمرة /1/ بـ 150 ألف ليرة حالياً، أصبحت بـ 300 ألف ليرة، و”رصة” ثياب الكريم /النوعية الممتازة/ التي كانت بـ 300 ألف، باتت اليوم بـ 600 ألف ليرة، وقطعة الملابس التي كان سعرها 1000 ليرة، أصبحت اليوم بألفي ليرة، وأشار إلى ضعف الحركة الشرائية بشكل عام، وتزداد الحركة قليلاً أول فترة عرض الألبسة، كما أن سعر قطع الثياب الولادي أغلى من قطع الكبار، وللحديث عن أسعار الأحذية المستعملة شجون، فسعر الحذاء الرجالي الممتاز”كريم” 15 ألف ليرة، وقطعة ملابس صغيرة لطفل أو طفلة تصل إلى خمسة آلاف ليرة، ومع ذلك مقارنة بسعر السوق الأسعار عادلة نوعاً ما، حسب البائع معروف.
لا خطورة على الألبسة
الدكتور أديب طيارة، اختصاص جلدية، أكد سلامة قطع البالة من فيروس كورونا لأن للفيروس حضانة ويموت بعدها، وتحدث ألبسة البالة طفرة جلدية، فمراجعو العيادة الجلدية تظهر عليهم طفرة جلدية وذلك قبل انتشار جائحة كورونا عالمياً، ومازالت تظهر تلك الطفرة بعد ثلاثة أسابيع من ارتداء الشخص للألبسة المستعملة، وتنتقل من الشخص المصاب إلى آخر سليم إذا ارتدى الشخص السليم ثياب المريض أو نام في فراشه، ولا تنتقل بالمصافحة، وعزا الطبيب تلك الطفرة إلى عدم تنظيف ثياب البالة وغليها بشكل جيد، وعدم تعريضها للشمس بشكل كاف.
لضمان سلامة القطع
وبيّن أن للفيروس فترة حضانة، ولذلك فما على المواطن سوى غسل ألبسة البالة بدرجة حرارة 90، وتعريضها لأشعة الشمس لمدة ثلاثة أيام، وبهذا الإجراء نضمن سلامة القطع مئة بالمئة، مشيراً إلى غلاء أسعار الملابس الجديدة بشكل لا يطاق، وحتى أنا، /والكلام للدكتور/، لا يمكنني أن أشتري لابني قميصاً وبنطال جينز بـ 15 ألف ليرة وربما أكثر!.
البضاعة آمنة
مصدر في غرفة صناعة وتجارة طرطوس أكد أن الألبسة المستعملة في المحال المعروضة هي بضاعة قديمة وآمنة، مطالباً بتوجه المواطنين إلى شراء المنتج الوطني ودعم الصناعة المحلية، وأكبر دليل على توفر المنتجات الوطنية هو “سوق النسوان” الشعبي وسط طرطوس الذي يغص بالبضائع والسلع الوطنية.
دارين حسن