هونغ كونغ تتظاهر رفضاً للتدخلات الأمريكية
نظّم سكان هونغ كونغ وعدّة منظمات احتجاجات للتنديد بالتدخل الأمريكي الصارخ في الشؤون الداخلية للصين, حيث أدان المحتجون الرئيس الأميركي دونالد ترامب, ووزير خارجيته مايك بومبيو، لاستمرارهما في تشويه الحقوق المشروعة للصين في حماية الأمن القومي لمنطقتهم، المنطقة الإدارية الخاصة، والتي تهدف إلى استعادة الاستقرار في مجتمع هونغ كونغ.
وأكد وزير المال في حكومة هونغ كونغ، بول تشان، أن “أي عقوبات أميركية ضد هونغ كونغ ستضر أيضاً بمصالح الشركات الأميركية العاملة فيها”، وقال: إن الصادرات السنوية للسلع المنتجة في هونغ كونغ والمصدرة إلى الولايات المتحدة “تقل عن 2% من الإنتاج المحلي، وممكن التوجه إلى الدول الأوروبية أو اليابان عوضاً عن الولايات المتحدة في استيراد التكنولوجيا”، وأشار إلى أن “الولايات المتحدة هي أكبر اقتصاد في العالم، وأي عقوبات يمكن أن تؤثر على توريد السلع في السوق، لن نتعامل مع هذا الأمر باستخفاف، وسنراقب تطوّر الأحداث عن كثب”.
ولفت وزير المال إلى أن “الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتحافظ باستمرار على معدلات عالية من النمو الاقتصادي، وديناميكيات نموها وسوقها الضخمة تجذب مصالح العديد من الشركات المتعددة الجنسيات”، مشدداً على أن “هونغ كونغ ستعاني حتماً في هذه اللعبة الكبيرة، ولكن إذا واصلنا الحفاظ على نظامنا ومزايانا الخاصة، بالإضافة إلى استقرار السوق، فإن مكانة هونغ كونغ كمركز مالي دولي في آسيا ستظل فريدة من نوعها”.
من جانبها، أكدت الخارجية الصينية أن بلادها ستدافع بحزم عن مصالحها الأمنية والتنموية، مشيرة إلى أن التظاهرات في الولايات المتحدة تظهر “المرض المزمن” للعنصرية في البلاد، وأعلن المتحدث باسم الخارجية الصينية أن بلاده سترد على الولايات المتحدة، وقال تشاو ليجيان: “أي كلمات وخطوات من شأنها أن تضر بمصالح الصين ستقابل بهجمات مضادة من الجانب الصيني”، مؤكداً أن إجراءات واشنطن هي تدخل خطير في الشؤون الداخلية لبلاده, وتقوّض العلاقات بينهما.
وكان البرلمان الصيني صوّت الخميس لصالح مشروع القانون الذي يسمح “بمنع ووقف وقمع أي تحرّك يهدد بشكل خطير الأمن القومي، مثل النزعة الانفصالية والتآمر وإعداد أو الوقوف وراء نشاطات إرهابية، وكذلك نشاطات قوى أجنبية تشكّل تدخلاً في شؤون هونغ كونغ”.
وفي وقت سابق، اعتبرت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينيّة أن الصين “تمثّل سوقاً ضخمةً لا يمكن للغرب الاستغناء عنها”، مشيرةً إلى أن واشنطن غير قادرة على ضمان النمو في هونغ كونغ، فيما أكدت الخارجية الصينية أنها ستتخذ إجراءات مضادة إذا تدخلت الولايات المتحدة بشؤونها، وحثت أميركا على “وقف مناوراتها السياسية التافهة”.
ويواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسته القائمة على تأجيج التوترات مع الصين ومحاولته التدخل في شؤونها الداخلية، وأعلن الشهر الماضي تعليق دخول صينيين “يشكّلون خطراً” محتملاً على الأمن إلى أراضي بلاده، وبدء عملية إلغاء الإعفاءات التجارية الممنوحة لهونغ كونغ.
من جهة أخرى، أكدت الصين أن الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب أصبحت “مدمنة انسحاب”، وذلك في إشارة إلى قرارها الأخير الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية: إن الانسحاب الأميركي “يكشف سعي واشنطن إلى ممارسة سياسة القوة والانفرادية”، مؤكداً أن المجتمع الدولي يرفض هذا السلوك الأناني، وأضاف: إن الولايات المتحدة أصبحت مدمنة انسحاب من التجمعات الدولية وإلغاء المعاهدات.
وكان ترامب أعلن يوم الجمعة الماضي قطع العلاقات مع “الصحة العالمية”، بينما كان قد انسحب من قبل من كل من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونيسكو واتفاقية دولية لمواجهة تغير المناخ والاتفاق النووي مع إيران، كما عارض اتفاقية للأمم المتحدة بشأن الهجرة.