أزمة دواء تلوح في الأفق والصيادلة يضعون “اللعبة” بعهدة أصحاب المعامل
طرطوس – لؤي تفاحة
يبدو أن هناك بوادر أزمة دواء باتت حديث المواطنين مع صيادلة طرطوس، عنوانها الأبرز وجود نقص وغياب عدد كبير من أسماء بعض الأدوية المتعلقة ببعض الأمراض المزمنة كالضغط والسكري والمسكنات وغيرها من القائمة التي تطول والكثير منها كانت تمتاز بتدني أسعارها مقارنة ببعض الأدوية التي تختلف معها بالاسم التجاري فقط، مع الإشارة إلى أن أسعارها كانت مناسبة ومقبولة للمعامل مقارنة بسعر الصرف حينئذ.
وخلال لقاء “البعث” مع بعض أصحاب الصيدليات المنتشرة في مدينة طرطوس وبعض مناطقها، كان لافتاً تأكيدهم وجود عدد كبير من الأدوية المفقودة أو توزيعها “بالقطارة” بحسب علاقة المندوب مع هذه الصيدليات، الأمر الذي سبّب قلقاً لمستخدمي هذه الأدوية بانتظام، ويرون أن فقدانها لم يكن لمصلحتهم، ولاسيما أنها متوفرة بأسعار مناسبة جداً، حيث يقلّ سعرها عن الخمسمئة ليرة وبعضها يقلّ عن المئتي ليرة، والعديد منهم يحتاج لأكثر من علبتين شهرياً بالحدّ الأدنى، ما يؤدي إلى تحمّل تكاليف إضافية ستضاف إلى سلسلة لا تنتهي من الأعباء التي تقضّ مضاجع كل أسرة وعائلة تمّ شطبها من قائمة متوسطة الدخل المحدود، فتحوّلت جراء هذا العصف النفسي والضغط المالي الذي يعاني منه المواطن منذ بداية الحرب الكارثية وتداعياتها المدمرة من حصار وعقوبات ظالمة إلى عائلات شبه معدومة الدخل بسبب هذا الارتفاع الكبير بالأسعار.
وقد غمز بعض الصيادلة من قناة الوزارة وعدم قدرتها على الاستجابة لمطالب المعامل لعدة اعتبارات ومبررات قد تكون مقنعة في ظاهرها، ولكنها في حقيقة الأمر تحمل الكثير من رغبة أصحاب المعامل بتحقيق المزيد من الأرباح الطائلة تحت يافطة تذبذب سعر الصرف واستيراد المواد المركبة الأساسية، وارتفاع أجور الشحن والنقل والحديث يطول كثيراً تحت هذا العنوان الكبير!!.
وأشار عدد من صيادلة المحافظة إلى أن اختفاء بعض الأدوية من الأسواق أو سحبها تدريجياً يعود بالدرجة الأولى لمحاولة بعض أصحاب المعامل المتعلقة بالأدوية رفع أسعارها، كونها برأي هؤلاء لم تعد تساوي قيمة الغلاف الخاص بالعلبة و”امبلاجها”، ناهيك عن قيمة المادة المركبة للدواء وفعاليتها، وتوجد قائمة طويلة من هذه الأسماء لم يعد سعرها يتلاءم مع الواقع الحالي وتكاليف المواد المستوردة المتعلقة بالتركيب الكيميائي.
ولفت صيادلة طرطوس ممن التقيناهم إلى أنه يوجد ضغط من قبل أصحاب المعامل على وزارة الصحة بغية اتخاذ قرار برفع أسعار هذه الأدوية تحت مبررات مختلفة، وبعضها قد يكون مقنعاً وبعضها الآخر ليس في محله لاعتبارات تتعلق بالحالة والظروف التي يعاني منها المواطن مادياً، وتبعات ذلك على صحته ومصاريف الأدوية، حيث تشير بعض الإحصائيات غير الرسمية إلى ارتفاع عدد المصابين بأمراض الضغط، على سبيل المثال، بمعدل 10% خلال السنوات العشر الماضية، ولاسيما لشريحة محدّدة من فئة الشباب الذين تقلّ أعمارهم عن 50 سنة بسبب جملة من الضغوطات المادية والنفسية، كما زادت نسبة الشباب الذين يتعرضون لذبحات قلبية وإجراء عمليات لتركيب الشبكات القلبية بأسعار باهظة تصل تكلفتها إلى أكثر من مليون ونصف المليون ليرة، وهذه جميعها عوامل مساعدة لمسبّبات الأمراض الخاصة بالضغط والتوتر الشرياني.
وحاولنا مراراً وتكراراً الاتصال بنقيب صيادلة طرطوس حسام عدنان أحمد، حيث برّر عدم الإجابة عن أسئلة “البعث” أنه في جولة مع مدير الصحة على بعض الصيدليات، وأضاف أنه بعد الانتهاء من جولته سوف يتحدث.. ولكنه آثر عدم الرد لاحقاً رغم تكرار المحاولة!!