عواصم العالم تتضامن مع المتظاهرين الأمريكيين
استمرت الاحتجاجات العالمية تضامناً مع المتظاهرين في الولايات المتحدة ورفضاً لعنصرية الشرطة الأميركية، فأمام السفارة الأميركية في باريس، ركع العشرات في دقيقة صمت تضامناً مع جورج فلويد الأميركي الأفريقي، الذي قتل على يد رجل شرطة أبيض داس على رقبته حتى الموت.
ورفع المتظاهرون شعارات “العنصرية تخنقنا والعدالة لفلويد”، مطالبين بالقصاص لجورج فلويد، فيما أبعدت شرطة مكافحة الشغب المتظاهرين عن محيط السفارة.
وفي اليونان، تظاهر المئات أمام السفارة الأميركية في العاصمة اليونانية أثينا، احتجاجاً على مقتل فلويد، وردد المئات من المتظاهرين شعارات منددة بالعنصرية وعنف الشرطة، وحملوا لافتات عليها صور فلويد، وأخرى تطالب بتطبيق العدالة، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وفي أستراليا، رفع المحتجون في سيدني شعار “حياة السود مهمة” و”لا أستطيع التنفس” – وهي العبارة الأخيرة التي رددها فلويد وديفيد دونغاي وهو رجل من السكان الأصليين توفي في سجن بسيدني عام 2015 بينما كان يقيده خمسة حراس – تضامناً مع الاحتجاجات ضد العنصرية في الولايات المتحدة، ورفع المتظاهرون لافتات شبيهة بتلك التي حملها المحتجون في الولايات الأمريكية: “حياة السكان الأصليين تهم” و”صمت البيض عنف”. وفي إشارة إلى أولئك الذين يحتجون في مدن عبر الولايات المتحدة “نراكم نسمعكم نقف معكم”، ولافتات أخرى “نحن هنا لأنهم ليسوا هنا”، مع صور لفلويد ودونغاي.
وفي المواقف، نددت الأمم المتحدة بطريقة التعاطي مع التظاهرات التي تشهدها الولايات المتحدة، وأكدت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه أن التظاهرات تكشف “تمييزاً عنصرياً مزمناً تعاني منه وينبغي معالجته”.
وفي بروكسل، أعرب الاتحاد الأوروبي عن “أسفه للاستخدام المفرط للقوة من قبل رجال الشرطة ضد المحتجين”، وقال وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحفي: “هنا في أوروبا على غرار شعب الولايات المتحدة نحن مصدومون إزاء وفاة جورج فلويد، ويجب أن تبقى كل المجتمعات متيقظة أمام الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن”، واصفاً وفاة فلويد بالمحزنة جداً، داعياً إلى وقف تصعيد التوتر في الولايات المتحدة.
وفي طهران، أدان نواب مجلس الشورى ممارسات الشرطة الأميركية في التعامل مع المحتجين الأميركيين، واستنكروا عملية القتل الوحشية، معتبرين أنها تمثل رمزاً للإرهاب العنصري الأميركي، وقالوا في بيان: مرة أخرى بادرت الشرطة الأميركية للإرهاب العنصري وكشفت عن الطبيعة اللاإنسانية لنظام الولايات المتحدة، وأن فلويد هو واحد من مئات الأميركيين من أصول إفريقية الذين يقتلون بوحشية من قبل الشرطة الأميركية سنوياً، وأضاف البيان: إن صورة هذا السلوك الوحشي للشرطة الأميركية أوصلت الصوت المخنوق للأميركيين من أصول إفريقية وسائر مواطنيهم المحبين للإنسانية وكل الشعب الأميركي المضطهد إلى أسماع العالم، معتبراً أن الشعب الأميركي هو ضحية نظامه المنافق الذي يحاول الإيحاء بأنه مؤهل لأن يقول للشعب كيف يقوم بإدارة بلاده في حين أنه غير قادر على الخلاص من المستنقع الذي يغوص فيه.
ولفت البيان إلى أن تصريحات الرئيس الأميركي الإرهابي دونالد ترامب حول التهديد بقتل الأميركيين أثبتت أن شعوب الدول الأخرى ليسوا فقط ضحايا إرهاب الدولة الأميركي بل أن الشعب الأميركي بمختلف أعراقه هو أول الضحايا.
وفي برلين، وصف وزير الخارجية الألماني هايكو ماس التظاهرات السلمية في الولايات المتحدة بـ “المفهومة والأكثر من مشروعة”، وقال: أعرب عن أملي في ألا تؤدي هذه التظاهرات السلمية إلى مزيد من العنف، والأهم من ذلك آمل أن تجعل التظاهرات في ألمانيا الأمور مختلفة في الولايات المتحدة، وأشار إلى أن سيتصل بنظيره الأميركي للوقوف على ظروف مهاجم الشرطة في مينيابوليس مراسل محطة دويتشه فيله الألمانية أثناء تغطيته تظاهرة فيها.
كما استنكرت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن قتل فلويد، مؤكدة وقوفها مع احتجاجات التضامن في بلادها دعماً للمشاركين في المظاهرات المناهضة لعنصرية الشرطة الأميركية، وقالت: شعرت بالذعر لما رأته في حادثة فلويد، مشددة على أن بلادها تنبذ العنصرية والكراهية أينما وجدت في العالم.
كما دعا الرئيس الشيشاني رمضان قديروف الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات ضد السلطات الأمريكية ومحاسبتها على قتل المحتجين الأبرياء الذي يعبرون عن مناهضتهم للعنصرية والتمييز، وقال: أناشد المنظمات الدولية وخاصة الأمم المتحدة التدخل واتخاذ الإجراءات المناسبة ضد السلطات الرسمية الأمريكية لمنع استمرارها في انتهاك حقوق الإنسان والحريات وتنفيذ العقوبات دون مقاضاة، ومطالبتها بتحمل مسؤولية الفظائع المرتكبة ولا سيما الملاحقة والقتل، وأوضح أن الأحداث في الولايات المتحدة تثير الرعب من حجم القمع المستخدم ضد المحتجين، مشيراً إلى سخط المجتمع الدولي بسبب ممارسات السلطات الأمريكية.
بدورها، أدانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قتل فلويد، واعتبرت أنه عمل وحشي يعكس خللاً اجتماعياً كبيراً، وأنه انتهاك خطير لحقوق الإنسان.
وتحوّلت جريمة قتل فلويد على يد الشرطة الأمريكية إلى قضية رأي عام بعد خروج احتجاجات في دول عدة تندد بالعنصرية في الولايات المتحدة وصدور إدانات دولية لممارسات القمع التي تحاول السلطات الأمريكية إخماد التظاهرات بها.