غوتيريش: 30 برنامج مساعدة مهدد بالإغلاق واليمن في سباق مع الزمن لمنع الكارثة
جمعت الأمم المتحدة 1.35 مليار دولار من المساعدات الإنسانية لليمن في مؤتمر للمانحين استضافه النظام السعودي، وجاءت نتائجه مخيبة لآمال المنظمات الإنسانية في جنيف التي كانت تعول على مساعدات قدرها 2.4 مليار دولار، فيما حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من وضع كارثي في هذا البلد من جراء وباء كورونا.
ودعا غوتيريش الدول المانحة إلى تقديم المساعدات للحد من خطورة الوضع الإنساني، وقال: لدينا القليل من المال المخصص لعمليات المساعدة في اليمن وهذا أمر لم يحصل سابقاً، مضيفاً: أنه ما لم نحصل على تمويل كبير، سيتم إغلاق أكثر من 30 من أصل 41 برنامجاً رئيسياً للأمم المتحدة في اليمن في الأسابيع القليلة المقبلة، وأشار إلى أنه نحن في سباق مع الزمن لمنع كارثة في اليمن.
ويأتي المؤتمر، الذي عقد بالشراكة مع الأمم المتحدة عبر الفيديو ونظمه نظام بني سعود الذي يحاصر اليمن منذ عام 2015، ويشن عليه حرباً دامية، في وقت تحذّر فيه منظمات إغاثة من أن وصول فيروس كورونا ينذر بكارثة بسبب القطاع الصحي المنهار بفعل سنوات الحرب.
من جانبه، أكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية اليمنية أن انعقاد المؤتمر يأتي كمحاولة لتجميل صورة تحالف العدوان الملطخة بدماء اليمنيين أمام المجتمع الدولي، وقال: إن دول العدوان مهما فعلت فلن تستطيع أن تخفي حقيقة ما تقوم به في اليمن من جرائم حرب لم يسبق لها مثيل في التاريخ ويندى لها جبين البشرية، مشيراً إلى أن المؤتمر ينعقد في ظل استمرار العدوان والحصار المفروض على اليمن من قبل تحالف العدوان بقيادة النظام السعودي واستمرار انتهاج سياسة التجويع والحرب الاقتصادية، بما في ذلك احتجاز عشرين سفينة مرخصة أممياً محملة بالوقود والغذاء والدواء الذي يحتاجه الشعب اليمني، ما يجعل من المؤتمر ليس أكثر من مادة للاستهلاك الإعلامي وذر الرماد في العيون، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي دأب على تقديم الدعم لليمن خلال السنوات الماضية غير أن تلك المساعدات للأسف لم ترق إلى مستوى الاحتياجات المتزايدة.
وعبر المصدر عن التقدير لأية مساعدات حقيقية قد تقدمها الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الإنسانية بطريقة صحيحة وبعيداً عن المزايدات الإعلامية التي تمس كرامة الشعب اليمني وتتوخى التخفيف من معاناته التي صنعها العدوان، مضيفاً: إن المساعدة الحقيقية التي يحتاجها اليمن تكمن اليوم في الضغط الجاد والحقيقي لإنهاء الأسباب الجذرية للأزمة الإنسانية والمتمثلة في العدوان والحصار المفروض على اليمن للعام السادس على التوالي.
من جهته، وصف القيادي في حركة “أنصار الله” محمد علي الحوثي المؤتمر بـ”الفاشل”، وقال في تغريدة على “تويتر”: إن عدوان وحصار تحالف العدوان السعودي هما من أوصل الشعب اليمني إلى الحضيض، في حين اعتبر رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام أن دول العدوان انكشفت بالمؤتمر متسولة بغطاء دعم اليمن.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الصحة اليمنية في حكومة صنعاء يوسف الحاضري: إن طفلاً واحداً يموت كل 5 دقائق بسبب سوء التغذية أو مرض معدي، أي ما يعادل وفاة 288 طفل يومياً، وذكر أنه هناك نحو 700 ألف إنسان يمني يموت سنوياً بمعدل يصل إلى 2000 حالة وفاة يومياً في جميع أنحاء اليمن، مؤكداً أن العدوان والحصار لهما دور كبير جداً في ارتفاع هذا المعدل.
وعلمت مصادر إعلامية من أوساط موثوقة في الأمم المتحدة أن النظام السعودي والولايات المتحدة اشترطتا على المنظمات الإنسانية في المؤتمر عدم استخدام مساهمتها في هذا المؤتمر في رأس برنامج مساعدة في مناطق الشمال اليمني، وقالت الأوساط نفسها: إن الجانبين السعودي والأميركي لن يقدما المبالغ التي وعدوا بها خلال المؤتمر مباشرة، بل اشترطا أيضاً الاطلاع المسبق على أي مشروع للمساعدة مسبقاً، قبل الموافقة على تمويله.
في غضون ذلك، أفاد مصدر عسكري برصد 92 خرقاً لقوات تحالف العدوان السعودي في جبهات الحديدة، بينها تحليق طائرتين تجسسيتين في أجواء الجاح جنوباً والمنظر شرق المدينة، مضيفاً: إن من بين الخروق 24 خرقاً في الحديدة بقصف صاروخي ومدفعي بـ76 قذيفة و 65 خرقاً بالأعيرة النارية المختلفة، مشيراً إلى أن تحالف العدوان استهدفت بعدد من قذائف المدفعية مديرية الدريهمي جنوب الحديدة.