سورية: إرهاب “قيصر” وجه آخر للإرهاب الذي سفك دماء السوريين
أدانت سورية بشدة قيام الإدارة الأميركية بتشديد الإجراءات القسرية المفروضة عليها، عبر ما يسمى “قانون قيصر” الذي يستند إلى جملة من الأكاذيب والادعاءات المفبركة من قبل الأطراف المعادية للشعب السوري، وذلك في سياق حربها المعلنة، والتي استعملت فيها أقذر أنواع الأسلحة من الإرهاب والحصار الاقتصادي والضغط السياسي والتضليل الإعلامي،
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح أمس الأربعاء: إن قيام الإدارة الأمريكية بفرض هذا القانون يعتبر انتهاكاً سافراً لأبسط حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، ويجعلها تتحمّل مسؤولية أساسية عن معاناة السوريين في حياتهم ولقمة عيشهم، وإن الإرهاب الاقتصادي ما هو إلا الوجه الآخر للإرهاب الذي سفك دماء السوريين ودمّر المنجزات التي تحققت بعرقهم ودمائهم.
وتابع المصدر: إنه في الوقت الذي يتوحّد فيه العالم أجمع لمواجهة وباء كورونا ونتائجه وآثاره، تستمر الإدارة الأمريكية، التي تقمع شعبها لتكريس السياسات العنصرية في الداخل وتواصل نهج الهيمنة والغطرسة على الساحة الدولية، بانتهاج سياساتها العدوانية المتمثّلة في فرض الحصار على الشعوب وحرمانها من حقها في الحصول على ما يمكنها من مواجهة هذا الوباء الخطير، وأكد أن الجمهورية العربية السورية، التي تصدّى شعبها وقواتها المسلحة الباسلة للإرهاب التكفيري وألحق الهزيمة بالمشروع المعادي، ستتصدى بكل شموخ وبنفس العزيمة لهذا القرار الأميركي الجائر، كما أن تضافر جهود السوريين لحماية الاقتصاد الوطني كفيل بإفشال مفاعيل هذا الإجراء والحد من آثاره.
وختم المصدر تصريحه بالقول: إن سورية تناشد المجتمع الدولي العمل على رفع كل أشكال العقوبات الأحادية اللامشروعة، ووضع حد لهذه الممارسات، التي تتناقض مع أحكام القانون الدولي، وتؤدي إلى تصعيد التوتر في العلاقات الدولية، ما يشكّل تهديداً جدياً للأمن والسلم والاستقرار في العالم.
إلى ذلك، أكد رئيس حركة الشعب في لبنان النائب السابق نجاح واكيم أن ما يسمى “قانون قيصر” يستهدف الشعبين السوري واللبناني، ويأتي ضمن المخطط العدواني الصهيوني الأمريكي ضد سورية، وأضاف: من الواضح أن هذا الإجراء يستهدف تجويع شعبنا في البلدين الشقيقين لبنان وسورية، وهو إذ يأتي في سياق الحرب الأميركية الإسرائيلية على سورية فإنه يأتي أيضاً في سياق تجويع الشعب اللبناني وتركيعه وتعطيل قدرته على مقاومة ما يسمى “صفقة القرن” بما تفرضه من تبعات مذلة وخطيرة على لبنان، داعياً الى تجاهل هذا الإجراء الأمريكي ومقاطعته.
جريمة ضد الإنسانية
وفي السياق نفسه، أكدت شخصيات سياسية وبرلمانية من أمريكا اللاتينية أن الإجراءات الاقتصادية الغربية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية تشكّل انتهاكاً للشرعية الدولية والقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية، ولا سيما في ظل تفشي وباء كورونا عالمياً، منددة بتجديد الاتحاد الأوروبي هذه الإجراءات.
وأشار السيناتور فرانسيسكو شهوان رئيس لجنة الصداقة التشيلية السورية في البرلمان التشيلي إلى أن الغرب، الذي يفرض على سورية تلك الإجراءات القسرية الباطلة، هو من يتغنى بحقوق الإنسان، لكن سياساته وأفعاله تثبت العكس وتظهر حقيقة سياساته الاستعمارية، مبيناً أن تجديد الاتحاد الأوروبي إجراءاته يوضّح انتهاكه الصريح لحقوق الإنسان وخضوعه للإملاءات الأمريكية، مطالباً برفع هذه الإجراءات فوراً.
ولفتت فاليفيا فيياريال سولير رئيسة المنظمة الطلابية القارية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (اوكلاي) إلى أن تجديد الاتحاد الأوروبي إجراءاته القسرية أحادية الجانب على سورية عمل غير مسؤول وغير إنساني ويجب رفع الحصار الظالم المفروض على سورية، وخصوصاً في ظل انتشار وباء كورونا عالمياً، بينما أشارت رئيسة شبكة تيليسور الإعلامية في كاراكاس، باتريسيا فييغاس مارينن إلى أن تجديد الاتحاد الأوروبي إجراءاته على سورية يؤكد زيف ادعاءات دوله حول الحريات وحقوق الإنسان فيما تواصل فرض العقوبات والحصار على العديد من الدول ومنها سورية.
وأكد رئيس اتحاد الطلبة الجامعيين في فنزويلا كيندي موراليس تضامن القوى الطلابية في فنزويلا مع سورية وشعبها، ورفضها تلك الإجراءات الظالمة، التي تشكل جريمة حرب موصوفة وجريمة بحق الإنسانية، فيما جدد غابرييل اغيري الأمين العام للمجلس الدولي للتضامن والنضال من أجل السلام في فنزويلا دعم كل أحرار العالم لسورية، مشيراً إلى أن الاجراءات الاقتصادية الغربية المفروضة على سورية إجراءات استعمارية جديدة وانتهاك لحقوق الإنسان وتؤكد حقيقة الدول التي تفرضها، حيث تقول شيئاً وتفعل عكسه.
وأدانت رئيسة لجنة الصداقة الكوبية السورية في البرلمان الكوبي ليسارا ليليام اوليفيرو الإجراءات الظالمة المفروضة على سورية، داعية إلى رفعها فوراً، ولا سيما في ظل انتشار وباء كورونا الذي يهدد العالم كله، فيما طالب رئيس اتحاد الطلبة الكوبي خوسيه انخل فيرنانديز كاستانييدا ورئيس الوكالة الأمريكية اللاتينية للأنباء (برنسا لاتينا) ميغيل لويس انريكي برفع الحصار الجائر والعقوبات عن سورية وشعبها لأنها تنتهك حقوق هذا الشعب وتعمل على تقويض قدرته في الحصول على المواد الغذائية والأدوية والعلاجات والأجهزة الطبية.
مسؤول العلاقات الدولية في اتحاد الشبيبة الاشتراكية في البرازيل رافائيل ليال أشار إلى أن فرض هذه الإجراءات على سورية يتجاهل القانون الدولي، وخصوصاً في ظل الدعوات التي وجهت لإلغائها مع انتشار فيروس كورونا، فيما أكد المحلل السياسي الأرجنتيني خوان مينغيتي ان هذه الإجراءات ترمي إلى الأضرار بمصالح الشعب السوري وزيادة معاناته وتعد جزءاً من السياسات والإملاءات الأمريكية التي تحاول فرضها في المنطقة.
وفي القاهرة، استنكر وكيل جهاز المخابرات المصرية الأسبق اللواء محمد رشاد الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، مؤكداً أنها جزء من المؤامرة التي تتعرض لها سورية، وأشار إلى أن هذه الإجراءات الظالمة محاولة عبثية للضغط على الدولة السورية لتغيير سياساتها المعادية للمخطط الأمريكي في المنطقة، مشدداً على أن هذا السلوك الأمريكي والغربي يدل على عدم إدراكهم لتركيبة الدولة السورية المتماسكة والمستقرة، والتي ستبقى درة الشرق رغم كل هذه السياسات.