تظاهرات عالمية تضامناً مع المحتجين الأمريكيين: “معركتكم معركتنا”!
لا تزال قضية جورج فلويد تتفاعل حول العالم، فخرجت تظاهرات في عدد من المدن العالمية مناهضة للعنصرية ولعنف الشرطة في الولايات المتحدة الأميركية، فقد شهدت فرانكفورت الألمانية تظاهرةً مناهضةً لعنصرية الشرطة الأميركية، وقدّرت الشرطة عدد المشاركين بثلاثة آلاف. وردّد المحتجون هتافات تطالب بالعدالة، ورفعوا لافتات دعم للأميركيين الأفارقة ضحايا العنصرية.
كما شهدت هامبورغ تظاهرة بمشاركة أكثر من 7 آلاف شخص، رفع المشاركون فيها لافتات كتب عليها “مصابكم مصابنا.. معركتكم معركتنا”.
أستراليا بدورها شهدت تظاهرات في مناطق مختلفة من البلاد دعماً للأميركيين الأفارقة. ورغم إجراءات مواجهة كورونا، تمّ تقدير مجموع عدد المشاركين بخمسين ألفاً في مختلف نقاط التظاهر، فيما لوّحت السلطات المحلية في بعض المدن بتغريم المتظاهرين الذين يخالفون إجراءات التباعد الاجتماعي.
وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مسيرة لمتظاهرين باتجاه مبنى البرلمان في كانبيرا، مرددين هتافات “حياة الجميع مهمة”، داعين السلطات إلى الانتباه إلى سوء معاملة المواطنين الأصليين. كما احتشد أكثر من عشرة آلاف في برزبين، وآلاف آخرون في ملبورن، وتلا المنظمون قائمة أسماء طويلة لسكان أصليين ماتوا على أيدي الشرطة في أستراليا أو أثناء احتجازهم، فيما وضع كثيرون على وجوههم أقنعة كتب عليها “لا أستطيع التنفس”.
وفي المكسيك شارك نحو مئة شخص في تظاهرة أمام السفارة الأميركية. المحتجون حاولوا اجتياز السياج المعدني حول المبنى ورسموا على اللوحات الحديدية، رسوماً مناهضةً للعنصرية.
وفي أتاوا، انضمّ رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو إلى آلاف المتظاهرين في احتجاجات مناهضة للعنصرية. المتظاهرون جثوا على ركبهم تضامناً مع الضحايا الذين لقوا حتفهم بسبب وحشية رجال الشرطة، وظهر ترودو مرتدياً قناعاً أسود، حيث جثا على ركبته إلى جانب المحتجين، في لفتة تستخدم للاحتجاج على وحشية رجال الشرطة ومعاملة الأميركيين ذوي البشرة السوداء من قبل الشرطة.
کما صفق ترودو وأومأ برأسه عندما قال أحد المتحدثین أنه یجب الجمیع أن یختاروا إما أن يكونوا “عنصریین أو مناهضین للعنصریة”.
کما حثه بعض المتظاهرين الوقوف أمام الرئیس الأميرکي دونالد ترامب.
ورفض ترودو أن یقول في وقت سابق من يوم الجمعة ما إذا كان سیحضر أم لا، ولكنه وصل إلی مكان التظاهر بعد الظهر مع حراس الأمن مرتدیاً قناعاً أسود من القماش.
وشهدت بريطانيا والنمسا والنروج تظاهرات مماثلة، حمل لافتات تحمل شعارات خلاها المتظاهرون لافتات: “لا توجد أعراق.. فقط نوع واحد”.
وأكدت كوريا الديمقراطية أن عمليات القتل والاعتقال للأمريكيين من أصل إفريقي من قبل الشرطة في الولايات المتحدة دليل حي على الصفة المعاصرة لسياسة الإبادة العرقية التي تمارسها السلطات الأمريكية، ومظهر من مظاهر العنصرية المؤسسية لديها.
وأوضح المتحدث باسم الرابطة الكورية لدراسات حقوق الإنسان في بيان صحفي أن رئيس مجموعة العمل للخبراء المعني بالسكان المنحدرين من أصل إفريقي في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وصف في بيان صدر في تموز 2106 بوضوح عملية قتل السود على أيدي الشرطة في الولايات المتحدة بأنها “مظهر من مظاهر العنصرية المؤسسية”، وتابع: “التمييز العنصري في الولايات المتحدة يشكل أهم قضايا حقوق الإنسان التي يجب بحثها لأنه انتهاك صارخ للاتفاقيات المعترف بها دولياً”، وشدد على أن الولايات المتحدة تشجع بكل طريقة أفعال التمييز العنصري مثل السجن الجماعي والفصل السكني والتمييز التعليمي والحرمان من الحقوق السياسية للأشخاص الملونين والأقليات وراء ستارة جميع القوانين الفيدرالية بما في ذلك “قانون الحقوق المدنية” و”قانون حقوق التصويت” و”قانون الإسكان العادل”.
وأشار المتحدث إلى أن المقرر الخاص المعني بالحق في حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات في إطار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة زار الولايات المتحدة في حزيران 2016 وأدان التمييز العنصري الأميركي والاضطهاد من خلال حصر الأشخاص الملونين في بعض المناطق المحظورة حيث تتسبب في تأثير سلبي على الحق في حرية التجمع وتكوين الجمعيات، وأكد المتحدث أن التمييز العنصري وانتهاك حقوق الإنسان في الولايات المتحدة أصبح مرضاً اجتماعياً مزمناً لا يمكن علاجه بسبب عيوبه المؤسسية، لافتاً إلى أن واشنطن “تتصرف بشكل مقرف وكأنها “قاض لحقوق الإنسان” عبر تولي قضية هذه الحقوق في دول أخرى متى ما رغبت بذلك”.
من جهتها، حظرت الشرطة الفرنسية تظاهرات كان مقرراً تنظيمها أمام السفارة الأميركية وفي الحدائق القريبة من برج إيفل في باريس، أمس السبت، مع تصاعد موجة الاحتجاجات في أنحاء العالم على موت جورج فلويد في منيابوليس بالولايات المتحدة، وقالت إدارة شرطة باريس يوم الجمعة: إنها قررت حظر التظاهرات بسبب المخاوف من الاضطرابات الاجتماعية والأخطار الصحية الناجمة عن التجمعات الكبيرة في ظل جائحة فيروس كورونا.
وقبل أيام نزل فرنسيون أفارقة وعرب، بالإضافة إلى جمعيات مناهضة للعنصرية، إلى شوارع باريس رفضاً لـ “عنصرية الشرطة الفرنسية” بحق الأقليات الملونة.
وقدّرت الشرطة الفرنسية عدد المحتجين الذين تجمعوا بشكل أساسي أمام قصر العدل في جادة “كليشي” وسط العاصمة بأكثر من 20 ألفاً، فيما قدّر منظمو الاحتجاج العدد بنحو 40 ألفاً.