مئات الآلاف في أمريكا وأوروبا يطالبون بالعدالة الاجتماعية.. موسكو: الغرب يحصد فوضاه
على وقع الاحتجاجات العالمية الرافضة للعنصرية الأميركية، شهدت لندن تظاهرة ضخمة أمام السفارة الأميركية تنديداً بالسياسات العنصرية في بريطانيا وأميركا، وللمطالبة بـ”العدالة الاجتماعية”، فيما أكدت الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة تواجه حالياً الفوضى التي كانت تزرعها خلال السنوات الماضية في دول العالم الأخرى، مشددة على أن العنصرية قد بلغت حداً لا يمكن إخفاؤه، ولا سيما عقب جريمة قتل جورج فلويد الأمريكي من أصل أفريقي على يد الشرطة في مدينة مينابوليس في الـ25 من أيار الماضي.
فقد تظاهر الآلاف أمام السفارة الأميركية في لندن رفضاً للسياسات الأميركية العنصرية، وأفادت مصادر بأن المتظاهرين نددوا بالعنصرية في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، مطالبين بـالعدالة الاجتماعية في كلا البلدين، مؤكدة أنه نادراً ما تنظم تظاهرة أمام السفارة الأميركية في لندن لشأن داخلي أميركي.
وفي وقت سابق، اشتبك محتجون بريطانيون مناهضون للعنصرية مع الشرطة لفترة وجيزة، بعد تجمع الآلاف في وسط لندن للتعبير عن غضبهم من وحشية الشرطة الأميركية، وسط غضب من قبل المتظاهرين بسبب عدم إدانة الحكومة البريطانية للعنصرية الأميركية، فيما شهدت مدن ادنبرة وغلاسكو تظاهرات مماثلة.
هذا وتستمر تظاهرات الغضب ضد ممارسات الشرطة وعنصريتها في الكثير من المدن الأوروبية والأميركية، حيث شهدت واشنطن احتجاجات ضخمة أمام النصب التذكاري لإبراهام لينكولن، حيث قاد مارتن لوثر كينج مسيرة شهيرة دفاعاً عن الحقوق المدنية عام 1963.
وفي مرسيليا، ثاني أكبر مدن فرنسا أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل على المتظاهرين، الذين ألقوا بدورهم الحجارة والزجاجات الفارغة باتجاهها، كما نظمت مظاهرات مماثلة في أنحاء فرنسا وشارك فيها 23 ألف شخص، منددين أيضا بانتهاكات وعنصرية قامت بها الشرطة الفرنسية.
وفي إسبانيا، خرج آلاف الأشخاص في مدينتي برشلونة ومدريد إلى الشوارع ضد العنصرية، كما احتشد آلاف المتظاهرين في ساحة الشعب بالعاصمة الإيطالية روما، ورفعوا لافتات كتب عليها: “قضية حياة السود.. إنها قضية بيضاء”، ورددوا هتافات تندد بالعنصرية، بينما اعتقلت الشرطة الألمانية 93 شخصاً ممن شاركوا في مظاهرات شهدتها ساحة ألكسندر في العاصمة برلين وشارك فيها 15 ألف شخص استنكاراً لعنصرية الشرطة الامريكية.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن مشكلة العنصرية في المجتمع الغربي، وخاصة في الولايات المتحدة ،تصاعدت بشكل حاد، وهذه المأساة وصلت إلى حد لا يمكن إخفاؤه، مشيرة إلى أن هذه القضية ليست ملحة فقط في الولايات المتحدة وإنما كذلك في بعض الدول المتحالفة معها، مضيفة: ما يحدث حالياً في أوروبا والولايات المتحدة يشير إلى أنهم يواجهون ما كانوا يزرعونه، هم زرعوا الفوضى في العالم والآن يواجهون الفوضى في بلدانهم، واعتبرت أن الولايات المتحدة تواجه تداعيات السياسات التي اتبعتها في كل أنحاء العالم، وبينها “زعزعة الاستقرار والتلاعب بالخلافات الداخلية التي توجد في كل دولة ولدى كل شعب ويجب تجاوزها بناء على الأسس القانونية.
وفي الداخل الأمريكي، كشف مسؤول أمريكي كبير أن الرئيس دونالد ترامب أبلغ مستشاريه الأسبوع الماضي أنه يريد نشر 10 آلاف جندي من قوات الجيش في منطقة العاصمة واشنطن في محاولة منه لقمع المحتجين وإنهاء المظاهرات المناهضة للعنصرية، وجاء مطلب ترامب هذا خلال مناقشة حامية في المكتب البيضاوي وتبين مدى اقترابه من تنفيذ تهديده بنشر قوات الجيش رغم معارضة قيادات وزارة الدفاع، مشيراً إلى أن الاجتماع شهد خلافات في الرأي، وقال: إن وزير الدفاع مارك إسبر والجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة ووزير العدل وليام بار أوصوا خلاله بعدم نشر القوات.
وكانت صحيفة واشنطن بوست نقلت عن مسؤول بارز في البنتاغون رفض الكشف عن هويته، قوله: كان من الواضح لي أن ترامب مستعد لاستخدام قانون العصيان المدني من أجل إرسال قوات عسكرية لإنهاء الاحتجاجات الاثنين الماضي.
باول: ترامب كاذب ويمثل خطراً على أمريكا
يأتي ذلك فيما، أكد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن باول أن الرئيس دونالد ترامب “كاذب ويمثل خطراً على البلاد”، وقال: إن ترامب جنح بعيداً عن الدستور الأمريكي، ويمثّل خطراً على البلاد وديمقراطيتها، معلناً تأييده للمرشح الديمقراطي بايدن أمام ترامب في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في تشرين الثاني المقبل، ليصبح بذلك أول جمهوري بارز يعلن صراحة تأييده للمنافس الديمقراطي.
وأضاف باول، الذي لم يصوت لصالح الرئيس الجمهوري ترامب في انتخابات عام 2016 ، “لا يمكنني بأي حال دعم الرئيس ترامب هذا العام”، مشيراً إلى أنه سيصوت لصالح بايدن.
وكرر باول عدة مرات خلال حديثه التلفزيوني عبارة: “إنه يكذب باستمرار”، في إشارة إلى ترامب، داعياً كل الأمريكيين إلى التفكير بتأثيره على المجتمع وعلى مكانة الولايات المتحدة في العالم، وأكد أنه “لا جدال” حول أن ترامب قسّم الأمريكيين، لافتاً إلى التوتر العرقي الذي تشهده الولايات المتحدة وكذلك إلى تراجع مكانتها في العالم.
من جهته كتب ترامب تغريدة على موقع تويتر بُعيد المقابلة التلفزيونية لباول ذكر الأخير فيها بأكاذيبه حول مبررات غزو العراق، وقال: “ألم يقل باول إن العراق كان يملك أسلحة دمار شامل.. لم يكن يملكها لكننا ذهبنا إلى الحرب”، في إشارة إلى الأكاذيب التي ساقها باول في الخامس من شباط عام 2003 خلال عرضه أمام مجلس الأمن الدولي حول امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل والتي شكلت ذريعة لغزوه.
وكان باول اعترف غير مرة بأكاذيبه التي ساقها لغزو العراق، وقال: إن ذلك “لطخ سمعتي وسيظل وصمة لأنني من قدم هذا العرض باسم الولايات المتحدة أمام العالم وهذا سيبقى جزءاً من حصيلة عملي”.