مينيابوليس تفكك جهاز شرطتها العنصرية ومسلح يستهدف متظاهري سياتل
تتواصل الاحتجاجات في العاصمة الأميركيّة واشنطن وفي عدد من المدن كنيويورك وبوسطن وشيكاغو ضد العنصرية ووحشية الشرطة، بعد أكثر من 10 أيام على مقتل جورج فلويد، وجددوا مطالباتهم بوقف وحشية الشرطة والعنصريّة في الولايات المتحدة، كما دعوا إلى إصلاح القانون الجنائي، فيما أصيب شخص بعد إطلاق نار من قبل مسلح اقتحم حشداً من المتظاهرين بسيارته في مدينة سياتل الأميركية وخرج سائقها وبدأ بإطلاق النار على المحتجين قبل أن الشرطة من اعتقاله والتحقيق في ظروف وملابسات الحادث.
إلى ذلك، أعلن عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو مجموعة مقترحات لإصلاح شرطة المدينة، على خلفية الاحتجاجات في أعقاب مقتل فلويد، واقترح تحويل التمويل من الشرطة إلى برامج اجتماعية وشبابية، مؤكداً عزمه تغيير الوضع في المدينة خلال 18 شهراً.
هذا وفرضت التظاهرات على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب القوات العسكرية من شوارع واشنطن، بينما أعلن أعضاء المجلس البلدي في مدينة مينيابوليس أنه سيتم تفكيك جهاز الشرطة وإعادة بناء نموذج جديد للسلامة العامة يحافظ على المجتمع بشكل آمن، وأكدت رئيسة المجلس البلدي ليزا بيندر التزام البلدية بهذا الأمر، موضحة أنها تعتزم تحويل الأموال المخصصة لميزانية شرطة المدينة إلى مشاريع تتعلق بالسكان، كما تحدثت عن أن مجلس المدينة يعتزم أيضاً درس سبل استبدال جهاز الشرطة الحالي، مؤكدة أن فكرة عدم وجود قوة شرطة ليست مشروعاً يمكن تنفيذه على المدى القصير.
من جهتها، قالت عضو المجلس ألوندرا كانو في تغريدة لها على “تويتر”، إن قرار تفكيك الجهاز اتخذ بالأغلبية الكافية لأعضاء المجلس، وهو ما سمح بتجنب الفيتو، مضيفة: إن المجلس خلص إلى أن جهاز شرطة المدينة غير قابل للإصلاح، مؤكدة أننا سننهي النظام الحالي للشرطة.
وفي أستراليا سلط عشرات الآلاف من المتظاهرين الضوء على سوء معاملة السكان الأصليين في البلاد التي عانوا منها لفترات طويلة وهتفوا شعارات “القصة نفسها في أماكن مختلفة”، أما في بريطانيا فقد رأى المتظاهرون بوضوح أوجه الشبه بين ما حدث مع فلويد وتجاربهم الأليمة مع الشرطة والسلطات البريطانية واسترجعوا ماضيهم خلال القرن السابع عشر والثامن عشر عندما باتت عدة مدن ساحلية بريطانية مزدهرة وغنية نتيجة تجارة العبيد، بينما قام متظاهرون في بريستول جنوب غرب بريطانيا باقتلاع تمثال لتاجر العبيد في القرن السابع عشر ادوارد كولستون.
المتظاهرون وجهوا أيضاً انتقادات للحكومة البريطانية جراء معاملتها المروعة لمواطني منطقة البحر الكاريبي الذين قدموا إلى مناطق شمال البلاد في أعقاب الحرب العالمية الثانية، كما أن الدراسات الصحية أظهرت خلال الأشهر الماضية أن الأقليات في بريطانيا تواجه خطر الموت من جائحة كورونا أكثر من غيرها، وأعربوا عن احباطهم بسبب التمييز العنصري وقالوا إنهم يريدون التغيير لأبنائهم وأحفادهم وتحقيق المساواة بين الأفراد داخل بريطانيا والولايات المتحدة وفي أنحاء العالم.
وفي فرنسا، تحدى المتظاهرون الحظر الذي فرضته الشرطة بسبب المخاوف من فيروس كورونا وذلك للتعبير عن قناعاتهم ومن بين الهتافات التي رددوها “حرية مساواة وأخوة”، إلا ان الأشخاص من ذوي البشرة الداكنة هتفوا أيضاً بشعارات تعبر عن امتعاضهم من معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية في فرنسا وحمل بعضهم لافتات كتب عليها “أن تكون أسود ليس بالجريمة”.
وبالرغم من تنوع القصص الشخصية للمحتجين في أنحاء العالم إلا انهم كانوا يحملون الرسالة نفسها كما أنهم يتشاركون الآمال نفسها انه في خضم انتشار وباء كورونا الذي تسبب بانقلاب البنية الاجتماعية والاقتصادية في العالم رأساً على عقب بأن تختفي العنصرية وأن تتواجد الإرادة لدى قادة وحكومات الدول والمجتمعات بإعادة ترتيب العالم بطريقة أكثر عدلاً ومساواة.