إيران.. الحكم بإعدام جاسوس قدّم معلومات عن مكان سليماني
أصدرت السلطة القضائية في إيران، أمس الثلاثاء، حكماً بالإعدام بحق جاسوس إيراني قدّم معلومات للمخابرات الأميركية والإسرائيلية عن مكان الشهيد الفريق قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، الذي اغتالته الولايات المتحدة في بغداد في كانون الثاني الماضي.
وخلال مؤتمر صحافي، قال المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران غلام حسين إسماعيلي: إنّه قد حكم بالإعدام على محمود موسوي مجد، أحد جواسيس الـ “سي. آي. إيه” والموساد، مشيراً إلى أنه كشف عن مكان الشهيد سليماني لأعداء إيران، وأوضح أن الجاسوس كان على صلة بالموساد وكذلك بالـ “سي. آي. ايه”، وكان يجمع لهم المعلومات عن المراكز الأمنية والقوات المسلحة، بما فيها قوة القدس ومقرات وتحركات القائد الشهيد سليماني مقابل الحصول على أموال، وأضاف: إن الشعبة 19 للمحكمة العليا أيدت هذا الحكم، وسيتم تنفيذه قريباً.
واستشهد سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بـ قصف صاروخي أميركي قرب مطار بغداد الدولي في 3 كانون الثاني.
بالتوازي، جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تأكيده أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشن حملة ذات دوافع سياسية ضد إيران، داعياً إلى إدانة عالمية لمحاولتها إقناع مجلس الأمن الدولي بفرض حظر دائم على توريد الأسلحة إلى إيران، وقال، في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وأعضاء مجلس الأمن الدولي، إن الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق النووي بين إيران والقوى الست الكبرى، وليس لديها الآن الحق القانوني في محاولة استخدام قرار الأمم المتحدة الذي يؤيد الاتفاق لمواصلة حظر الأسلحة على إيران، الذي من المقرر أن ينتهي في الـ 18 من تشرين الأول القادم إلى أجل غير مسمى.
وأضاف لافروف: إن تصريحات المسؤولين في الخارجية الأمريكية بأن إدارة ترامب لا تخطط لاستئناف التزاماتها بموجب الاتفاق النووي ولكنها تسعى للاستناد للحقوق التي يزعم أنها مستمدة من قرار الأمم المتحدة بخصوص منع توريد الأسلحة إلى إيران سخيفة وغير مسؤولة، مشدداً على أنه يجب ألا تصبح الأمم المتحدة رهينة للوضع السياسي في الولايات المتحدة، وأشار إلى أن الاتفاق النووي وقرار مجلس الأمن يشكلان وحدة متكاملة، ولا يمكن النظر فيهما بشكل منفصل، وبموجب المادة 25 من ميثاق الأمم المتحدة يلتزم الجانب الأمريكي بتنفيذ قرارات مجلس الأمن بدلاً من تقويضها من خلال أفعاله غير القانونية، مشيراً إلى أن المحاكم الدولية رأت أن الطرف الذي يتبرأ أو لا يفي بالتزاماته الخاصة لا يمكن له أن يحتفظ بالحقوق التي يدعي أنها مستمدة من هذه الالتزامات.
وبين لافروف أن روسيا والأعضاء المسؤولين الآخرين في المجتمع الدولي سيواصلون بذل كل جهد ممكن للحفاظ على الاتفاق النووي، وقال: “يجب على الولايات المتحدة أن تعترف بأنه لا توجد أسباب قانونية أو أي أسباب أخرى لسياستها في استخدام تفويضات مجلس الأمن لتحقيق مصالحها الأنانية”.
في الأثناء، علّق السفير الإيراني في فنزويلا حجة الله سلطاني على وصول السفن الإيرانية إلى كراكاس، معتبراً أنها عيّنة من التضامن وعلاقات الأخوّة بين إيران وفنزويلا، مؤكّداً أن وصول هذه السفن سيساعد على تعزيز قدرة فنزويلا في مكافحة فيروس كورونا، فيما اعتبر نائب الرئيس الفنزويلي لشؤون التخطيط ريكاردو مينينديس أن وصول ناقلات النفط إلى بلاده له أهمية استراتيجية واسعة في ضوء الجغرافيا السياسية الجديدة.
وإذّ كشف عن وصول مجموعات من وسائل اختبار مختلفة للكشف عن الإصابات بفيروس كورونا، وإمدادات طبية، اعتبر أن هذه المساعدات تشكّل نطاقاً واسعاً من التعاون الثنائي القائم بين البلدين، وأشار إلى أن رئيس البلاد نيكولاس مادورو سيزور إيران لاحتضان الشعب الإيراني لتضامنه وشجاعته، كاشفاً عن جدول أعمال واسع النطاق أقرته لجنة التنمية الثنائية المشتركة بين البلدين، وعلى وجه الخصوص التعاون في الأمور العلمية، وخاصة في مجال الأبحاث والدراسات الخاصة بفيروس كورونا، واعتبر أن دخول السفن المحمّلة بالوقود إلى بلاده هي حاجة ملّحة ومحددة نتيجة للعدوان والحصار الإمبريالي، مؤكّداً أن بلاده قدّمت نموذجاً عالمياً لكيفية مواجهة وباء كورونا بكل مسؤولية وحماية للصحة العامة.