الخارجية: تصريحات جيفري اعتراف صريح بمسؤولية واشنطن عن معاناة السوريين
أكد مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين أن تصريحات جيمس جيفري بخصوص الأوضاع الراهنة في سورية تشكل اعترافاً صريحاً من الإدارة الأمريكية بمسؤوليتها المباشرة عن معاناة السوريين، مشيراً إلى أن تشديد العقوبات هو الوجه الآخر للحرب المعلنة على سورية بعد ترنّح المشروع العدواني أمام الهزائم المتتالية لأدواته من المجموعات الإرهابية.
وتابع المصدر: إن هذه التصريحات تؤكّد مجدداً أن الولايات المتحدة تنظر إلى المنطقة بعيون إسرائيلية، لأن المطالب التي يتحدّث عنها جيفري هي مطالب إسرائيلية قديمة متجدّدة لفرض سيطرتها على المنطقة، ولو كان هناك شرعية دولية حقيقية وتضامن عربي لكان من الواجب محاسبة الإدارة الأمريكية على هذه السياسة التي تستهدف الإنسان السوري في حياته اليومية.
وختم المصدر بالقول: إن هذه السياسة الأمريكية، التي تشكّل انتهاكاً سافراً لأبسط حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، سوف تفشل مجدداً أمام إصرار السوريين على التمسّك بسيادة وطنهم واستقلالية خياراتهم السياسية والاقتصادية، وإن الدفاع عن الاقتصاد الوطني سيشكل هزيمة جديدة للمحاولات اليائسة للإدارة الأمريكية في التدخل بالشأن السوري.
وكان جيفري، المسمّى المبعوث الأمريكي إلى سورية، تفاخر، قبل يومين، أن ما يجري في سورية من ارتفاع للأسعار وانخفاض سعر صرف الليرة هو بسبب إجراءات إدارته ولاسيما “قانون قيصر”- والذي فرض حصاراً على الشعب السوري، ويهدّد كل من يتعامل مع دولته بالعقوبات- وتدخل في شؤون سورية، داعياً إياها لتعديل مواقفها، وتغيير سياساتها، وفك ارتباطها بمحور المقاومة، وإغلاق مكاتب الفصائل الفلسطينية فيها، أو وفق التصنيف الإسرائيلي “المنظمات الإرهابية”، والتي طرحها قبله وزير الخارجية الأمريكي كولن باول إبان احتلال العراق.
تجمع في خان أرنبة
وأكد أبناء محافظة القنيطرة والجولان أن الحرب الإرهابية التي تشنها الإدارة الأميركية على سورية منذ سنوات عبر أدواتها من الإرهابيين والحرب الاقتصادية على لقمة عيش السوريين تحت ما يسمى “قانون قيصر” لن تزيدهم إلا صلابة وتمسكاً بوطنهم لإفشال جميع المخططات.
وشدد المشاركون في تجمع في بلدة خان أرنبة بالقنيطرة، بمشاركة فعاليات شعبية وأهلية ورسمية، على أن الشعب السوري، الذي أفشل عشرات المخططات الأميركية في الماضي سيفشل اليوم “قانون قيصر” الذي يستهدف المواطن السوري في لقمة عيشه والدواء، وأكدوا أن محاولات أمريكا وحلفائها لضرب الاقتصاد السوري من خلال التلاعب بسعر صرف العملة لن يكتب لها النجاح وسيثبت السوريون للعالم أجمع أنهم ورثة حضارة عمرها آلاف السنين ولن يكون للرئيس الأميركي دونالد ترامب وأعوانه ومخططاتهم إلا الهزيمة، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل في فرض القانون الدولي ورفع العقوبات الاقتصادية عن كاهل المواطن السوري والكف عن التدخل في الشأن الداخلي للشعب السوري الذي يحق له وحده تقرير مصيره ورسم مستقبل سورية.
“قانون قيصر” فاقد للشرعية الدولية
في لبنان، جددت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة إدانتها الإجراءات القسرية الأمريكية والغربية ضد سورية، مؤكدة أن ما يسمى “قانون قيصر” فاقد للشرعية الدولية، وهو يستهدف الأمة كلها، ولا سيما لبنان، الذي يحاول هذا القانون إغلاق بوابته الوحيدة إلى عمقه العربي والإقليمي سورية ومنعه من إيجاد أسواق تتيح له تسويق إنتاجه الزراعي والصناعي وبالتالي إخراجه من أزمته الاقتصادية الخانقة، ودعت الحكومة اللبنانية إلى رفض مفاعيل هذا القانون، الذي لا يحظى أساساً بشرعية دولية، وإلى التعامل معه كما تعامل لبنان مع كل القوانين والأحلاف والمشاريع والاتفاقات التي أرادت أن تجعل منه مقراً للاستعمار وممراً له إلى بلادنا العربية.
كما دعت الحملة الحكومة اللبنانية إلى تدارس سبل مواجهة الاختراقات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية واعتداءاتها على سورية بما يتنافى مع السيادة الوطنية اللبنانية والقانون الدولي.
وفي براغ، أكد الحقوقي التشيكي المختص بالشرق الأوسط بيتر ماركفارت أن الإجراءات القسرية الغربية أحادية الجانب ضد سورية هي السبب الأساسي في معاناة الشعب السوري والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها، وقال، في تعليق نشره على موقعه على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، “إن العار يلحق بالجبناء الذين لم يتمكنوا عسكرياً وسياسياً من إخضاع سورية وحكومتها فقاموا باللجوء إلى استهداف اقتصادها وشعبها بالعقوبات والإجراءات القسرية”.
وفي هافانا، أدان إعلاميون وأطباء كوبيون استمرار فرض الإجراءات القسرية الغربية أحادية الجانب، وبدء الإدارة الأمريكية تطبيق “قانون قيصر” على سورية، مؤكدين أن استمرار فرض هذه الإجراءات في الظروف الحالية واجتياح وباء كورونا للعالم يعد عملاً إجرامياً مضاعفاً.
وطالبت الإعلامية الكوبية ومقدمة البرنامج الشهير “الطاولة المستديرة” أرلين رودريغيز برفع الإجراءات القسرية المفروضة على سورية، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تؤثر بشكل مباشر على حصول الشعب السوري على الأدوية والمعدات الضرورية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، وشددت على أن الرعاية الصحية هي حق إنساني، وبالتالي فإن المنع من الحصول على الأدوية والعلاجات هو عمل إجرامي بحق البشرية، مؤكدة أن “الشعب السوري النبيل يستحق الحياة بكرامة وعزة”.
وأكد الصحفي الكوبي مارتن هاتشون أنه لا يجوز أبداً تطبيق عقوبات أو إجراءات عدوانية أو حصار اقتصادي أو فرض اجراءات قسرية احادية الجانب ضد أي بلد في العالم، مشدداً على أنه في الوقت الذي يواجه فيه العالم جائحة كورونا يجب أن يكون هناك مزيد من التعاون والتضامن بين الدول، وأدان الإجراءات القسرية الأمريكية والغربية ضد سورية، مشيراً إلى أن سورية تعاني منذ أكثر من تسع سنوات من حرب يشنها مرتزقة وإرهابيون، وفي هذه الأوقات تقوم بمواجهة جائحة كورونا.
من جانبها طالبت الطبيبة الكوبية ايزابيل سيبيرو برفع الحصار الظالم المفروض على سورية، وخصوصاً في ظل جائحة كورونا، مؤكدة أن الرعاية الصحية حق لكل الشعوب.