تجارب تحتاج للدعم.. الزراعة المائية إنتاج وفير نظيف ولكن!
تقوم ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ دﻭﻥ ﺗﺮﺑﺔ (ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﺔ) ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺑﺪﻳﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﻛﻮﺳﻂ ﻟﻠﺰﺭﺍﻋﺔ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﺍﺋﻞ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺪﺍﺋﻞ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻣﺜﻞ: ﻗﺸﻮﺭ ﺟﻮﺯ ﺍﻟﻬﻨﺪ، ﺍﻟﺒﻴﺘﻤﻮﺱ، ﻧﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺨﺸﺐ، ﺍﻟﺘﻮﺭﺏ، ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﻣﺜﻞ: ﺍﻟﺒﺮﻻﻳﺖ ﺍﻟﺨﻔﺎﻑ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻲ، ﺍﻟﺼﻮﻑ ﺍﻟﺼﺨﺮﻱ، ﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻄﻴﻦ، ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ المغلقة ﻫﻴﺪﺭﻭﺑﻮﻧﻚ، ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻳﻮﻧﺎﻧﻴﺔ، والهيدﺭﻭ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﺎﺀ، ﻭﺑﻮﻧﻚ ﻳﻌﻨﻲ العمل، أي ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﺬﻳﺔ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﺑﺎﻟﻤﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻤﻐﺬﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻛﺒﺮﻯ ﻭﺻﻐﺮﻯ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺘﺎﺟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻟﻨﻤﻮﻩ ﻭﺗﻄﻮﺭﻩ، بحسب ما بيّنه مهدي زينب، خبير في الزراعة المائية، وأوضح أن لديه ﻋﺪﺓ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻟﻠﺰﺭﺍﻋﺔ ﺪﻭﻥ ﺗﺮﺑﺔ، ومنها ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺑﻮﺳﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﻻﻳﺖ، ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺃﺣﻮﺍﺽ ﺑﻴﺘﻮﻧﻴﺔ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻭﺳﻂ ﺑﺮﻻﻳﺖ، ﺯﺭﻋﺖ ﺑﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﺎﺕ: ﺍﻟﺨﻀﺎﺭ وﺃﺯﻫﺎﺭ ﺍﻟﻘﻄﻒ ﻣﻦ: (ﺑﻨﺪﻭﺭﺓ، ﺧﻴﺎﺭ، ﻓﻠﻴﻔﻠﺔ، ﺑﻄﻴﺦ، ﻗﺮﻧﻔﻞ، ﺃﺳﺘﻮﻣﺎ).
أﻧﻤﻮﺫﺝ ﻫﻴﺪﺭﻭﺑﻮﻧﻚ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺃﻧﺎﺑﻴﺐ ٤ اﻧﺶ ﻣﺜﻘﺒﺔ ﻭﻣﺤﻤﻮﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻮﺍﻣﻞ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻤﻐﺬﻱ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﺸﺎﺀ ﺭﻗﻴﻖ ﻟﻴﻐﺬﻱ ﺟﺬﻭﺭ ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﺿﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺎﺑﻴﺐ، ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻤﺤﻠﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺰﺍﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ، وﻳﺰﺭﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺝ ﺑﺎﻟﺨﻀﺎﺭ ﺍﻟﻮﺭﻗﻴﺔ (ﺧﺲ، ﺳﻠﻖ، ﺳﺒﺎنخ، ﺑﻘﺪﻭﻧﺲ.. إﻟﺦ)، وأﻧﻤﻮﺫﺝ ﻣﻌﻠّﻖ ﻣﺰﺭﻭﻉ ﺑﺎﻟﻔﺮﻳﺰ ﺑﻮﺳﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺘﻤﻮﺱ، بالإضافة لأنموذج ﻣﻦ ﻣﻜﻌﺒﺎﺕ ﻗﺸﻮﺭ ﺟﻮﺯ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻣﺰﺭﻭﻋﺔ ﺑﺎﻟﺠﺮﺑﻴﺮﺍ.
زيادة الإنتاج
ولفت زينب إلى أن ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺪﻭﻥ ﺗﺮﺑﺔ تتميز بالاﺳﺘﻐﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﻛﻤﺼﺪﺭ الغذﺍﺀ ﻟﻠﻨﺒﺎﺕ، ﻭﺍلاﺳﺘﻌﺎﺿﺔ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﻤﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻤﻐﺬﻱ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻣﻤﺮﺿﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻠّﻒ ﺍﻟﻤﺰﺍﺭﻉ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻛﺒﻴﺮﺓ، وﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺑﺎﻟﻨﻤﻮ، ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ الإﻧﺘﺎﺝ ﻓﻲ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ، وﻭﻓﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻴﺎﻩ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ٩٠%، بالإضافة إلى أن اﻟﻤﻨﺘﺞ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﺧﺎل ﻣﻦ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻲ ﻟﻠﻤﺒﻴﺪﺍﺕ ﻭﺍﻷﺳﻤﺪﺓ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ ﻧﻈﻴﻒ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺻﺤﺔ، ومن ثم ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺻﺤﻲ ﺧﺎل ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻃﺎﻧﺎﺕ، ﻷﻥ ﺭﺵ ﺍﻟﻤﺒﻴﺪﺍﺕ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ، حيث إن ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ ﻣﻘﺎﻭﻡ ﻟﻸﻣﺮﺍﺽ ﻭﺍﻟﺤﺸﺮﺍﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻤﻐﺬﻱ، وﺗﻮﻓﻴﺮ تكاﻟﻴﻒ ﺍﻟﺘﻌﺸﻴﺐ ﻭﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺑﺎﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ، وأضاف: ﻳﻌﺎﺏ على الزراعة دون تربة أن كلفة تأسيسها ﻋﺎﻟﻴﺔ وﻟﻤﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﻜﻠﻔﺔ ﻻ ﺗﺘﻌﺪﻯ ﻛﻠﻔﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻤﻐﺬﻱ.
زراعة رديفة
وحول الأماكن التي تصلح لمثل هذا النوع من الزراعات، بيّن زينب أنه ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺑﺴﺒﺐ أﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ، وﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﻭﻳﺔ، ﻭﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻐﺬﻳﺎﺕ، وﺃﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ وشرفاتها، من خلال زراعة ﺳﻠﻞ ﻫﻴﺪﺭﻭﺑﻮﻧﻚ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ الاكتفاء ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ، ﻓﻬﻲ ﺭﺩﻳﻔﺔ ﻟﻠﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ، ﻭﺗﺤﻘﻖ إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺑﺎﻟﻜﻢ ﻭﺍﻟﺠﻮﺩﺓ.
الكلفة التأسيسية
ويشير زينب إلى أن ما يعيق ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻴﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻢ ﺣﻜﻮﻣﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺮﻭﺽ، ﻭﺍﻟﺘﺸﺠﻴﻊ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭ ﻭﺍﻟﺤﻀﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮ ﺑﻜﻞ دول الجوار والعالم ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭأﺧّﺮت ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻈﺎﻟﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺭية، ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ من أن زينب ﺃسس ﻣﺸﺮﻭعه الخاص ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ ٢٠٠٩ ﺑﻤﺴﺎﺣﺔ ﺗﻘﺪﺭ ﺣﺎﻟﻴﺎً بـ ٤٠٠٠ م2، أُنتج منه ﺧﻀﺎﺭ ﻭﺃﺯﻫﺎﺭ ﻗﻄﻒ، وأمل أن تلقى الزراعة دون تربة ﺍﻫﺘﻤﺎماً ﻛﺒﻴﺮاً ﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﺎ، ﻭﺇﺿﺎﻓﺔ ﻗﻮﺓ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺤﻦ ﺑﺄﻣﺲ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻬﺎ، مضيفاً بأنه كان للإعلام دور كبير واهتمام بنجاح تجربته، وﻗﺪم له ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍلاﺣﺘﺮﺍﻡ، ﻭﺭﻏﻢ ﺗﺴﻠﻴﻄ الإعلام ﺍﻟﻀﻮﺀ لعمله ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﺑﻔﺘﺮﺍﺕ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪﺓ ﻟﻢ تلق تجربته ﺍلاﻫﺘﻤﺎﻡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻦ، كما أمل زينب العمل على ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﻣﻨﺰﻟﻴﺔ ﻫﻴﺪﺭﻭﺑﻮﻧﻚ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﺰﻝ ﺑﺎﻟﻤﺪﻥ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ، ﻭﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺑﺈﻧﺘﺎﺝ ﺗﺼﺪﻳﺮ ﻳﺪﻋﻢ ﺍقتصاد البلد، ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺪﻭن ﺗﺮﺧﻴﺺ ﺍﻟﻤﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻤﻐﺬﻱ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺑﻤﺘﻨﺎﻭﻝ ﻛﻞ ﻣﺴﺘﻬﺪﻑ ﺑﻬﺬﻩ الزراعة.
رشا سليمان