زيارة ومؤشرات إيجابية
زيارة وفد الاتحاد الرياضي برئاسة رئيس المكتب التنفيذي إلى حلب والتي استمرت ثلاثة أيام شكلت حالة أكثر من إيجابية لاعتبارات عدة لعل أبرزها أنها خرجت عن الإطار المألوف للزيارات السابقة والتي يغلب عليها الطابع الاستعراضي والإعلامي ، كما تكمن أهميتها أنها جاءت ضمن التوقيت المطلوب لمناقشة الكثير من القضايا والملفات المستعجلة والتي سبق وأشرنا إليها سابقاً .
أما الأهم في الزيارة فتمثل في المكاشفة الشفافة والمنطقية للواقع الرياضي برمته، وفي الحلول المطروحة لقضايا التنظيم والإدارة والمنشآت والاستثمار، ومسائل أخرى تتعلق بنوعية المنتج الرياضي وبآليات التعاقد مع اللاعبين والمدربين على السواء، وهذا يؤكد جدية الذهاب إلى عملية إصلاح شاملة ضمن مشروع متكامل، وهو ما ينتظر من القيادة الرياضية الجديدة ليس على مستوى رياضة حلب بل على مستوى الرياضة السورية.
وأن تكون البداية من حلب كونها تشكل الركيزة الأهم في البناء الرياضي فهو مؤشر إيجابي، ولكن تبقى العبرة في النتائج وفي مخرجات هذه الزيارة، وماهية وطبيعة القرارات المنتظر صدورها وآليات تنفيذها لا أن تبقى وعوداً معسولة وحبراً على الورق.
مختصر القول: رياضة حلب بتاريخها وإنجازاتها وإمكاناتها وطاقاتها وجماهيريتها جديرة بأن تلقى كل هذا الدعم والاهتمام والرعاية من القيادة الرياضية، ما يؤسس لمرحلة جديدة مبشرة المطلوب فيها إنتاج بيئة رياضية جديدة حاضنة للمواهب والخامات والنجوم لتكون رديفاً أساسياً للمنتخبات الوطنية مستقبلاً، وهي مسؤولية وطنية تقع على عاتق القيادة الرياضية في حلب والكوادر الفنية وإدارات الأندية والمطلوب منهم إعادة النظر في كامل التركيبة الرياضية ورسم خريطة جديدة بشروط ومعايير مغايرة تضمن عودتها إلى الواجهة والمنافسة.
معن الغادري