أصوات نشاز!
ما إن بدأ سعر صرف الليرة بالتحسّن حتى تعالت أصوات عدد ممن يصنّفون من شريحة “رجال الأعمال”، ليزفوا لنا بشرى تحسّن سعر صرف الليرة، ويوحون عبر منشوراتهم وتصريحاتهم الإعلامية بأن مساعيهم ومدّ أيديهم للحكومة كانا السبب في ذلك!
لهؤلاء نقول: إن الدولة ممثلة بجهاتها المعنية هي من تولّت هذه المهمّة بعد انكفائكم عن المشهد الاقتصادي، وتركه لما كان يتعرّض له – ولايزال – من موجات متلاطمة من مضاربات قد تكونون جزءاً منها.
وهنا نذكركم بمبادرة دعم الليرة التي استنفرتم “شكلياً” لدعمها، نهاية أيلول 2019، بعد أن تجاوز سعر صرفها آنذاك حاجز الـ 700 مقابل الدولار. وبعد أن لامس سعر الصرف حاجز الـ 1000 ليرة، سرعان ما نأيتم بأنفسكم عن المشهد، وكأنّ لسان حالكم يؤكد أن “استنفاركم” لم يكن سوى “بروباغندا” ليس إلا..!! فلم يعد هناك أي نشاط يُذكر في مبادرة “دعم الليرة” المزعومة لجهة منح التمويل، وتواردت لاحقاً بعض الأنباء التي تفيد بتعليق عملية التمويل بشكل مؤقت، نظراً لأن مصرف سورية المركزي يعمل على تعليمات تنفيذية جديدة لمنح التمويل عبر صندوق المبادرة، على أن تصدر قريباً، بحيث تتمّ مراعاة الظروف الجديدة، وضمان توفير التمويل بالطريقة المناسبة، ولمن يحتاج القطع الأجنبي بشكل حقيقي، إلا أن “قريباً” لم يحل بعد!!
فهل تريدون مقاسمة الدولة صناعة مجدٍ لا دخل لكم فيه؟
ونردف بالقول: إنه ورغم عديد المؤشرات الدالة على عدم حقيقة ارتفاع سعر الدولار إلى مستويات تجاوزت حاجز الـ 3000 ليرة سورية، وإدراككم أن هذا السعر وهمي بامتياز، لم تتوانوا عن رفع أسعار ما توردونه من مواد وسلع تحت ذريعة ارتفاع سعر الدولار، إضافة إلى عمليات الاحتكار المقيتة.
إن كنتم لا تريدون الاضطلاع بالدور المطلوب منكم في هذه المرحلة وفق ما يوجبه منطق الشراكة مع الحكومة لتفعيل الحركة الاقتصادية، فالأجدى بكم على الأقل الالتزام بتسعير ما توردونه من السلع والمواد وفق سعر الصرف الذي موّلتم به مستورداتكم.
ولمن قد تنطلي عليه ادّعاءات هؤلاء بأنهم ساعدوا الدولة، أو الحكومة، بتحسين سعر الصرف، نقول: إن حاكم مصرف سورية المركزي سبق وأن خاطبهم بشكل مباشر، ولأكثر من مرة، وبصريح العبارة، “أنتم لا تنامون قبل أن تحولوا ليراتكم إلى دولارات”.. فعن أي مساعٍ ومصافحة يتحدثون؟!
حسن النابلسي
hasanla@yahoo.com