تحرك روسي صيني لمواجهة إجراءات واشنطن ضد إيران
بدأت روسيا والصين تحركاً في الأمم المتحدة لمواجهة مزاعم واشنطن أن بمقدورها تفعيل إجراء يعيد كل العقوبات المفروضة على إيران في مجلس الأمن الدولي.
وكتب كل من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وكبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي، رسالتين لمجلس الأمن، المؤلف من 15 دولة عضواً والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فيما تهدد الولايات المتحدة بتفعيل ما يعرف بالعودة السريعة للعقوبات بموجب الاتفاق النووي مع إيران، رغم انسحاب واشنطن من الاتفاق في عام 2018.
وأشارت روسيا والصين، اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، بالفعل إلى معارضتهما إعادة فرض حظر الأسلحة على إيران، وإذا عرقلت الدولتان مشروع القرار الأميركي فإنه سيتعيّن على واشنطن المضي قدماً في تهديدها بتفعيل العودة السريعة إلى العقوبات.
وكتب وانغ في خطابه: “الولايات المتحدة لم تعد طرفا في الاتفاق النووي مع إيران بعد انسحابها منه ولم يعد من حقها أن تطالب مجلس الأمن بتطبيق العودة السريعة للعقوبات”.
من جهته، أشار لافروف إلى رأي لمحكمة العدل الدولية في عام 1971، يرى أن من المبادئ الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية أنه “لا يمكن الإقرار للطرف الذي يتنصل من التزاماته أو لا يفي بها الاحتفاظ بالحقوق المستمدة من العلاقة”.
وهددت واشنطن بتفعيل العودة إلى عقوبات الأمم المتحدة على إيران، إذا لم يمدد مجلس الأمن حظراً على الأسلحة من المقرر أن ينقضي أجله في تشرين الأول، بموجب اتفاق طهران مع القوى العالمية لمنعها من تطوير أسلحة نووية.
إيرانياً، أكد الرئيس حسن روحاني أن إيران ستواصل تعزيز قدراتها الدفاعية رغم كل الظروف والتحديات داعيا دول العالم إلى الوقوف في وجه المؤامرات الأمريكية وخصوصا فيما يتعلق بالانسحاب من الاتفاق النووي ومحاولات تمديد الحظر التسليحي على إيران.
وقال روحاني خلال جلسة مجلس الوزراء: إن “الشعب الإيراني يدرك ما نواجهه من حظر أمريكي إرهابي وبناء على وعيه تمكن من أن يكسر الحصار والضغوط الأمريكية القاسية عليه”، مشيرا إلى أن إيران تواجه منذ أربعة أشهر الحظر وفيروس كورونا معا وتحمل شعبها الواعي خلال هذه الفترة ضغوطا اقتصادية كبيرة وصمد رغم ذلك.
بدوره أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن إيران لا يمكن أن تخضع بواسطة إجراءات الحظر والضغوط عليها، فيما أكد قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أن بلاده فرضت إرادتها على الأعداء عندما أرسلت ناقلاتها النفطية إلى فنزويلا، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني يتجاوز المشكلات التي تواجهه وهو اليوم في ذروة الاقتدار.
وفي كلمة له قال اللواء سلامي: لقد تجاوزنا الحظر ولكنهم عجزوا وغرقوا.. وبينما عجزت أمريكا عن احتواء كورونا تألقت إيران في مكافحته ولم تترك أي مريض واحد دون عناية، وأضاف سلامي: “نشهد اليوم الزوال المبكر والسريع لأعدائنا الكبار وخاصة أمريكا”، وذلك في إشارة إلى الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة على خلفية مقتل أحد مواطنيها من أصول إفريقية، موضحاً أن إضرام النار في علم أمريكا وكل الرموز التي كانت تتشدق بها أمام العالم أخذت تنهار وصورتها المنمقة بدأت تتمزق.