رفض واسع لمخططات الضم.. ومخاوف إسرائيلية من عقوبات أوروبية
رداً على إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو نيّته ضمّ 3 كتل استيطانية في الضفة الغربية، أكد وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي أن مخططات الاحتلال لضمّ أراضٍ من الضفة الغربية لاغية وباطلة، وقال: “إنّ سلطات الاحتلال تمعن بجرائمها وانتهاكاتها وإنكارها حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وتخطط لضمّ أجزاء من الأرض الفلسطينية المحتلة وتواصل بدم بارد قتل الفلسطينيين وهدم منازلهم ومنشآتهم والاستيلاء على أراضيهم وتهجيرهم وتهويد القدس المحتلة في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي وميثاق وقرارات الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويطالب بوقفه فوراً”.
وشدّد المالكي على أن صمود الشعب الفلسطيني ونضاله أفشل وسيفشل كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية وتقويض حقوقه المشروعة من استعادة أرضه وعودة اللاجئين وإقامة دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس، وطالب مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان بالضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته وجرائمه ومحاسبة المسؤولين عنها.
كما أكد وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس رفض بلاده مخططات الاحتلال الإسرائيلي ضمّ أراضٍ من الضفة الغربية، مشيراً إلى التزام بلاده بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وشدّد، خلال اتصال هاتفي مع المالكي، على احترام اليونان قرارات الأمم المتحدة، وتحديداً مجلس الأمن، والتزامها الكامل بالقانون الدولي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
من جهته، دعا المالكي اليونان إلى مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لمنع سلطات الاحتلال من تنفيذ مخططات الضمّ.
بدوره، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن مخططات الاحتلال ضمّ أجزاء من الضفة الغربية انتهاك للقانون الدولي، وقال في مؤتمر صحفي في القدس المحتلة: “إنّ ألمانيا تعرب عن قلقها الشديد حيال العواقب المحتملة لمثل هذه الخطوة”، مضيفاً: “إنّ بلاده تتشارك هذه المخاوف مع شركائها الأوروبيين”.
وحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، فإن ماس أبلغ نتنياهو بأن دولاً في الاتحاد الأوروبي قد تفرض عقوبات على “إسرائيل” وتعترف رسمياً بدولة فلسطين في حال مضي الحكومة الإسرائيلية قدماً بخطط ضم الأراضي.
وكان نتنياهو أعلن في وقت سابق نية حكومته تنفيذ مخططات استيطانية تتضمن الاستيلاء على أكثر من نصف مساحة الضفة الغربية وإقامة آلاف الوحدات الاستيطانية في منطقة الأغوار وحصر الوجود الفلسطيني في مناطق صغيرة بهدف إنهاء أي فكرة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة متواصلة جغرافياً، ولقى ذلك رفضاً فلسطينياً ودولياً كبيراً.
وكان الاتحاد الأوروبي طالب حكومة الاحتلال بالتراجع عن مخطط الضمّ، معلناً أن الاستيطان “مخالف للقانون الدولي”، ومحذراً إيّاها من أن الاتحاد سيضطر لاتخاذ موقف صعب في حال مضت “إسرائيل” في مشروعها.
في السياق ذاته، أكد وزير خارجية النمسا ألكسندر شالينبيرغ أن موقف بلاده بعدم شرعية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ثابت ولم يتغير وهو مستند إلى القرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1976، وشدّد خلال اتصال هاتفي، مع المالكي، على أن بلاده ترفض أي خطوة أحادية الجانب، مشيراً إلى أن تسوية القضية الفلسطينية يجب أن تتم عبر المفاوضات.
وأوضح شالينبيرغ أنه سيتم عقد اجتماع قريب لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لاستكمال نقاشاتهم حول مخططات الاحتلال ضمّ أراضٍ من الضفة الغربية وتكثيف الجهود الأوروبية والدولية لمنع حدوث ذلك.
وفي إطار مخططاتها التهويدية والعدوانية لتهجير الفلسطينيين، تصعّد سلطات الاحتلال من عمليات الاستيطان في الضفة الغربية، حيث أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن مخطط استيطاني جديد للاستيلاء على عشرات الدونمات من أراضي الفلسطينيين في قلقيلية بالضفة الغربية.
وأوضح مسؤول ملف الاستيطان في قلقيلية محمد أبو الشيخ أن مخطط الاحتلال الجديد يهدف إلى الاستيلاء على 160 دونماً من أراضي قلقيلية وقريتي حبلة جنوباً والنبي الياس شرقاً لتوسيع عمليات الاستيطان.
في الأثناء، توغّلت خمس آليات تابعة للاحتلال شمال بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة المحاصر وشرعت بأعمال تجريف للأراضي في المنطقة.
واقتحم المستوطنون الإسرائيليون المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدات وقرى في القدس المحتلة والخليل ونابلس وجنين وطوباس ورام الله والبيرة بالضفة وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت 19 منهم، كما اقتحمت أراضي الفلسطينيين في منطقة الأغوار وشرعت بتجريفها.
وأفاد مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس بأن قوات الاحتلال مع عدد من جرافاتها اقتحمت قرية فروش بيت دجن في الأغوار وشرعت بتجريف أراضيها بهدف الاستيلاء عليها وشقّ طريق استيطاني وتوسيع مستوطنة مقامة في المنطقة.
واقتحمت قوات الاحتلال أراضي الفلسطينيين جنوب نابلس وغرب سلفيت واقتلعت مئات أشجار الزيتون بهدف الاستيلاء عليها وشقّ طريق استيطاني وتوسيع عمليات الاستيطان.
ورفضاً لانتهاكات الاحتلال بحقّ الشعب الفلسطيني، نظّمت مسيرة تحت عنوان “هذه مجرد بداية”، أصيب خلالها 3 فلسطينيين، بينهم طفل “13 عاماً”، بجروح إثر اعتداء قوات الاحتلال على مسيرة في مدينة يافا المحتلة، وذلك بالتزامن مع مسيرات فلسطينية نُظمت في حيفا والقدس ورام الله والناصرة وغزة ورفح بعنوان: “وفاؤنا لشهدائنا وحدة نضالنا”.