نقابة الفنانين تنتخب مجلسها المركزي.. دخل الله: قيادة الحزب لم تتدخل في الانتخابات
دمشق – بسام عمار:
عقدت نقابة الفنانين، أمس في قاعة السابع من نيسان بفرع دمشق للحزب، مؤتمرها الانتخابي الأول في ظل القانون الجديد لها، تحت شعار” الفنانون فصيل مبدع ملتزم بقضايا المجتمع ويساهم في بناء الوطن والانسان”.
وأكد الرفيق الدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية للحزب رئيس مكتب الاعداد والثقافة والإعلام أن لمؤتمرات النقابة خصوصيتها المستمدة من طبيعة عملها والدور الوطني الكبير الذي تلعبه بمختلف اختصاصاتها، حيث كانت دائماً عند حسن الظن بها من قبل أعضائها، واختارت الوطن والدفاع عنه شعاراً لها، وجسّدته في أعمالها الفنية المختلفة التي عكست هموم المجتمع وقضاياه المختلفة بشكل راقي، وكان الدور الأكبر لها خلال الأعوام الماضية من الحرب الظالمة على سورية، حيث استطاعت اظهار الصورة الحقيقية لهذه الحرب والهدف منها من خلال الأعمال الدرامية الناجحة والمميزة، ومن خلال العلاقة الجيدة من النقابات في الدول الاخرى، لافتاً إلى أهمية الأسبوع الثقافي السوري الذي أقامته قيادة الحزب والنقابة في تونس، والذي خلق حالة تفاعلية عروبية في الشارع التونسي حيال هذه الحرب من قبل مختلف أطياف المجتمع وتياراته السياسية، والتي أيدت بقوة موقف الدولة الوطنية السورية ودعمتها بمختلف الوسائل، مشيراً إلى أن قيادة الحزب تعوّل كثيراً على هذه النشاطات والحالة التفاعلية والتضامنية التي تصنعها، منوّهاً بالدور الكبير الذي تلعبه النقابة في صناعة الرأي العام لأن الفن رسالة مقدّسة وهدفها تنويري وتثقيفي وتوضيحي، مؤكداً أن الدراما السورية حققت خلال العقود الماضية تطوّراً كبيراً، واستطاعت أن تثبت وجودها على الساحة الفنية العربية، وحققت حضوراً محلياً ودولياً مميزاً، وبالتالي كان الفنانون السوريون سفراء حقيقيين لبلدهم في الخارج، واستطاعوا من خلال أعمالهم انجاح هذا التمثيل والتعريف بالثقافة والحضارة السورية العريقتين.
وأضاف الرفيق دخل الله: بالتوازي مع ذلك كان للنقابة نشاطات مميزة وعمل مهم ودؤوب، حيث استطاعت تحقيق العديد من الإنجازات التي طوّرت العمل النقابي وخدمت الزملاء وحصّنت المهنة وعالجت الكثير من الصعوبات التي واجهت العمل، منوّهاً بأن القيادة، وعلى رأسها الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد، تقدّم كل الدعم والرعاية للنقابة وأعضائها وترعى شؤونهم.
وأكد الرفيق دخل الله أن الانتخابات اليوم تأتي بعد النجاح المميز لانتخابات الفروع، والتي أفرزت كوادر مؤهلة وذات خبرة لقيادة العمل، وأن القيادة لم ولن تتدخل أبداً في انتخاباتها أو انتخابات غيرها من النقابات، وتركت الحرية لأعضائها لاختيار مجلسهم بكل حرية وشفافية، اعتدتنا عليها في مؤتمراتنا الحزبية والنقابية، وهذا الأمر يحمّل أعضاء المؤتمر مسؤولية اختيار الأفضل لتمثيلهم، وقيادة العمل النقابي خلال المرحلة القادمة، والتي تتطلب من الجميع تضافر الجهود ومضاعفة العمل وتعزيز العمل المؤسساتي، ووضع خطط وبرامج عمل قادرة على مواكبة الواقع وتطوير العمل النقابي والفني، لأن الحركة الفنية جزء من النشاط الثقافي، الذي هدفه الأول بناء الإنسان، مشدداً على ضرورة أن يكون الهم الأول والأخير هو الوطن والدفاع عنه.
وأشار الرفيق دخل الله إلى أننا اليوم في الفصل الأخير من المعركة التي نواجهها، حيث نواجه حرباً اقتصادية ليس لها مثيل، والهدف تجويع الشعب والنيل من السيادة الوطنية والانجازات الميدانية والسياسية التي تحققت، ومن هنا جاء ما يسمّى “قانون قيصر”، وهو قانون مخالف لكل الأعراف والقوانين الدولية وتدخل في سيادة الدول التي تقف الى جانب سورية، وأحد أهدافه معاقبة سورية على مواجهة حلف الناتو في ادلب من خلال التصدي للاحتلال التركي، وشدّد على أن سورية، بشعبها وجيشها وقيادتها، وكما انتصرت في هذه الحرب ستواجه هذا القانون الظالم وستنتصر عليه، لأننا اخترنا الوطن، وهو خيارنا الدائم، متمنياً للمؤتمر النجاح في أعماله.
من جانبه، أكد نقيب الفنانين زهير رمضان أن الانتخابات هي الأولى في ظل القانون الجديد للنقابة، والذي جاء حصيلة عمل نقابي امتد ثلاثة عقود، ليشكل نقلة نوعية بالعمل النقابي والفني، وليكون أكثر حداثة وتطوّراً وقدرة على مواكبة الجديد في العمل، وتلبية متطلبات المهنة وتحصينها وتنظيم ممارستها، واظهار دور الفن كرسالة حضارية، ويحصن النقابة وحقوقها ومكانتها الاجتماعية ودورها في خدمة الوطن، ويطور الفن ويرعى المواهب وتعزيز الانتماء الوطني، مبيناً أنه خلال الدورة الماضية تمّ تحقيق العديد من الانجازات والأعمال الفنية، وكان الهم الأول هو الدفاع عن الوطن والوفاء له.
وأظهرت نتائج الانتخابات، والتي تمّت بكل حرية وشفافية، بعد فرز الأصوات فوز الفنانين حسب الترتيب: نزيه أسعد، وزهير رمضان، وعبد الله بيطار، وعماد جلول، وهادي بقدونس، وكمال حريري، وميرفت رافع، وريم عبد العزيز، وأسعد عيد، وأسامة السلطان، ونبيل أبو الشامات.
وبعيد الانتخابات أكد رمضان أن الانتخابات تمّت بأجواء من الحرية والديمقراطية والحس العالي بالمسؤولية، حيث تم انتخاب مجلس جديد يمتلك أعضائه الكفاءة والخبرة، وقادر على قيادة العمل النقابي، من خلال ما يمتلكونه من تجارب وأفكار بناءة، مضيفاً: إن ابواب النقابة مفتوحة لأعضائها لأنها بيتهم لمساعدتهم في معالجة الصعوبات التي تصادفهم في عملهم المهني وحياتهم الاجتماعية.
وأشار المايسترو نزيه أسعد إلى سعيه مع زملائه لتحسين الحالة العامة والجماعية الفنية موسيقياً ودرامياً ومسرحياً وباقي الفنون، بينما تحدث الموسيقي هادي بقدونس عن العديد من المشروعات الجديدة التي ستعمل النقابة على تنفيذها كرفع سقف التقاعد للفنانين وإطلاق استثمارات جديدة وغيرها.
وأكد مدير مديرية المسارح عماد جلول أهمية العمل يداً واحدة مع جميع الفنانين للاستمرار بتطوير النقابة وتحسين العمل بمجالات المسرح والموسيقا والدراما وغيرها، فيما أشارت الفنانة ريم عبد العزيز إلى ضرورة استمرارية العمل بالمشروعات التي قدمتها النقابة خلال الدورة الماضية، والعمل على تطويرها من خلال العمل أسرة واحدة تليق بمكانة سورية الكبيرة.
حضر المؤتمر الانتخابي الرفيق حسام الدين السمان أمين فرع دمشق للحزب.