الجيش يعتذر.. وعمدة سياتل يطالب ترامب بالعودة إلى مخبئه!
اعتذر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي عن مرافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى كنيسة سانت جون الأسبوع الماضي، بعدما فرّقت القوات الأمنية المحتجين بالقوة، كي يلتقط ترامب صورة تذكارية حاملاً الانجيل، فيما دعت عمدة مدينة سياتل الأمريكية جيني دوركان الرئيس الأمريكي إلى العودة إلى مخبئه ليتمتع الأمريكيون بالأمان.
ووصف ميلي ما حصل بـ “الخطأ”، وقال في كلمة متلفزة موجهة لعدد من خريجي جامعة الدفاع الوطني الأميركية: “وجودي في تلك اللحظة وفي تلك البيئة أوجد تصوراً بأن الجيش متورط في السياسة الداخلية للبلاد”.
رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، قالت من جهتها، إن “حصانة عناصر الشرطة من المقاضاة ينبغي أن تخضع للنقاش في الكونغرس، وعلينا ايجاد أرضية مشتركة لذلك”.
من جهته، قال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، تعليقاً على اعتذار ميلي، إنه “لم يكن هناك تصور بأن الجيش متورط في السياسة الداخلية، بل إنه متورط إلى ركبتيه”، وأضاف: إن “قوات الحرس الوطني في كل مكان، والطائرات تحلق في سماء المنطقة، وميلي يسير في الشوارع مشرفاً على كل شيء”.
وكان ترامب عقد الأسبوع الماضي مؤتمراً صحفياً من أمام كنيسة سانت جون في واشنطن المجاورة للبيت الأبيض، والتي توجه إليها مشياً على الأقدام، متوعداً بأنه “سوف ينهي الشغب الآن”، مشيراً إلى أنه طلب من الحكام نشر الحرس الوطني بأعداد كافية لـ”قمع العنف، وأي ولاية ترفض سأنشر فيها الجيش الأميركي وأنهي المسألة بسرعة”.
جاء هذا، بعد كشف صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن “عملاء الخدمة السرية للرئيس نقلوا ترامب فجأة إلى مخبأ تحت الأرض كان يستخدم في الماضي خلال الهجمات الإرهابية”.
وفي هذا السياق، دعت عمدة مدينة سياتل الأمريكية جيني دوركان الرئيس الأمريكي إلى العودة إلى مخبئه ليتمتع الأمريكيون بالأمان، وقالت في تغريدة لها على حسابها على تويتر رداً على انتقادات وجهها لها ترامب: اجعلنا جميعا في أمان، ارجع إلى مخبئك في القبو، وذلك في إشارة إلى قيام قوات الخدمة السرية بنقله إلى مخبأ أثناء الاحتجاجات التي جرت الأسبوع الماضي أمام البيت الأبيض.
بالتوازي، دعت بيلوسي إلى إزالة 11 تمثالاً لعسكريين ومسؤولين من الحقبة الكونفيدرالية في إطار الجهود المبذولة لمكافحة العنصرية على خلفية قضية فلويد، وقالت في رسالة وجهتها: إن تماثيل الرجال الذي نادوا بالوحشية والهمجية للوصول إلى هذه النهاية العنصرية الصريحة تشكل إهانة بشعة لمثل الديمقراطية والحرية، مضيفة: تماثيلهم تكرم الكراهية وليس التراث، تجب إزالتها.
وكان نشطاء بريطانيون دعوا ضمن الحملة العالمية ضد العنصرية إلى إزالة قائمة بتماثيل وشوارع ومؤسسات تحمل أسماء عنصريين وتشمل أسماء العديد من الشخصيات التاريخية المعروفة من بينها رئيسا وزراء بريطانيا الاسبقان ويليام غلادستون وروبيرت بيل والبحاران والمستكشفان جيمس كوك وفرنسيس دريك.
هذا وتتواصل التظاهرات في العديد من الدول ولا سيما في أوروبا ضد العنصرية. ففي فرنسا انطلقت تظاهرات في مدينة ليل، حيث تجمع المتظاهرون في ساحة الجمهورية للاحتجاج على العنصرية ووحشية الشرطة وقد جرت مواجهات بينهم وبين الشرطة الفرنسية التي حاصرت المتظاهرين وأطلقتْ باتجاههم الغاز المُسيل للدموع.
وفي بريطانيا، تواصلت التظاهرات في العديد من المدن بما فيها العاصمة لندن ومانشستر، وقد ركع المحتجون تسع دقائق صمت وهي الفترة نفسها التي ثبت فيها ضابط شرطة أبيض ركبته على عنق الأميركي الأفريقي جورج فلويد.
وقد جرت خلال هذه التظاهرات إزالة تماثيل ونصب تذكارية ترمز إلى التمييز العنصري كما جرى في لانكستر بريوري في شمال غرب إنجلترا، حيث أزيل نصب تذكاري لعائلة رولينسون، وهي عائلة بارزة استفادت من تجارة الرقيق.
أما في هولندا، فنظمت تظاهرات حاشدة رفضاً لعنصرية الشرطة الأميركية، وقد تجمّع المحتجون في حديقة في امستردام سميت باسم أول رئيس منتخب ديمقراطياً في جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا، وقال المتظاهرون: إنهم يأملون في سماع أصواتهم لبناء مستقبل أفضل لأطفالهم.
في الأثناء، وجه قادة مجموعة “ألبا” الاقتصادية بين دول لاتينية وكاريبية انتقادات لترامب بسبب العقوبات التي يفرضها على كوبا وفنزويلا.
وفي ختام اجتماع غير مسبوق عبر الفيديو، شارك فيه عدد من رؤساء الدول المشاركة في “ألبا”، أصدر المجتمعون بياناً تضامنياً مع عائلة جورج فلويد، مؤكدين أن إدارة ترامب تنشغل بفرض العقوبات على الشعوب والدول بدلاً من معالجة أوضاعها الداخلية ومشكلات العنصرية والعنف في الولايات المتحدة.