سلمية تزداد عطشاً والأمل بمياه الشومرية
يعاني أهالي سلمية من العطش الذي يحكمه التقنين بعيداً عن أية حلول جدية – وما أكثرها – وعلى رأسها تنفيذ الدراسات الموجودة في مديرية مياه حماة، وربط مشروع جر مياه الشرب إلى سلمية مع مياه مدينة حماة، لتنتهي فصول العطش الذي دام أربعين عاماً، وإنهاء جر المياه لمدينة سلمية من مدينة الرستن، والذي تحكمه التعديات الجائرة على هذا الخط البائس، ولكن مع وجود هذه الدراسات مازال التنفيذ مؤجلاً لأسباب مجهولة، أما أحد الحلول الهامة لمعالجة قلة مياه الشرب فهو مشروع جر مياه الشومرية إلى المدينة، ومياه هذه المنطقة طيبة المذاق وصالحة للشرب، لكن هذا المشروع بعد أن تدفقت مياهه سرعان ما توقفت عن الضخ، ليتبيّن أن السبب يعود للتعدي على خط الجر من أجل سقي المزروعات على مرأى ومسمع المعنيين في وحدة مياه سلمية ومديريتها بحماة، فهل سقاية المزروعات من مياه شرب المواطنين هي الأهم، أم أن وراء الأكمة في مديرية مياه حماة ووحدتها في سلمية أمراً آخر؟!
أهالي سلمية وريفها باتوا على حافة العطش، فيما لم تسارع مؤسسة مياه حماة بتنفيذ الحلول للمشكلة، ويأتي على رأسها الإسراع باستثمار خط الجر الرديف، وزيادة استطاعة مضخات محطة القنطرة لزيادة الوارد المائي اليومي للمدينة في خزاني المياه في جبل عين الزرقاء، وتصل سعتهما إلى 30 ألف م3، إضافة لحل مشكلة مياه الشومرية بآبارها التي يصل نتاجها من المياه الصالحة للشرب إلى 180 م3 يومياً، فيما لو تم وقف التعديات عليها من قبل بعض المزارعين وأصحاب الأراضي دون أن يراعوا عطش مدينة كاملة، ويضربون بالقوانين عرض الحائط، ولن ننسى أن صيانة المضخات بشكل مستمر تمنع نقص الوارد المائي لخزاني جبل عين الزرقاء، كما أن وجود تغذية كهربائية مستمرة للمضخات ضروري، ولا يحتاج ذلك إلا إلى التنسيق بين مؤسستي المياه والكهرباء في حماة لوضع خط كهربائي دائم التشغيل وخارج أنظمة التقنين.
مشكلة مياه الشرب في مدينة سلمية باتت قصة طويلة بفصولها المتعددة، ولن يحتاج الأمر من المعنيين الكثير لحلها فيما لو أرادوا ذلك، خاصة أن الصهاريج تؤمن المياه للمنازل عندما تقل بكل يسر وسهولة، وقد علمنا أن هذه الصهاريج تقوم بتعبئة المياه من وحدة مياه المدينة لقاء مبلغ مالي معين، لكن وحدة المياه نفت ذلك، وأكد رئيس الوحدة أن الصهاريج تتم تعبئتها من خط تحلية الوحدة وليس من خط الوارد المائي من الرستن، وليس على حساب خطة سلمية كما يعتقد مواطنوها، ومع هذا التصريح، ومعاناة المواطنين بدفع مبالغ طائلة لهذه الصهاريج التي يبدأ أصحابها بالجشع عند أية أزمة مياه، تاهت بوصلة الحقيقة، ولن نجدها إلا بتنفيذ كل الحلول، وعلى رأسها مشروع المياه الرئيسي للمدينة الذي يرتبط مع مشروع مدينة حماة، فهل سيتم ذلك، أم ستبقى مشكلة مياه سلمية مرتبطة بالوعود والتعديات على مياه الشرب في خطها الوارد من الرستن والشومرية؟!.
نزار جمول