اتحاد الكرة وقفص الاتهام
لم تمر منافسات الجولة العشرين من الدوري الكروي الممتاز دون اعتراضات وحوادث أثرت على شكل المسابقة، حيث ارتفعت درجات الحساسية لأقصى الحدود، وخرجت الأمور عن سياقها الرياضي، ودائماً تحت حجة الظلم التحكيمي.
فمن تابع المباريات السبع أول أمس السبت يدرك أن أغلب الأندية المتبارية لم يعجبها التحكيم الذي بات الشماعة الجاهزة لتعليق كل الأخطاء عليها، ومن خلفه اتحاد اللعبة الذي يمتلك مسؤولية الإشراف على التحكيم.
وفي هذا السياق تبدو الكثير من الأخطاء التي ترتكب من الحكام طبيعية، وضمن الإطار البشري، بل إن مستوى التحكيم يتفوق أحياناً على مستوى المباريات الفني، ولكن على اعتبار أن حكامنا لا يمتلكون من يدافع عنهم إعلامياً، فإن كل جهودهم لا تظهر بشكل واضح.
أما الأخطاء التي تخرج عن الحدود الطبيعية فلا تبدو كثيرة رغم أن لجنة الحكام مطالبة بإنهائها بشكل تام كونها تضر بسمعة جميع الحكام، وتفتح باب التأويلات والهمز واللمز.
أغرب ما في الموضوع أن إدارات الأندية التي تعترض على التحكيم وتصب جام غضبها عليه، حتى وصل الأمر فيها للانسحاب من المباريات، مقصّرة بحق فرقها، ولم تقم بواجباتها تجاهها، وبدلاً من محاولة التدارك والتعويض تتجه نحو تحميل الغير مسؤولية فشلها.
ما حصل في مباريات الجولة العشرين أثبت بالدليل القاطع أن موضوع الشغب والخروج يتحمّله اللاعبون، ومن على أرض الملعب من كوادر في المقام الأول، وليس الجمهور، ومن المفروض أن غياب الجمهور يجب أن يسهم في تهدئة الأجواء، والتركيز في كرة القدم وليس العكس.
اتحاد الكرة مطالب بقرارات سريعة تعالج ما حدث بأقصى درجات الحزم، فما تبقى من مراحل ربما يحمل أموراً أسوأ إذا لم تعالج في الوقت الراهن.
مؤيد البش