امتحان حقيقي
محمد كنايسي
” اختاروا بعيدا عن أي ولاءات ضيقة، واعتبارات غير موضوعية، وعصبيات لا تنتمي لعقيدة الحزب الوطنية والقومية “. بهذه الكلمات البليغة، لخص السيد الرئيس بشار الأسد المطلوب من تجربة الاستئناس الحزبي الذي سيحدد مرشحو الحزب لانتخابات مجلس الشعب في ضوئه.
ولا شك أن خيار الاستئناس هو اليوم امتحان حقيقي لرفاقنا الحزبيين الذين لم يكونوا يمارسون حقهم الديمقراطي في اختيار ممثليهم في المؤسسات الوطنية المنتخبة، وعلى رأسها مجلس الشعب.. فقد بات لزاما عليهم أن يثبتوا قدرتهم على المشاركة الواسعة والفاعلة في اختيار الرفاق الأكثر كفاءة لخوض الانتخابات التشريعية القادمة، وهذا يتطلب المعرفة العميقة بالمترشحين الخاضعين للاستئناس، والتأكد من كفاءتهم، ولاسيما أن لهذه الأخيرة شروطا عديدة أهمها الوطنية ( مع ضرورة اقتران هذا الشرط بالفعل )، وعلو المستوى العلمي، والخبرة في العمل العام، وغنى السيرة الحزبية، والشخصية القيادية، والحضور الاجتماعي، والاشعاع المسلكي.. إلخ، فكل هذه وغيرها شروط يجب أن يتحقق معظمها إن لم تتحقق كلها.
ولعل ما وجه الرفيق الأسد الرفاق البعثيين بالابتعاد عنه في ممارسة الاستئناس، يجب أيضا ألا يوجد بأي شكل من الأشكال فيمن سيختارونهم لتمثيل الحزب في انتخابات المجلس، فالتحرر من الولاءات الضيقة، والاعتبارات غير الموضوعية، والعصبيات التي لا تنتمي لعقيدة الحزب الوطنية والقومية، أمر يدخل في جوهر الكفاءة الطلوبة أيضا لمن يريد أن يكون مرشح الحزب إلى البرلمان، ولا مجال للتساهل فيه أبدا.