عشرات الآلاف في طرطوس: سننتصر على الحصار كما انتصرنا على الإرهاب
نظم عشرات الآلاف من أبناء طرطوس، بمشاركة مختلف شرائح المجتمع وفعاليات حزبية ورسمية، أمس، وقفة وطنية في الكورنيش البحري رفضاً للإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، وخاصة ما يسمى “قانون قيصر”، وتأكيداً على التمسك بالثوابت الوطنية.
وحمل المشاركون في الوقفة (رشا سليمان – محمد محمود) العلم الوطني بطول 2 كيلو متر، ورفعوا لافتات تندد بالإرهاب الاقتصادي، وتؤكّد على الصمود في وجه قوى العدوان التي فشلت في تحقيق مخططاتها سابقاً عبر أدواتها من الارهابيين، لتلجأ إلى إرهاب آخر يتمثّل في الحصار اللاإنساني، وحرمان شعب من حقه في العيش الكريم، ولفتوا إلى وقوفهم خلف الجيش العربي السوري لمواجهة الإرهاب.
وشدّد مدير أوقاف طرطوس الشيخ عبد الله السيد أن رسالة اليوم من كل أطياف الشعب السوري هي أننا سنقهر الحصار، كما قهرنا الإرهاب، وأضاف: كما أرادوا قتلنا بالعصابات والمفخخات يردونا قتلنا اليوم بالحصار والعقوبات، وطالما أن لدينا هذا الشعب وهذا الجيش فلن تجوع سورية ولن تذل، فيما أكد مطران صافيتا للروم الأرثوذكس، ديمتري شربل، أن الشعب السوري شعب وفي وقوي، لا يرضى المذلة ويرفض الهوان، ونحن نفتخر بأننا أولاد حضارة ومهد للديانات، وسنصنع المستقبل لوطننا مهما كانت الصعوبات.
وأشار الأرشمنديت أليكسي نصور، وكيل مطران عكار وتوابعها للروم الأرثوذكس، إلى أن وقفة اليوم رسالة مزدوجة الأولى لقوى العدوان، التي اختارت معاقبة شعب بلقمة عيشه ودوائه، للمطالبة بالتراجع عن العقوبات ورفعها فوراً، والثانية للداخل مفادها نعم للعمل والإنتاج والتصحيح، فيما أكد الشيخان محمد يحيى وفراس سلمان أن وقفة اليوم تأكيد على صمود السوريين في وجه العقوبات، وإصرارهم على المقاومة حتى النصر، لافتين إلى أن الشعب السوري متجدد وقادر على تجاوز “قانون قيصر” عبر العمل والإنتاج والاعتماد على الذات.
وأكد جرحى الجيش يوسف حمود وباسل خلوف ومحمد سعود وأيمن عثمان وإباء محمد: “إننا هنا لنقول بلسان كل من فقد عزيزاً أهم راهنوا على سقوطنا ونسوا من هم أبناء سورية، الذين كانوا عبر تاريخهم أسطورة للصمود وحب الوطن بشهادة العالم أجمع”، فيما ألقت غنوة حسن زوجة الشهيد إياد غانم كلمة ذوي الشهداء، أكدت فيها أن من قدّم وضحى دفاعاً عن وطنه لن يسمح بأن تذهب تضحياتهم هدراً، وكما انتصرت الدماء الطاهرة على الإرهاب سننتصر على الحصار الجائر بفضل وحدتنا وصمودنا.
وشدّدت رئيسة فرع اتحاد الصحفيين في طرطوس عائدة ديوب على أن الصحفيين سيبقون بأقلامهم وأصواتهم ومواقفهم ضمير الأمة ولسان حال كل سوري حر شريف ولا خوف على الشعب السوري لأنه لا يزال يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع، فيما أكدت فعاليات شعبية أنه رغم تأثر هذا القطاع بالعقوبات الجائرة إلا أن العمل به لا يزال مستمراً لتأمين منتجاتنا الزراعية الأساسية وحاجة السوق المحلية والوصول إلى الاكتفاء الذاتي.
مثقفو سورية: يستهدف شعبنا في لقمة عيشه
ونظم اتحاد الكتاب العرب وقفة احتجاجية أمام مبنى الأمم المتحدة بدمشق، أمس الثلاثاء، تنديداً بـ “قانون قيصر”، الحلقة الجديدة في مسلسل العدوان الأمريكي على سورية والذي يستهدف شعبها بلقمة عيشه وحياته اليومية.
وأعرب المشاركون في الوقفة عن استنكارهم للإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، مؤكدين أنها تخالف القوانين الدولية، ومطالبين المنظمات الأممية بتحمل مسؤولياتها وممارسة دورها الإنساني والأخلاقي في رفع هذه الإجراءات اللاشرعية.
وتلا الأديب مالك صقور رئيس اتحاد الكتاب العرب بياناً باسم الاتحاد أكد فيه “إدانة الكتاب والمثقفين الشرفاء في سورية الحازمة والشديدة للقرارات الأمريكية القديمة والجديدة التي تستهدف الشعب العربي السوري في لقمة خبزه وحياته المعيشية ومستقبل أبنائه”، مشدداً على أن هذه القرارات منافية للقانون الدولي الانساني وتشكل انتهاكاً لأبسط حقوق الإنسان.
الدكتور مصطفى ميرو رئيس اللجنة العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني أوضح أن الوقفة جاءت لاستنكار السياسات الأمريكية ولدعوة مجلس الأمن إلى اتخاذ مواقف حازمة من سياسات واشنطن في المنطقة من تجويع للشعوب وإفقارها ودعم الاحتلال الصهيوني وظلم للشعبين الفلسطيني والسوري.
مدير عام مؤسسة القدس الدولية سورية الدكتور خلف المفتاح اعتبر أن ما تقوم به الإدارة الأمريكية اعتداء على الشرعية الدولية وصلاحيات هيئة الأمم المتحدة وأن “قانون قيصر” عدوان على الشعب السوري ويصنف دولياً ضمن جرائم الحصار الاقتصادي والإبادة الجماعية لأنه يستهدف الشعوب والأفراد.
أمين سر لجنة المتابعة في تحالف القوى الفلسطينية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ياسر المصري بين أن الإدارة الأمريكية تحاول تحقيق ما فشلت به عبر دعم التنظيمات الإرهابية من خلال إجراءات جائرة ولا سيما “قانون قيصر” تستهدف الشعب السوري الذي استطاع أن يدحر الإرهاب عن أراضيه في محاولة من الإدارة الأمريكية لكسر إرادة السوريين.
وسلم رئيس اتحاد الكتاب إلى ممثل مكتب الأمم المتحدة في سورية رسالة تذكر أحرار العالم بمبادئ حقوق الإنسان “التي لا تباع ولا تشترى” وتدعو الأمم المتحدة إلى العمل على وقف سياسات واشنطن والجرائم التي ترتكبها بحق الشعوب والوقوف صفاً واحداً في مواجهة الحرب الاقتصادية الظالمة التي تشنها قوى العدوان على الشعب السوري.
وشهدت الوقفة مشاركة أعضاء اتحاد الكتاب إضافة إلى فعاليات من وزارة الثقافة والهيئة العامة السورية للكتاب وفصائل المقاومة الفلسطينية ولجنة دعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني ومؤسسة القدس الدولية.
عدوان أمريكي
وفي القدس المحتلة، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، أن “قانون قيصر” عدوان أمريكي جديد على الشعب السوري وجريمة ضد الإنسانية وأداة جديدة من أدوات واشنطن في حربها على سورية، ولا سيما بعد فشل محاولاتها وحلفائها للنيل منها بفضل الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري على الإرهاب، ولفت إلى أن هذه الإجراءات غير الشرعية تعكس حجم التماهي بين الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي حيث يدخل “قانون قيصر” حيز التنفيذ بالموازاة مع محاولات تنفيذ مخططات ضم أجزاء من الضفة الغربية وتنفيذ مؤامرة “صفقة القرن” الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، وبين أن سياسة واشنطن باتت مفضوحة فهي تعمل على فرض قوانينها التعسفية بدلاً عن القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، داعياً أحرار العالم إلى التضامن مع سورية في مواجهة الغطرسة الأمريكية.
من جانبها أشارت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مريم أبو دقة، إلى أن الولايات المتحدة، راعية الإرهاب في العالم، فرضت منذ تسع سنوات حرباً شرسة على سورية للنيل من صمودها وإضعاف دورها في محور المقاومة، وعندما فشلت في تحقيق أهدافها لجأت للإرهاب الاقتصادي، مؤكدة أن سورية ستبقى عنوان الصمود والعروبة وحصن المقاومة المنيع وستنتصر “قانون قيصر” وعلى كل أشكال البلطجة التي تلجأ لها الإدارة الأمريكية لتدمير سورية والمنطقة، وأضافت: إن واشنطن تستخدم نفس الأساليب القذرة في عدوانها على الشعب الفلسطيني من خلال حصاره اقتصادياً وعملها المستمر على قطع الدعم المالي عن المؤسسات الدولية التي تدعم حقوقه في حين تدعم الاحتلال الاسرائيلي بشكل مطلق وتوفر له كل أنواع الأسلحة لقتل الفلسطينيين والاستيلاء على أرضهم ونشر الإرهاب في المنطقة لتدميرها والسيطرة على مقدراتها.
من جانبه أشار عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني طلعت الصفدي إلى أن “قانون قيصر” إرهاب أمريكي لجأت له واشنطن لتحقيق أهدافها الاستعمارية بعد فشلها جراء تحقيق الجيش العربي السوري الانتصار تلو الانتصار على الإرهاب الذي مولته ودعمته طوال تسع سنوات بالتعاون مع حلفائها في المنطقة مشددا على أن مصير هذا الإرهاب الاقتصادي الأمريكي ضد سورية سيكون الفشل بفضل صمود الشعب السوري.
واشنطن تعوض عن هزائمها
وفي بيروت، أكد الرئيس اللبناني الأسبق العماد إميل لحود أن سورية ستواصل الصمود في وجه الإجراءات الأمريكية القسرية أحادية الجانب المفروضة عليها، وأوضح في بيان أن الحرب الاقتصادية الأمريكية لا تستهدف سورية لوحدها فقط وإنما الدول المجاورة لها أيضاً، وهي ستخرج منتصرة منها بفضل مساعدة حلفائها، وشدد على أنه آن الأوان للتصدي للدول المعتدية والوقوف إلى جانب الدول التي وقفت مع لبنان وساندته وساهمت في حمايته، ومنها سورية.
من جهته شدد رئيس تيار صرخة وطن في لبنان جهاد ذبيان على ضرورة الوقوف والتضامن مع سورية ولا سيما في هذه المرحلة التي تواجه فيها تصاعد الإجراءات القسرية الغربية أحادية الجانب ضدها، وأضاف: إن الوضع الحالي يستدعي خطة مواجهة مشتركة وتعزيز سبل التعاون الاقتصادي بين لبنان وسورية للحد من آثار الإجراءات القسرية الأمريكية، والتي تريدها واشنطن أداة للتعويض عن هزائمها وأدواتها في سورية والعراق.
سياسات واشنطن الاستعمارية
وفي القاهرة، أدان عضو المكتب السياسي للحزب الناصري والبرلماني السابق في مصر محسن عطية “قانون قيصر” وكل الإجراءات القسرية الأمريكية والغربية أحادية الجانب ضد سورية، وقال: إن هذا القانون يعكس الوجه الحقيقي للسياسات الاستعمارية التي تتعامل بها واشنطن مع جميع دول العالم حيث تحاول الضغط عبر العقوبات والحصار على الدول الحرة ذات السيادة، ولفت إلى أن سورية قيادة وشعباً وجيشاً حطمت الأوهام الامريكية وأسقطت المؤامرات الصهيونية التي سعت واشنطن من خلال أدواتها الإرهابية لتنفيذها في المنطقة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعمل على استكمال مخططها ضد سورية بفرض المزيد من الإجراءات القسرية وتطبيق “قانون قيصر” لوقف الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري، وتقديم مزيد من الدعم والحماية لفلول التنظيمات الإرهابية والمرتزقة المتبقية على الأراضي السورية، ودعا دول وشعوب ومؤسسات العالم الحر إلى التصدي لهذا القانون المخالف للشرعية الدولية وإسقاطه بترسيخ وتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سورية.