تلميع وتزيين الواقع السيئ في جولات ينشدها المواطن “مثمرة”!؟
ريف دمشق – علي حسون
تركت الجولة الوزارية على ريف دمشق أثراً إيجابياً في نفوس المواطنين كونها أتاحت الفرصة أمام اللجنة الوزارية، المؤلفة من عدة وزراء والمحافظ، للاطلاع على الواقع المعيشي والخدمي والزراعي في المنطقة، والاستماع لهموم ومطالب المواطنين.
“البعث” تابعت صدى الجولة على منطقة قطنا والقرى المحيطة، حيث اعتبر المواطنون أن هكذا زيارات تكشف الواقع الحقيقي في كل منطقة من ناحية الخدمات والمتطلبات المعيشية، خاصة الاطلاع على الجانب الزراعي الذي يواجه صعوبات عديدة، وأهمها عدم توفير المستلزمات الزراعية وغياب التسويق الزراعي مع ندرة المشاريع التي تعود بالفائدة على الفلاحين في المنطقة.
ولم يخف مواطنون استياءهم من تصرفات بعض المديرين المعنيين في المحافظة، وذلك عند تقصدهم تضليل اللجنة الوزارية بتلميع الواقع خلال الجولة والبدء بتنفيذ مشاريع متوقفة منذ سنوات، مع مطالبات حثيثة من الأهالي، كما حصل في قرية قلعة جندل، حيث تم إحضار “الجرافات” والآليات اللازمة قبل يوم من الجولة من أجل العمل بمشروح “حقل القنطرة”.
كما استغرب أهالي وسكان مدينة قطنا ما شاهدوه في صالة “السورية للتجارة” وعرض السكر والأرز والزيت بكميات كبيرة أمام الوفد الوزاري، علماً أن الجولة كانت يوم الجمعة والصالات مغلقة بطبيعة الحال، حيث أكد المواطنون أنه قبل الجولة كانت الصالة خالية تماماً من مادتي السكر والزيت، متسائلين كيف ظهرت هذه المواد فجأة يوم الجمعة أثناء الزيارة؟!
ولم يكن المواطنون في قطنا وحدهم في ذلك، بل استهجن أهالي قلعة جندل وبقعسم تواجد سيارات جوالة لـ “السورية للتجارة” على مدخل القرية، علماً أن هناك مناشدات ومطالبات كثيرة من الأهالي من أجل إحداث صالات توزيع رغم توفر المكان، إلا أنها لم تلق صدى عند المسؤولين لغاية هذا التاريخ، علماً أن المعنيين في المؤسسة “السورية للتجارة” لطالما يصرحون أنهم على استعداد وجاهزية للتوسع الأفقي في الصالات، ولكن على أرض الواقع لا يظهر هذا الأمر، في الوقت الذي تمنى البعض تكرار هكذا جولات من أجل تحريك المعنيين والبلديات وتواجد أفضل الخدمات مع وجود المسؤولين كما يحدث في كل جولة.
وفي آخر القول، ورغم ما ذكر من سلبيات، تبقى للجولات الوزارية أهمية كبيرة كونها تطلع على الواقع وتستمع لمطالب الأهالي وترى بأم العين الواقع الخدمي لهذه المناطق، حيث كانت الوعود بتحقيق المطالب وضرورة الارتقاء بالواقع الخدمي لجميع المجالس المحلية في المنطقة وتحسين الوضع المعيشي، وذلك من خلال الموافقة على المشاريع الاستثمارية، ولاسيما أن هناك وعوداً مسبقة في جولات ماضية إلا أنها لم تبصر النور حتى الآن.
ويأمل المواطنون في منطقة قطنا والقرى المحيطة أن تتطابق الأقوال مع الأفعال، ويلحظ الأهالي تحسنا حقيقيا للواقع، خاصة في الشق الزراعي وتحقيق متطلبات النهوض بالقطاع بجميع مستلزماته (البذار – الأسمدة – الأدوية – المازوت.. إلخ)، وأن تتحول الكتب وقائمة الاحتياجات التي قدمها رؤساء البلديات والأهالي من الورق إلى الأرض، كي يستطيع الفلاح أن يحصد مواسم مثمرة من الجولات التي من المفروض أن تكون مثمرة.