عدوان أروغاني جديد على العراق
شنت قوات النظام التركي، أمس الأربعاء، عدواناً جديداً على العراق، تحت مسمّى “مخلب النمر”، بعد عملية سابقة الأحد الماضي حملت اسم “مخلب النسر”، ونشرت قوات خاصة مدعومة من سلاحي الجو والمدفعية، في إطار عملية برية، بزعم ملاحقة مسلحي حزب العمال الكردستاني شمال العراق، وأكدت وزارة حرب أردوغان أن طائراته الحربية قصفت أهدافاً للمسلحين في منطقة هفتانين شمال العراق، مشيرة إلى أن وزير الحرب خلوصي أكار يشرف على إدارة وقيادة العملية الجديدة في مركز عمليات قيادة القوات الجوية.
وأكد مصدر أن الطائرات الحربية التركية أقلعت من عدة قواعد في تركيا، وخصوصاً مدينتي ديار بكر وملاطية جنوب شرق البلاد، وضربت معسكرات تابعة لحزب “العمال” في منطقة قنديل ومناطق أخرى في شمال العراق.
وأدان المتحدث باسم الخارجية العراقية، أحمد الصحاف الغارات التركية وانتهاك السيادة العراقية، فيما استدعت وزارة الخارجية العراقية سفير النظام التركي، فاتح يلدز، وسلّمته مذكرة احتجاج.
كما نددت قيادة العمليات المشتركة في الجيش العراقي بالعدوان التركي، وطالبت نظام أردوغان بإيقاف هذه الانتهاكات احتراماً والتزاماً بالمصالح المشتركة بين البلدين.
ويرى مراقبون أن عدوان تركيا انتهاك للسيادة العراقية وتصرف استفزازي لا ينسجم مع التزامات حسن الجوار وفق الاتفاقيات الدولية، كما أنه محاولة جديدة من قبل رئيس النظام التركي أردوغان للدفع بمخططه التوسعي القائم على أوهام الامبراطورية العثمانية البائدة وتوسيع نفوذ هيمنته في المنطقة والهروب من أزماته الداخلية ظهرت معالمها بعد أن حرف بوصلة أطماعه نحو العراق ليبدأ فصلاً جديداً من فصول العدوان والتمدد، ورأوا أن عدوانه على شمال العراق يعد محوراً جديداً لمخطط أردوغان التوسعي وجاء بعد عدوانه على الأراضي السورية ودعمه التنظيمات الإرهابية فيها لسنوات وبعد تدخله السافر في شؤون ليبيا، وهو ما يعد مقدمة لدور تركي تخريبي أكبر في المنطقة.
وقد رصدت الصحافة الدولية تحركات أردوغان، واعتبرت الاندبندنت البريطانية أن أردوغان يهدف من اعتدائه على شمال العراق إلى تحقيق هدفين أولهما حرف الانتباه عما يواجهه من أزمات داخلية وثانيهما صرف انتباه القادة العسكريين في الجيش التركي وإشغالهم عن الانقلاب ضده ولا سيما أن الأزمات السياسية والاقتصادية تلاحقه داخل تركيا وخارجها وشعبيته تتراجع على نحو كبير بين الأتراك.
الصحيفة بينت أن العلاقة المضطربة أصلا بين أردوغان وقادة جيشه العسكريين أعادت إحياء مخاوفه من محاولة انقلاب ثانية ضده على غرار ما حدث عام 2016 مشيرة إلى أن خوفه على منصبه دفعه إلى توجيه القوات العسكرية لفتح جبهة جديدة في العراق في محاولة لشغلها من جهة واستكمال أطماعه بالهيمنة والتوسع من جهة أخرى.
وأشارت إلى عمليات الاعتقال والملاحقات التي قام بها أردوغان لتصفية خصومه العسكريين والسياسيين بعد محاولة الانقلاب الفاشلة وذلك في مسعى منه لإزالة أي مصدر يمكن أن يهدد نظام حكمه لافتة إلى أن أردوغان يحاول الآن إعادة تشكيل الجيش التركي وفقا لصورته الخاصة وقد منح حلفاءه في حزب العدالة والتنمية الحاكم صلاحيات تمكنهم من تشديد قبضتهم على مواقع الجيش التركي الحساسة.
ويرى مراقبون أن المبررات التي يقدمها أردوغان لخداع الرأي العام التركي وتضليله حول الانتهاكات والاعتداءات التي ينفذها سواء في العراق وسورية وليبيا معروفة وتتكرر دائماً، لكن أطماعه لا تخفى على أحد فهو لا يدخر جهداً من أجل تنفيذ سياساته التوسعية.