رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل والمراسلة الروسية
كان من عادة رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل (1942 – 2011 ) لكوريا الاشتراكية أن يتبادل الحديث مع الناس بشكل ممتع وعمومي وعلى محياه الابتسامة العريضة.
حدث هذا الأمر في يوم 21 آب عام 2002، على متن زورق النزهة الذي يقل القائد كيم جونغ إيل الذي كان عائداً من زيارة معسكر كوسموس للأطفال الواقعة في جزيرة شارغول بمدينة كومسومولسك– نا – آمور المحاذية لنهر آمور في روسيا.
آنذاك، أقامت الكوادر الروسية مأدبة على شرفه، وفي عداد حضورها المراسلة الروسية أولغا بتروفنا مالتسيبا والتي كانت قد زارت بيونغ يانغ، في شباط من العام نفسه، بصفتها عضوا من أعضاء الوفد الذي يرأسه المفوض الرئاسي المقيم في إقليم الشرق الأقصى للاتحاد الروسي.
في ذلك الحين، أجرت لقاء صحفيا مع القائد كيم جونغ إيل الذي جاء إلى مقر إقامة الوفد، وفيما يلي جزء من مضمونه:
أولغا: من هو أعز وأقرب شخص إليكم في العالم؟
رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل: هي أمي التي توفيت عندما كنت صغيرا جدا. كانت مناضلة ثورية وقد رغبت أن تسير كل أمور ابنها على ما يرام… كنت استفدت كثيرا من أمي.
أولغا: ما أكثر انطباعاتكم جدارة بالتذكر أثناء زيارتكم لروسيا؟
رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل: ذلك هو اللقاء والتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولطف الروس. استطعت أن أشعر بحسن نيتهم تجاهي في نظراتهم. هذا ما أعجبني..
هكذا، ارتبطت تلك المراسلة معه بصلة فريدة، وأتيحت لها، هذه المرة، فرصة اللقاء به مجدداً.
بادئ ذي بدء، سألها القائد كيم جونغ إيل ماذا تود أن تسأله هذه المرة، وهل جاءت بالمفكرة والقلم الجاف، ودعاها بلطف إلى الجلوس إلى جانبه.
أولغا: ما هدف زيارتكم الحالية للشرق الأقصى؟
رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل: تربط بين روسيا وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية علاقات الصداقة القديمة، وتوطدت هذه العلاقات بشكل خاص بعد انعقاد اللقاءين بين قائدي البلدين في بيونغ يانغ، تموز عام 2000، وفي موسكو، آب 2001. عرى صداقتنا مع روسيا ليست مجرد انتعاش، بل هي تتطور من زاوية جديدة. ففي الوقت الراهن، من المهم إرساء الروابط بيننا على أساس المنفعة المتبادلة، وأكثر الأمور واقعية لهذا الغرض هو تحقيق هذه الروابط في مجال التعاون الاقتصادي والثقافي بين الشرق الأقصى وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية. هذا بالضبط يعد حجر الأساس لإطلاق التعاون المستقبلي بمزيد من الأهمية.
أولغا: لماذا تسافرون بالقطار، لا بالطائرة؟
رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل: ترى ما يمكن أن أعرفه لدى سفري بالطائرة؟ لا شيء إلا لقائي بالساسة. ولكن، أود أن أرى بأم عيني ما هو جيد وسيء في روسيا..
أولغا: ما أول انطباعاتكم في زيارتكم للشرق الأقصى؟
رئيس لجنة الدفاع الوطني كيم جونغ إيل (معربا عن سروره لرؤية جميع الأشياء عن كثب): تعجبني مشاعر الروس النبيلة لعرض ما هو رائع ومتقن فقط علي. إني ألتقي الأشخاص الصرحاء واللطفاء الراغبين في تبادل خبرات أعمالهم معي.
بعد أن شاهد حضور المأدبة هذا اللقاء الصحفي الذي يدور بين رئيس الدولة والمراسلة البسيطة في جو من الود واللطف، تأثروا عميقا بشخصية القائد كيم جونغ إيل الذي يرى العلاقات بينه وبين الأجانب كعلاقات إنسانية، لا مجرد علاقات دبلوماسية، ويعاملهم بتواضع دون أدنى تكلف.