الأردوغانيون يعتدون على الطلاب وموسكو: لتحرّك عاجل لحماية أطفال إدلب
واصلت التنظيمات الإرهابية، المدعومة من قوات الاحتلال التركي، منع طلاب محافظة إدلب من الخروج إلى حماة لتقديم امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة، وقامت بالاعتداء على سائقي الحافلات التي تجمعت لنقل الطلاب، فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الاعتداء يشكل “دليلاً واضحاً على تعسف المسلحين في إدلب، الذين يرهبون المدنيين ويرتكبون الجرائم والأعمال غير القانونية”، مشدّدة على أن إعاقة حرية تنقل المدنيين تعد “انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي”، وحثت المجتمع الدولي والأمم المتحدة على التحرّك بدلاً من البقاء في وضع المتفرج الصامت حيال “الأفعال التعسفية والإجرامية التي يرتكبها الإرهابيون”، مشيرة إلى أن “أطفال إدلب، الذين يذكرهم مجلس الأمن في كثير من الأحيان في سياق مكافحة الإرهاب، باتوا منسيين الآن”.
وفي التفاصيل، ذكر مراسل سانا من ممر ترنبة غرب مدينة سراقب، الذي جهزته الجهات المعنية، أن التنظيمات الإرهابية المدعومة من نظام أردوغان استمرت، أمس الجمعة، بمنع أكثر من 2600 من طلاب محافظة إدلب الذين تجمعوا من مختلف مناطق المحافظة في بلدة النيرب من الخروج إلى حماة لتقديم امتحاناتهم، وقامت بمصادرة حقائبهم وممتلكاتهم الشخصية وهوياتهم الشخصية، ولفت إلى أن المجموعات الإرهابية اعتدت أيضاً على سائقي الحافلات التي كان من المقرر أن تنقل الطلاب وصادرت بطاقاتهم الشخصية وحافلاتهم.
وأكد فادي سعدون المكلف مهام محافظ إدلب أن المجموعات الإرهابية المتطرفة “منعت لليوم السادس على التوالي آلاف الطلاب من أبناء محافظة إدلب، الذين تجمعوا في مدينة إدلب، من القدوم إلى ممر ترنبة والخروج للتقدم لشهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة”، مشيراً إلى وجود معلومات تؤكد قيام الإرهابيين بالاعتداء على الطلاب وضربهم وتهديدهم بالاختطاف، وأضاف: إن منع الطلاب من تقديم الامتحانات “أكبر دليل على ظلامية تلك المجموعات الإرهابية التي تريد طمس العلم والمعرفة وإشاعة ثقافة التطرف في عموم محافظة إدلب”.
من جهته بين أسامة فضيل أمين فرع إدلب للحزب أن الدولة تولي اهتماماً كبيراً لمساعدة الطلاب بالخروج من مناطق سيطرة المجموعات الإرهابية وتسخير كل الإمكانيات المادية واللوجستية لدعم طلاب محافظة إدلب الراغبين بالتقدم لامتحانات الشهادة الثانوية.
وأشار مدير تربية إدلب عبد الحميد المعمار إلى أن “فرق مديرية التربية متواجدة منذ ستة أيام على معبر ترنبة لاستقبال الطلبة على أمل خروجهم، وخصوصاً أن مديرية تربية إدلب جهزت 12 مركزاً لاستقبالهم مجهزة بكل مستلزمات راحة الطلاب إضافة إلى تجهيز 27 مركزاً امتحانياً موزعة في مدينة حماة لاستيعاب 2684 طالباً كان من المقرر خروجهم”، مضيفاً: إن “العصابات الإرهابية المسلحة يؤازرها النظام التركي تستمر بمنع طلاب إدلب من العبور إلى المعبر الآمن”، وأشار إلى أن تلك العصابات هددت الطلاب بالسجن والاعتقال.
الفرق الطبية تواجدت على الممر منذ ستة أيام وفق مدير الصحة المدرسية في تربية إدلب أيمن حيدر، الذي أكد جهوزيتها لعمليات فحص الطلاب فور وصولهم إلى المعبر من خلال الفحص بأجهزة قياس الحرارة وأيضاً ضمان سلامتهم من فيروس كورونا.
إلى ذلك، أدانت وزارة الخارجية الروسية جرائم التنظيمات الإرهابية المتواصلة بحق المدنيين في إدلب، ومنعها الطلاب من تقديم امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية، وأشارت إلى أن الإرهابيين يحرمون أطفال إدلب ليس فقط من حرية الحركة المنصوص عليها في المادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بل أيضاً من الحق في التعليم كما هو موضح في المادة 26 من هذه الوثيقة، وأضافت، في بيان أصدرته أمس الجمعة، إن إقدام إرهابيي تنظيم “هيئة تحرير الشام” على منع قافلة مكونة من 17 شاحنة كانت تقل الطلاب من مدارس إدلب، من مغادرة المنطقة إلى حماة، يمثّل “حادثاً آخر يدل بوضوح على تعسف إرهابيي إدلب الذين يرهبون المدنيين ويرتكبون الجرائم والأفعال غير القانونية بحقهم”.
وشدّدت الوزارة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي وممثلي الأمم المتحدة إزاء هذه الجرائم، وعدم الاكتفاء بمراقبة الأعمال التعسفية والإجرامية التي يقوم بها الإرهابيون بصمت، مضيفة: إن “أطفال إدلب الذين يذكرهم مجلس الأمن الدولي في كثير من الأحيان خلال عملية مكافحة الإرهاب يتم نسيانهم الآن”.