الإدانات تتواصل: “قانون قيصر” عدوان جديد يتطلب موقفاً حازماً
تواصلت الإدانات العربية والدولية لما يسمى “قانون قيصر” والإجراءات القسرية الامريكية أحادية الجانب المفروضة على سورية والحصار الإجرامي الجائر على شعبها، فيما أعرب اتحاد الجاليات العربية في أمريكا اللاتينية “فياراب أمريكا” عن تضامنه مع سورية في مواجهة الحرب الإرهابية العسكرية والاقتصادية التي تستهدفها.
وجاء في بيان سلمه ألفريدو درويش غوتيريز رئيس “فياراب أمريكا” للدكتور إدريس ميا سفير سورية لدى كوبا في مقر سفارة الجمهورية العربية السورية في العاصمة الكوبية هافانا: “الشعب السوري وجيشه الباسل، الذي أجهض بصموده الأسطوري وملاحمه البطولية المشروع الأمريكي دفاعاً عن سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها، لن يسمحا لمحترفي الإجرام الأسود بإعادة إحياء مشروعهم”، مشدداً على أن الشعب السوري سيواجه العقوبات بنفس العزيمة والإصرار التي هزم بها أدواتهم من المجموعات الإرهابية.
واستنكر البيان حديث الإدارة الأمريكية عن “حقوق الإنسان في سورية”، مبينا أنه “يتجاوز أبشع أشكال الكذب والنفاق”، ومؤكداً أن تشديد العقوبات ضد سورية يأتي ليضيف بعداً وشكلا ًجديداً للإرهاب، وشدد على تضامنه مع سورية شعباً وجيشاً وقيادة، داعياً أعضاء الاتحاد والمجتمع الدولي إلى رفض الإجراءات التي تمارسها الولايات المتحدة بحق سورية.
بدوره أكد السفير ميا الدور المهم الذي يمكن لاتحاد الجاليات العربية في أمريكا اللاتينية “فياراب أمريكا” أن يقوم به تجاه سورية من خلال التضامن معها فيما يخص قضاياها العادلة، موضحا أن “قانون قيصر” تجاوز لكل القوانين والأعراف الدولية.
وفي عمان، لفت النائب الأردني الدكتور نضال طعاني عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي التقدمي إلى أن هذا القانون الظالم والعدواني يأتي بعد فشل المشروع الإرهابي الذي دعمته الولايات المتحدة وحلفاؤها لاستهداف الدولة السورية، موضحاً أنه سينعكس انعكاسا تاما على الشعوب والدول المجاورة لسورية، بما فيها الأردن، إضافة إلى انعكاساته على الشعب السوري الذي يعاني جراء الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة عليه.
وأكد المهندس جورج حدادين أمين عام حركة المبادرة الوطنية الأردنية أن “القانون” استمرار لنهج لم يثمر ولم ينتج، ولكن الإدارة الأمريكية مستمرة في تطبيقه وبشكل موسع وهستيري، وبين أن الهدف الرئيس من القانون هو إخضاع دول ومجتمعات مناهضة للسياسة العقابية الأمريكية حيث أن المتضرر الفعلي من هذه الإجراءات هم الشرائح الكادحة والمنتجة والفقراء والمعوزين، لافتا إلى أن هذا القانون يمكن أن يحول إلى فرصة لبناء الاقتصاد الوطني المنتج وإحداث تكتل اقتصادي تكاملي بين دول المقاومة.
إلى ذلك أكد المؤتمر الشعبي اللبناني والحزب العربي الديمقراطي الناصري في مصر، في بيان مشترك، أن الإدارة الأمريكية في ظل ما تعانيه من أزمات أعلنت وضع “قانون قيصر)” العدواني موضع التنفيذ، وهي بذلك تعلن حرب التجويع ضد الشعبين السوري واللبناني، ما يتطلب وقفة عربية رسمية وشعبية في وجه هذا القانون الذي يتعارض مع حقوق الإنسان والقوانين الدولية التي ترعى علاقات الدول فيما بينها، إضافة إلى أنه يفتقد إلى أي غطاء دولي، وأضاف البيان أن “هذا القانون عدوان أمريكي وصهيوني لا يقل عن عدوان 2006 ضد لبنان والاعتداءات الصهيونية المتكررة على سورية.. وعلى القوى الشعبية العربية التصدي لهذا العدوان ومواجهته برفضه وإدانته ودعم الشعب العربي السوري في مواجهته”.
إلى ذلك، أكد الوزير اللبناني السابق جبران باسيل أن “قانون قيصر” يستهدف سورية ولبنان معاً وهو أمر لا يمكن القبول به، لافتاً إلى أن سورية هي رئة لبنان التي يتنفس منها، وأضاف: “هذا القانون ليس قانوناً دولياً بل هو صناعة أميركية ويستهدف إضعاف الأوضاع الاقتصادية في سورية”، محذراً من أن فرضه يعني خنق لبنان أيضاً من الداخل والخارج.
وفي أنقرة، أكد الجنرال التركي المتقاعد نعيم بابير أوغلو أن الإجراءات القسرية الأمريكية ضد سورية هي جزء من المؤامرة الكونية التي تستهدفها منذ 2011 خدمة للمشروع الصهيوني والأحلام الاستعمارية، وأضاف: “هذه العقوبات رغم خطورتها لن تؤثر في موقف سورية وحلفائها ورفضها لكل المخططات والمشاريع الامبريالية في المنطقة”، مشددا على أن الشعب السوري عانى طيلة السنوات التسع الماضية ويلات الحرب وأثبت أنه على مستوى كل هذه التحديات مهما كانت صعبة كما أثبت قدرته على الصمود والدفاع عن أرضه، وأشار إلى تناقضات موقف النظام التركي بالنسبة للأزمة في سورية وخاصة لجهة قوله إنه يحارب الإرهاب فيها وأنه مع وحدة الدولة السورية فيما نراه ينسق في الوقت ذاته مع أمريكا التي ترعى الإرهاب.