إقصاء الصحافة عن لقاء “الفضفضة” بين التجار ووزير حماية المستهلك!
دمشق – ريم ربيع
لا مكان للإعلام والإعلاميين في غرفة التجارة، وكأنهم متطفلون على ما لا يخصّهم، إذ لم يُسمح للإعلاميين بحضور اجتماع وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك مع التّجار؛ ورغم دعوتهم مسبقاً فقد طُلب من الإعلام مغادرة قاعة الاجتماعات بعد أقل من سبع دقائق من حديث الوزير، على أن ينتظروا حتى نهاية الاجتماع الذي قد يطول لساعتين أو ثلاث بلا موعد محدّد. فالتّجار – وفقاً لأمين سر الغرفة محمد حمشو – يريدون أن “يأخذوا راحتهم” بالحديث، إذ أن كثرة الصحفيين والمصورين تتسبّب بزيادة الإرباك على ما يبدو!! بعد أن تسابق التّجار أنفسهم في الاجتماع الماضي للإعلان عن مبادراتهم التي لم تتجاوز الـ 11 مبادرة بالمجمل، مستغلين وجود الإعلام للترويج، وهو ما قاله الوزير البرازي حينها صراحة من أن تخفيضاتهم بمثابة إعلان لهم. وبعد الغزل المطوّل بين الطرفين في الأسبوع الفائت، يبدو أن حديث الأمس له خصوصية لا حاجة بها للإعلام! فلا إنجازات تُذكر ولا مجاملات تنتظر من ينقلها، خاصةً وأن الأسئلة كثيرة بعد أن شهدت الأسواق زيادة في أسعار بعض السلع خلال الأيام القليلة الماضية!!
في الخارج، كان هناك من يحاول إلقاء المحاضرات على الصحفيين حتى لا يكونوا “قساة القلب” في خطابهم ضد التاجر، عوضاً عن التركيز على الإنتاج والصناعة التي تبدأ عندها حلقة الأسعار، ولم يرق للبعض على ما يبدو ما يتمّ تداوله من تصريحات مختلفة تشي بتشتت المواقف والآراء، وخاصة بعد أن تحوّلت الغرفة في الاجتماع السابق إلى ما يشبه “سوق الهال” أو “البازارات” التي تستقطب المبادرة الأقوى، وتصفيق التّجار لبعضهم البعض على إنجازاتهم الوفيرة!!
عموماً، فإن الدقائق الخمس التي سُمح لنا بحضورها تضمّنت وعداً من رئيس اتحاد غرف التجارة غسان القلاع بالمزيد من الخطوات التي تحضّر لتطبيقها في السوق، حيث قال: “هناك ما أُنجز وهناك ما هو قيد الإنجاز.. وهناك ما يتمّ دراسته”، مبدياً تفاؤله بالمرحلة المقبلة، فيما اعتبر وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك طلال البرازي أن القطاع الاقتصادي عموماً والتّجار يجب أن يتقبلوا تحمّل مسؤولية الوضع الاقتصادي كونهم قادرين أكثر من أصحاب الدخل المحدود على التدخل بالحياة الاقتصادية، موضحاً أن المسؤولية تزداد في ظل الظرف الاقتصادي الحالي والعقوبات المطبقة ضد سورية.