الحياة وحيداً.. ومشكلاتها!
أكرم شريم
تعيش نسبة كبيرة من الناس هذه الأيام، وفي كل شعوب العالم، حياة الوحدة المنعزلة عن الآخرين فلا زوج أو زوجة، ولا أبناء أو أقارب وإن وجد الأبناء والأقارب فهم بعيدون أيضاً، ولا أحد يعرف كيف يمكن أن تتشكل مثل هذه الحياة ولماذا تتشكل وتتكاثر أيضاً وفي كل الشعوب، علماً أن الله سبحانه وتعالى وهو رب يُعبد لم يخلق الإنسان وحيداً ولم يخلق أي إنسان وحيداً ولا حتى أي نوع من المخلوقات وحيداً، فكيف تنشأ مثل هذه الحياة وحيدة ولماذا نقبل بها، وفي أيدينا وفي معظم الأحيان تغييرها إلى حياة أسرية واجتماعية وإنسانية وبكل سهولة!؟.
نقول ذلك لأن الحياة وحيداً سجن أبدي ودون أي ذنب اقترفه هذا الإنسان، ومن المؤسف أيضاً بل والمحزن أنه يحكم على نفسه بالحياة وحيداً بنفسه، ويبقى طوال حياته من دون أحد في حياته، لا زوجة أو زوج ولا ابن ولا ابنه ولا أي نوع من الأقارب أو العلاقات بهم!.
الأكثر من ذلك أحياناً، أن هذه الوحدة تفرض على صاحبها ويقبل أن يبقى ويعيش من دون الأقارب من الأهل ولا أحد من الجيران ولا الأصدقاء بعلاقات دائمة ومستمرة، ولا علاقة مع أحد من سكان الحي الذي يعيش فيه أو القرية أو المدينة أو المحافظة، سوى هذه المعرفة التي تكون عادة بينه وبين بعض الجيران والأصدقاء والزملاء وتكتفي دائماً بإلقاء السلام والتحية وبعض الكلمات وبسرعة وعلى الماشي!. نقول ذلك لأن الوحدة موت نفس بطيء وأحتكم للأطباء المتخصصين بذلك!، وإذا كان يظن هذا الإنسان أنه بسبب من الأسباب مضطر لذلك فهو هنا ليس مخطئاً وحسب بل إنه أيضاً يدافع عن هذا الخطأ اللاإنساني بل والذي عكس الطبيعة الإنسانية.. وأقول أيضاً: إن من يعتقد عكس ذلك، فلأنه لسبب من الأسباب أو لأكثر من سبب، وخاصة إذا كان السبب نفسياً، فلأنه اضطر إلى ذلك وارتاح بهذه الطريقة فنسي أو تناسى كل شيء آخر وصار يدافع، وهذا ارتكاب للخطأ بحق غيره أيضاً، عن الحياة وحيداً!. والأخطر من ذلك كله، أن الحياة وحيداً يمكن أن تتحول إلى عدوى، وبالتالي أن تصير تعدي وتنتشر هنا وهناك، وبالتالي قد تصير حياة عادية مقبولة وتستمر وتنتشر أكثر وأكثر، وعافانا الله من خطورتها على العالم أجمع وعلى الحياة البشرية جمعاء أيضاً!.. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن تبدأ كل المنظمات الإنسانية وتحديداً منظمات حقوق الإنسان ومعها كل الحكومات الشريفة بدراسة هذه المشكلة الإنسانية العالمية وشرح أسبابها وخطورتها في كل وسائل الإعلام الممكنة والبدء بمعالجتها ودون أي تأخير!