أحلام سياحية واعدة لطرطوس.. ومشروع المارينا الأول من نوعه!!

أحلام طرطوس السياحية – المشروعة- تبدو واعدة إلى حد كبير، لكنها لاتزال بعيدة المنال مع الأسف لبيروقراطية مسؤول أو مؤسسة أحياناً، أو لأن قميص الاستثمار الذي يتدثر به بعض المستثمرين فضفاض على أبدانهم، أو لا تتحمّله عقولهم أحياناً أخرى، فيما آخرون لاتزال تنقصهم الخبرة والتجربة والجدية في التعاطي مع هكذا استثمارات!.

وإذا استعرضنا عدد المشروعات السياحية الضخمة المباشر بها منذ ما لا يقل عن ربع قرن ضمن مسافة لا تتجاوز الـ 2000 م /2 كم/ على شاطىء مدينة طرطوس ابتداء من نهاية الكورنيش البحري شمالاً، وصولاً لما كان يعرف بشاطىء الأحلام جنوباً، سندرك حينها حجم أحلام طرطوس السياحية المنتظرة، وحجم  المعاناة والعراقيل الكبيرة التي حالت دون إنجاز أي منها بشكل كامل؟!.

البداية من الكونكورد 

تصوروا أن مشروع ضاحية الفاضل الذي ضم قرابة الـ 450 شاليهاً قرميدية تم إنجازه بالكامل على المفتاح نهاية القرن العشرين، لكنه أزيل- بجرة قلم- عن بكرة أبيه عن وجه الأرض قبل أن يُشرع باستثماره فلم تطأه قدم زائر، أو يسأل أحد أي ذنب اقترف، أو ما هي الدواعي والمبررات التي استدعت “إعدام” المشروع؟!.

المهم الآن أن أرض المشروع أعطيت لشركة “الكونكورد” السياحية التي يتولى مستثمرها استثمار مشروع انترادوس طرطوس “جونادا”، ولكن رغم مرور عشرين عاماً على توقيع عقد الاستثمار مع مجلس مدينة طرطوس، لم تتمكن الشركة من تحويل أرض المشروع بجدارة إلى أرض بائرة؟!.

وتفيد المعلومات المتوافرة أن المجلس الأعلى للاستثمار حدد مؤخراً مدة 33 شهراً للتنفيذ وفق صيغة عقدية جديدة.

 مشروع المنارة السياحي

ربما كان مشروع المنارة السياحي الذي تعود ملكيته لحزب البعث العربي الاشتراكي الوحيد الذي تم استثماره طوال عقود، وحقق في مرحلة معينة سمعة سياحية طيبة، وقد أعيد طرحه للاستثمار مع إحدى الشركات الاستثمارية الروسية السياحية وفق صيغة استثمارية قائمة على التشاركية بنسب ومدد محددة، وقد بوشر منذ عام تقريباً ببناء كتلة أحد فندقي المشروع رغم الظروف الصعبة، ولاتزال الأعمال مستمرة، لكنها تحتاج ربما لبعض التسريع.

مشروع فندق أساس

بالتشارك مع مجلس مدينة طرطوس بعد عثرات الانطلاق التي دامت لسنوات، بدأت أعمال الهيكل تشهد حركة متسارعة، ومعالجة ضابطة البناء، تجاوزت الأعمال الطابق السابع، والأعمال مستمرة.

 شيراتون طرطوس

انتهت الأعمال المدنية على الهيكل، لكن استكمال الأعمال لايزال يسير بوتيرة بطيئة، مع فارق أن المشروع ملكية خاصة بالكامل.

مشروع انترادوس

وهو الأضخم على الكورنيش البحري لمدينة طرطوس، ولكن لم ينفذ منه إلا جزء بسيط وبدأ استثماره، ولكن توقفت أعمال استكمال المشروع لسنوات لحين نقل ملكية المشروع نهاية العام الماضي، حيث قام المستثمر بتسديد سلفة مالية على الحساب لصالح مجلس المدينة بقيمة 500 مليون ليرة، على أن يتم عقد اجتماع الهيئة العامة للمشروع خلال النصف الأول من تموز القادم لتحديد أولويات وخطة الأعمال وفق مقررات المجلس الأعلى للسياحة، ومعالجة التشابكات العالقة بين المدينة كشريك بنسبة 30% والشركة المستثمرة، ولابد من الإشارة إلى وجود العديد من المشروعات التي تنتظر تسويقها على الكورنيش البحري منذ سنوات أيضاً مثل مبنى اتحاد العمال الحالي، ومبنى فرع الحزب القديم.

المشاريع المنجزة 

مشروع فندق رويال الموضوع بالاستثمار بموجب التشاركية القائمة بين نقابة المعلمين والشركة المستثمرة، إلى جانب سلسلة المطاعم السياحية الأربعة، وعدد من مقاهي الرصيف على الكورنيش البحري التي نفذها عدد من المستثمرين مع مجلس المدينة وفق نسب محددة، يضاف إلى هذه الاستثمارات نادي الضباط الذي يضم فندقاً وعدداً من المطاعم الشتوية والصيفية والمقاهي، بالإضافة إلى مسبح داخلي.

المارينا على الطريق

يوضح م. مظهر حسن مدير مدينة طرطوس أن مشروع المارينا السياحي الواقع في القسم الجنوبي من الكورنيش البحري للمدينة على جزئي العقارين /10532-12165/ منطقة طرطوس العقارية العائدين لمجلس المدينة، وهو مشغول حالياً من قبل مراكب الصيد والنزهة واليخوت، غايته الاستثمار السياحي للموقع بإشادة واستثمار فندق سياحي من الدرجة الدولية بسوية خمس نجوم، مع فعاليات تجارية وخدمية وترفيهية متممة وإدارة واستثمار حوض المارينا كمرسى لليخوت والقوارب، على مساحة 94000م2، وجميع البنى التحتية من طرق  ومياه  وهاتف وكهرباء وصرف صحي مؤمنة حتى حدود المشروع، وقد تم إعداد دفاتر الشروط الخاصة لاستثمار الموقع بطريقة الـ B.O.T لمدة 45 سنة تتضمن الأعمال والمتطلبات التي تؤمن تنفيذ وتجهيز المنشآت في الموقع، ومن ثم استثماره، واعادة الملكية لمجلس المدينة نهاية مدة الاستثمار، وتتضمن الأعمال إشادة فندق سياحي من الدرجة الدولية بسوية خمس نجوم بسعة لا تقل عن 500 سرير مع متمماته الترفيهية والخدمية من مسابح، وقاعات متعددة الاستعمال، وناد رياضي، وغيرها إلخ، ومول تجاري، وناد صحي وعلاجي، ومطاعم، وكافتيريات متنوعة سوية نجمتين بسعة لا تقل عن 800 كرسي، إلى جانب مارينا يخوت وقوارب مع متمماتها من محطة وقود، ومركز إصلاح وصيانة، وغيرها، وإقامة فعاليات رياضية مائية مع خدماتها المختلفة ونادي غوص وفعاليات مائية مع خدماتها المختلفة.

لجنة عامة

ويقول م. حسان نديم حسن مدير الشؤون الفنية بأنه تم تصديق دفتر الشروط من مجلس المدينة بالقرار /103/، والإعلان عن استثمار موقع المارينا في ملتقى سوق الاستثمار السياحي الذي أقيم في مدينة طرطوس العام الماضي، وتقدم للمشروع عارض وحيد وهو شركة ارمان للإدارة الفندقية والسياحية محدودة المسؤولية، وصدر قرار وزارة السياحة رقم /96/ تاريخ 15/1/2020 المتضمن تشكيل لجنة عامة مهمتها فض المغلفات الرئيس والأول للتأكد من تحقق الشروط، وتنظيم محضر، ثم تحيل اللجنة العرض الفني الخاص بالموقع إلى اللجنة الفنية، وتتلقى محضر نتائج عمل اللجنة المالية (السعر الأدنى لاستثمار الموقع)، وتقوم بفض العروض المالية للموقع ودراستها وفقاً لمحضر اللجنة الفنية، كما صدر قرار وزارة السياحة بتشكيل لجنة فنية لاقتراح جداول المعايير الفنية وسلم العلامات والحد الأدنى للعلامات المقبولة فنياً، وفض العروض الفنية المقدمة، ولجنة مالية لاقتراح السعر الأدنى المقبول لاستثمار موقع فندق المارينا، وقد اقترن العرض الوحيد بالقبول بموجب محضر اللجنة العامة المصدق أصولاً، حيث إن قرار المجلس الأعلى للسياحة رقم /132/ تاريخ 21/2/2005 يتضمن إمكانية قبول العرض الوحيد.

ومن خلال الاتصالات والمراسلات بين وزارة السياحة ومدينة طرطوس حول صيغة مشروع العقد المزمع إبرامه مع العارض المرشّح تم التوافق بين وزارة السياحة ومجلس مدينة طرطوس على كافة بنود العقد، وعرض مشروع العقد على مجلس المدينة في الشهر الخامس 2020 وصدر القرار /41/ تاريخ 19/5/2020 بالموافقة على العقد المزمع إبرامه مع شركة ارمان لاستثمار موقع المارينا، وإرسال العقد لوزارة السياحة بتاريخ 20/5/2020 لاستكمال إجراءات التصديق لتسليم موقع العمل ومنح المستثمر أمر المباشرة خلال خمسة عشر يوماً من تاريخ التصديق، وبعدها يتوجب على المستثمر تقديم برنامج زمني مفصل خلال عشرة أيام من تاريخ تسليم موقع العمل.

يشار إلى أن العقد حدد في مادته السابعة بدل الاستثمار بنسبة مئوية قدرها 14% من  إجمالي الإيرادات السنوية لتشغيل واستثمار المشروع المنجز (رقم الأعمال المتحقق سنوياً)، وبما لا يقل عن حد أدنى قدره 612.5 مليون ليرة متزايدة كل خمس سنوات بنسبة 5% لتصل في نهاية عقد الاستثمار إلى 905 ملايين ليرة تقريباً.

وائل علي