الدراجات النارية من الحوادث إلى النشل.. ومطالبات بردع حقيقي
لم تعد ظاهرة الدراجات النارية تشكّل حالة قلق فقط من القيادة الرعناء، وانتشارها بين أوساط الشباب والمراهقين، بل وصل الأمر لتكون وسيلة لحالات النشل، وخاصة محافظ النساء، ما جعل المواطنين يسيرون بحذر وشعور بالخوف والتوتر في الشوارع مع وجود الانتشار الواسع لظاهرة قيادة الدراجات النارية ذات السرعة الجنونية، والأصوات المزعجة في أغلب المناطق، وخاصة في ريف دمشق، حيث تظهر أعداد كبيرة من الدراجات النارية في أغلب المناطق بأصوات مزعجة وسرعة جنونية تهدد حياة المارة والأطفال حتى على أرصفة الشوارع.
تدخل سريع
وقد وصلت لـ “البعث” شكاوى عدة عن الوضع السيئ، والاستهتار بحياة المواطنين من قبل أصحاب هذه الدراجات الذين يحولون الشوارع إلى ساحات رعب وفزع، حيث طالب أهالي مدينة جرمانا بتدخل سريع ووضع حد لهذه الظاهرة مع انتشار أكثر من حالة نشل وحوادث.
وأشار الشاكون إلى صغر سن راكبي الدراجات، ما يجعلهم غير مكترثين ومقدرين عواقب ما يفعلون في ظل غياب الردع الحقيقي، سواء كان من الأسرة أو الجهات المعنية، مبدين استياءهم الشديد من انتشار ظاهرة الدراجات النارية التي باتت “كابوساً مزعجاً” يؤرقهم.
ويعتبر الشاكون أن ظاهرة الدراجات النارية تأتي زيادة على معاناتهم الخدمية، وخاصة المتعلقة بالخدمات الأساسية، كتعبيد الشوارع والنظافة والصرف الصحي وغيرها، ما يزيد الطين بلة بوجود ظاهرة الدراجات كما يقال: “فوق الموت عصة قبر”.
“تطنيش” البلدية
حاولت “البعث” التواصل مع رئيس بلدية جرمانا عمر سعد أكثر من مرة لكنه لم يجب على الاتصال، علماً أنه كان متعاوناً سابقاً، ما ترك حالة استغراب من تطنيش رئيس البلدية، ليهمس أحدهم: ربما الضجة الإعلامية التي حصل عليها في عدة وسائل جعلته لا يكترث لشكاوى المواطنين.
ولفت المواطنون إلى أنهم دائماً يحذرون أولادهم وأسرهم من السير على طرف الطريق بمحاذاة الرصيف، والسير على الرصيف وفي المنطقة الأقرب إلى المحال التجارية، نظراً لكثرة الدراجات النارية في الطرقات والسرعات الجنونية التي تتم قيادتها بها، فحياة الإنسان لدى هؤلاء رخيصة للغاية، وفي كل يوم نسمع بحوادث دهس دراجات نارية لأشخاص، أو بتصادم مع سيارات، إضافة إلى انقلاب كثير من الدراجات على الطرقات بسبب السرعات الكبيرة.
تضاعف حالات
يؤكد أحد الأطباء في مشفى حكومي أن الحوادث في الآونة الأخيرة تضاعف عددها عشرات المرات عما كان عليه في الأعوام السابقة، في المقابل لا يمكن أن نتجاهل أهمية الدراجة النارية لمن يستخدمها بشكل عقلاني ومنظم ويقودها بوعي ودراية كمزارع إلى أرضه، أو الموظف الذي اضطر لحيازة الدراجة في ظل أزمة النقل وارتفاع أجورها، إضافة إلى أفراد الجيش وقوات الأمن الذين يلجؤون لاستخدامها من أجل الوصول إلى مقرات خدمتهم من دون تأخير، فالمشكلة تكمن عند من يقتني الدراجة النارية من مبدأ التباهي وعرض المهارات التي تؤدي إلى كوارث في أغلب الأحيان.
ويوضح مواطنون أن هناك من يضع للدراجة أضواء “مبهرة” ويسلّطها على أعين سائقي السيارات في الليل، ما يؤدي إلى انعدام الرؤية لديهم، وبالتالي التسبب بوقوع الحوادث، عدا أصوات تلك الدراجات المزعجة للأهالي، خصوصاً بعد تعمّد أصحابها فك المصفاة المركبة في “الاشطمان”، الأمر الذي يجعل صوتها أكثر إزعاجاً.
تصريحات مكررة
ورغم مطالبات الكثير من خلال الوسائل الإعلامية وصفحات التواصل الاجتماعي بمكافحة ظاهرة انتشار الدراجات النارية المخالفة، يبقى رد الجهات المعنية يكرر التصريح نفسه المتضمن “إجراء حملات مكثفة، ومصادرة أعداد كبيرة من الدراجات النارية المخالفة”، إلا أن المشهد لم يختلف في شوارع المدن أو حتى الأرياف، ما يتطلب جهوداً كبيرة ومشتركة من جميع الجهات المعنية لتنظيم حملات حقيقية وقمع هذه الظاهرة التي أصبحت مؤرقة للجميع.
ثلاثة آلاف دراجة
يشار إلى أنه لا توجد إحصاءات رسمية لعدد الدراجات النارية الموجودة حالياً، ولكن بحسب تقارير فإن عددها قبل الحرب يفوق المليون دراجة، بينما تحدثت مصادر من وزارة الداخلية في 2018 عن أنه منذ بداية ذلك العام ولغاية الشهر الثامن من عام 2019 تم حجز 3 آلاف و167 دراجة نارية غير نظامية في دمشق، حيث نظمت الضبوط اللازمة بحق سائقيها.
علي حسون